بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
الذي أقصده أن هذه الإرادة التي أعطاه الله إياها هي إرادة الخير و الشر وإما أن يكون معنى كلامك أن آدم فعل شيئا لا يريده الله سبحانه وتعالى وهذا لا ينطبق على معنى الإله أصلا فلا يكون شيء في هذا الكون إلا بأمره جل وعلا بمعنى :
أن الله خلق آدم مخيرا بين الخير والشر ليختبره بأن عرض عليه طريق الخير وأمره باتباعه وعرض عليه طريق الشر وأمره باجتنابه ولكنه يعلم بأن هذا الإنسان ضعيف ومن أدق صفاته النسيان لذلك سمي إنسانا ولسوف يقع في طريق الشر مهما سمت رتبته ولكنه لم يطالبه إلا بالتوبة وإظهار عبوديته لهذا الإله العظيم باختياره هو وبدون إكراه ليباهي به ملائكته ويريهم أن هناك من هو أفضل منهم فهم يعبدون الله بدون إرادة بل جبلوا على ذلك وغيرهم خلق مخيرا ومع ذلك اختار رضى الله عما سواه
وسأقرب ذلك إليك بمثال :
علاقة الأب مع ولده كيف تراها ؟؟؟؟؟
الأب يعلم ولده الخير ليتبعه والشر ليجتنبه مع أنه يعلم في قرارة نفسه أن هذا الولد سيقع بأخطاء كثيرة أمره باجتنابها و لقلة خبرة هذا الولد سيعتقد أن هذا الطريق هو من الخير له فمن حكمة الأب أن يعرضه لامتحانات أمام عينيه قبل أن يشب ويقسو عوده ولا ينفع معه النصح
ثم إنه عندما يخطئ إن أخطأ سهوا وعلم بخطئه وتراجع عنه وطلب من والده أن يسامحه بالتأكيد فإن والده سيسامحه ويقبل عذره لأنه يعلم سلفا بحال هذا الولد من الضعف وقلة الخبرة ولكن عندما لن يقبل نصيحة والده ويتحداه ولا يرى لوالده أفضلية عنه فهو بالتأكيد سيغضب منه ومع ذلك سبيقى يتمنى أن يأتي يوم ويفهم هذا الولد وجهة نظر والده ويهيء له فرصا للفهم والرجوع إليه
وهذا سبب وضع آدم في الجنة في نظر المسلمين للتدريب وليس للإقامة وليطلعه على ألد أعدائه الشيطان وجعل طاعته لهذا الشيطان تخرجه من الجنة ليعظم في نظره هذا الذنب ويجعله واعظا له من نفسه كتجربة حصلت له فعلا وليس من ضرب الخيال مع علمه بأن هذا البشر الذي خلقه بيده وأسجد له ملائكته لا بد أن يخطئ
وأما قولك :
فما بالك يا أخى بالعادل فى الصورة المطلقة للعدل، أى أن عدله مقارنة بأعدل عدل تعرفه هو المقارنة بين الصفر والمالانهاية
الحل الوحيد هو أن تموت نفس أدم، أى أن تفنى نفس أدم وحواء وبذلك لن تكون هناك بشرية
هذا من منطق بني البشر أي القصاص أما من منظار العدل المطلق أن يقبل الله توبة عبده مهما عظمت بدون مقابل بل تفضلا وكرما منه لأنه لا يحتاج لتوبتهم أصلا وