1/2
الإخوة الأحباء
إخوتى الأحباء السيد المكاوي وآية اللطف
أشكر لكم حواركم وردودكم، وفهمت من رد أخى السيد المكاوي أنه يوافق على كلمات الأخت آية اللطف، فسأعقب على مداخلة الأخت آية اللطف أولا، فإن لم أجد شيئا قد إستوفى فى أسئلة السيد المكاوي سأستوفيه
أختى العزيزه آية اللطف
اقتباس:
كاتب النص الأصلي : آية اللطف
الذي أقصده أن هذه الإرادة التي أعطاه الله إياها هي إرادة الخير و الشر وإما أن يكون معنى كلامك أن آدم فعل شيئا لا يريده الله سبحانه وتعالى وهذا لا ينطبق على معنى الإله أصلا فلا يكون شيء في هذا الكون إلا بأمره جل وعلا بمعنى :
أن الله خلق آدم مخيرا بين الخير والشر ليختبره بأن عرض عليه طريق الخير وأمره باتباعه وعرض عليه طريق الشر وأمره باجتنابه ولكنه يعلم بأن هذا الإنسان ضعيف ومن أدق صفاته النسيان لذلك سمي إنسانا ولسوف يقع في طريق الشر مهما سمت رتبته
|
مبدئيا حتى تتعرفوا على إيماننا فنحن نؤمن أن الإنسان مخير لا مسير مثلكم، لكن
هناك أجزاء لونتها بالأحمر أرى بها خلطا وتضادا كبيرا
1- العبارتان الأولى والثانية تنصان على أنه لا شئ يحدث بدون إرادة الله وأمر الله، ولا يصح ولن يكون إله لو حدث شئ بدون أمره وإرادته
2- بينما العبارتان الثالثة والرابعه تنصان على أن أدم مخير وأن الله يعلم ما سيفعل
وبين 1 ، 2 تضاد
فإذا كنت سأفعل إرادة الله، فمن أين لى الخيار؟
وإذا كنت سأفعل إرادة الله، فلم يحاسبنى على الشر، ألا أفعله بإرادته، وكيف أستطيع أن أخالف إرادة الله وأفعل خيرا؟
فإذا كنت سأفعل إرادة الله، فلم خلقنى ليذهب بى لجهنم وأنا لست إلا منفذا لإرادته، ألا أستحق الجنه لتنفيذى إرادة الله؟
أعتقد لديكم خلط بين إرادة الله وعلم الله
علم الله بما سيحدث لا يعنى إرادته الحدث
فحسب إعتقادنا المسيحى الله يعلم كل شئ، لكن الله خلقنا بإرادة كاملة ومخيرين بطريقة كامله، ونخالف إرادة الله بإرادتنا الكامله، ولذلك فنحن نستحق الحساب على ما فعلنا
فمثلا تقول أختنا آية اللطف هل فعل أدم ما يخالف إرادة الله؟
أقول لها نعم، فعل أدم ما يخالف إرادة الله، ولذلك إستحق العقاب، ولو كان فعل إرادة الله لما إستحق أن يعاقب على شئ
فكيف تعاقبنى وأنا أفعل إرادتك ومشيئتك!
اقتباس:
كاتب النص الأصلي : آية اللطف
ولكنه لم يطالبه إلا بالتوبة وإظهار عبوديته لهذا الإله العظيم باختياره هو وبدون إكراه ليباهي به ملائكته ويريهم أن هناك من هو أفضل منهم فهم يعبدون الله بدون إرادة بل جبلوا على ذلك وغيرهم خلق مخيرا ومع ذلك اختار رضى الله عما سواه
|
أين الإختيار هنا يا أختى الفاضلة؟
1- أدم أخطأ بإرادة الله
2- الله يطالبه بالتوبة وإظهار العبودية
3- أدم يبدى التوبة ويعبد
أين هى الخيارات التى كانت مطروحه على أدم؟ وماذا فعل خالف به إرادة الله لنقول أنه حر الإختيار؟
فمثلا يمكن أن نقول طلب الله من أدم التوبة وأن يعبده أو ..... كذا ...... ، فإختار أدم أن يتوب ويعبد
فما هو الخيار الثانى الذى كان مطروحا أماه؟
فى جملتك السابقة العديد من الخلافات العقائدية بيننا وبينكم
1- الله خلق أدم وبنيه ليعبدوه
ولكن هذا لا يوافق عقائدنا، فلو خلق الله أدم ليعبده معناه أنه يحتاج للعباده، وحاش لله أن يحتاج العبادة من أحد
فنحن عندما نصلى نقول (لست أنت المحتاج لعبوديتى بل أنا المحتاج لربوبيتك)
وفى معتقدنا، فالله خلقنا من فرط حبه لنا، ونحن نعبده لأننا نحبه
2- خلقنا الله لنعبده بإختيارنا فيباهى بنا الملائكه
وهل الله يا أختى محتاجا ليباهى أحدا، وما هى وجهة النظر فى أن يباهى بنا أمام الملائكه، هل لضمان خضوعهم أم ما هو الغرض؟
وما وضع المباهاة الأن والإنسان أصبح أكثر من يفسد فى الكون؟
هذه النقطة لا تدخل فى عقيدتنا
اقتباس:
كاتب النص الأصلي : آية اللطف
وسأقرب ذلك إليك بمثال :
علاقة الأب مع ولده كيف تراها ؟؟؟؟؟
الأب يعلم ولده الخير ليتبعه والشر ليجتنبه مع أنه يعلم في قرارة نفسه أن هذا الولد سيقع بأخطاء كثيرة أمره باجتنابها و لقلة خبرة هذا الولد سيعتقد أن هذا الطريق هو من الخير له فمن حكمة الأب أن يعرضه لامتحانات أمام عينيه قبل أن يشب ويقسو عوده ولا ينفع معه النصح
ثم إنه عندما يخطئ إن أخطأ سهوا وعلم بخطئه وتراجع عنه وطلب من والده أن يسامحه بالتأكيد فإن والده سيسامحه ويقبل عذره لأنه يعلم سلفا بحال هذا الولد من الضعف وقلة الخبرة ولكن عندما لن يقبل نصيحة والده ويتحداه ولا يرى لوالده أفضلية عنه فهو بالتأكيد سيغضب منه ومع ذلك سبيقى يتمنى أن يأتي يوم ويفهم هذا الولد وجهة نظر والده ويهيء له فرصا للفهم والرجوع إليه
|
1- علم الأب بأن إبنه سيخطئ لا يعنى أنه يريده أن يخطئ، ولا يعنى أن الإبن عندما يخطئ فإنه ينفذ إرادة أبيه
2- الأب بالطبع يسامح إبنه لكن لو لم يصدر حكما مسبقا على خطأ الإبن
بمعنى
لو قال الأب لإبنه لو لم تذهب للمدرسة فلن تأخذ مصروفا اليوم، هنا قام الأب بتحديد عقاب، ولكى يكون الأب جادا فى كلامه ويتعلم الإبن، وكذلك لكى يكون الأب عادلا بين أبنائه جميعا، فيجب عليه ألا يعطى إبنه المصروف فعلا إذا لم يذهب للمدرسة، وإلا لأصبح غير عادل ولأصبح من حق أبنائه الأخرين المطالبة بالمثل، ولحق لمن لم يأخذ مصروفه يوما أن يقول لأبيه، أعطنى مصروفى الذى منعتنى إياه يوما ما
اقتباس:
كاتب النص الأصلي : آية اللطف
وهذا سبب وضع آدم في الجنة في نظر المسلمين للتدريب وليس للإقامة وليطلعه على ألد أعدائه الشيطان وجعل طاعته لهذا الشيطان تخرجه من الجنة ليعظم في نظره هذا الذنب ويجعله واعظا له من نفسه كتجربة حصلت له فعلا وليس من ضرب الخيال مع علمه بأن هذا البشر الذي خلقه بيده وأسجد له ملائكته لا بد أن يخطئ
|
أولا : لا يوجد لدينا أو لديكم الفترة التى وجد بها أدم بالجنه قبل طرده منها، لا نعلم إذا كانت قرون أم يوما واحدا، وبذلك فلا نستطيع من تحديد فتره وجوده بالجنه إذا كانت فترة تدريب أم لا
ثانيا : لا يوجد لدينا أو لديكم نصوص تقول بأن فترة وجود أدم بالجنة كانت للتدريب
ثالثا : لو كان أدم موجود فى الجنة للتدريب، فأين الإختبارات التى مر بها؟ هل إختبار واحد يكفى للتدريب؟
رابعا : إذا كان الإنسان لن يفعل سوى إرادة الله ولن يستحق الإله أن يدعى إله إذا فعل أحد شيئا بدون إرادته، فلم الحاجة للتدريب، فالإنسان سواء تدرب أم لا سيفعل إرادة الله؟
خامسا : وصفتى الإنسان بأنه سمى إنسانا لأنه ينسى، فإلى متى سيظل أدم يتذكر التدريب وهو قد نسى أمر الله فى الجنه سريعا وأخطأ وهو داخل الجنه وفى مواجهة الله؟
بصراحة، أنا غير مقتنع بموضوع فترة التدريب هذا، ولم أقرأه فى أى مصدر من قبل سواء مسيحى أو إسلامى، ولكن لك حرية الرأى والإعتقاد
اقتباس:
كاتب النص الأصلي : آية اللطف
وأما قولك :
فما بالك يا أخى بالعادل فى الصورة المطلقة للعدل، أى أن عدله مقارنة بأعدل عدل تعرفه هو المقارنة بين الصفر والمالانهاية
الحل الوحيد هو أن تموت نفس أدم، أى أن تفنى نفس أدم وحواء وبذلك لن تكون هناك بشرية
هذا من منطق بني البشر أي القصاص أما من منظار العدل المطلق أن يقبل الله توبة عبده مهما عظمت بدون مقابل بل تفضلا وكرما منه لأنه لا يحتاج لتوبتهم أصلا وإنما لعلمه بضعفهم فهو لا يريد منا إلا إعلان العبودية له جل وعلا ولذلك خلقهم
|
يوجد لديك ايضا يا أختى العزيزه هنا خلطا بين (العدل) و(الرحمه)
العدل هو تنفيذ الحكم الصادر
الرحمه هى قبول العذر وقبول التوبه
فما تقولين عنه هو الرحمه وليس العدل
لكن الله أخبر أدم بحكمه قبل أن يخطئ، وبالرغم من هذا أخطأ أدم، فأصبح مستحقا للحكم
لو لم ينفذ الله الحكم، لصار من حق كل من صدر عليه حكم أن يصرخ لله قائلا أنت غير عادل
ستقولين لى أين هى أحكام الله الأخرى
سأقول لك كمثال
الشيطان صار شيطانا طبقا لحكم الله
فلو لم ينفذ الله حكمه الذى صدر فى حق الإنسان، لصار مثل الأب الذى حكم بقطع المصروف عن إبنه ولم ينفذ، وصار بذلك من حق أبنائه الأخرين المطالبة بالمثل فى عدم تنفيذ العقاب عليهم
وأعتقد أن فى ذلك نقض للعدل المطلق، وهدم لنواميس الكون كلها
اقتباس:
كاتب النص الأصلي : آية اللطف
وكلامك هذا يثبت كلامي :
فمنذ أخطأ أبينا أدم، والإنسان أخطأ، ولا يزال يخطئ، ولن يتوقف عن الخطيئة أبدا، ونؤمن نحن المسيحيين أنه لم ولن يوجد إنسان على وجه الأرض لا خطيئة له مهما كان بره، ما عدا السيد المسيح له كل المجد، لأنه شابه الإنسان فى كل شئ ماعدا الخطيئة وحدها، أى على الصورة التى خلق الله عليها الإنسان
فما الذي غيره صلب المسيح عليه السلام – مع اعتقادنا بأنه لم يصلب - ؟؟؟؟
فلا زلنا نخطئ بل وأخطاؤنا أقبح بكثير من خطيئة أبونا آدم عليه السلام وهو تاب ومن البشر الكثير الكثير الذين لم ولن يتوبوا
|
أراكم دائما متعجلين الوصول لموضوع الصلب
تريثوا قليلا، سنصل لموضوع الصلب وسأشرحه بالتفصيل وسأشرح كيف نرى أن المسيح إلها وكل شئ بالتفصيل الممل، فلا تتعجلوا
ولكن فى عجالة للرد على سؤالك أقول لك
الذى غيره صلب المسيح هو موت النفس (البريئة - العاقلة - الحره)، وبذلك إستوفى عدل الله الحكم الصادر على نفس أدم ولم يصبح الإنسان مطالبا بحكم الموت
ولكن هذا الإستيفاء مشروط، بأن يؤمن الإنسان أنه تم فدائه، فلو لم يؤمن بذلك لما إستفاد من هذا الفداء
اقتباس:
كاتب النص الأصلي : آية اللطف
وإن كان صلب المسيح أعاد للإنسان طهره وغسله من الخطيئة فهذا يعني أن يعود الإنسان لعدم معرفته الشر كما تقول وبهذا نكون قد استفدنا فعلا من قتل الإله نفسه وهذا لم يحصل ولن يحصل وبذلك لا يمكننا إلا رفض هذا الادعاء الغير منطقي
|
كفارة الخطيئة تغفر الخطيئة ولا تعيدها
فلو سرقت، وتبت (الأن وليس فى حكم اليهود) أو قدمت ذبيحة خطيئة فى حكم اليهود، تغفر الخطيئة ولكن لا تعنى عدم وقوع السرقه
فلا يعنى صلب المسيح ألا يعرف الإنسان الشر ولكن غفران هذا الشر
أما عن موت الإله، فسيأتى شرحه بالتفصيل الممل عند الحديث عن المسيح وكينونته
اقتباس:
كاتب النص الأصلي : آية اللطف
ثم إنك قلت :
وبهذا، فالذبيحة الحيوانية أصبحت سارية المفعول بعدما حمل أدم حكما بالموت، فهو يستطيع التكفير عما سيأتى من خطايا، وقد تم قبول نفس الحيوان (البريئة - الغير عاقلة - الغير حره) عوضا عنه، ولكن ما سبق من خطايا أى الخطيئة الأولى فمطلوب لها نفس (بريئة - عاقلة - حره)
فهل هذا يعني أن الذبيحة شرعت لمجرد سفك الدم الحاصل منها أم للاستفادة من لحمها وشحمها والتصدق بها ؟؟؟؟
هذا السؤال سأسأل عنه أهل العلم من المسلمين لأجد حكم الإسلام فيه ثم أعود إليك
|
أولا : هذا التشريع هو تشريع الله لموسى ويعمل به اليهود حتى اليوم، وسبب الحرب الحالية هى أن اليهود لا يستطيعون تقديم ذبيحه لغفران خطاياهم لعدم وجود الهيكل، ولذلك فهم يحاولون جاهدين بناء هيكلهم لأنهم من الناحية الشرعية الأن بدون ذبيحه غفران
ثانيا : الذبيحه لا يؤخذ منها لحم ولا شحم ولا جلد للتصديق، بل يتم حرقها بالكامل، ويمكنم أن تجدوا هذه التفاصيل فى العهد القديم من الكتاب المقدس
يتبع ...
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
|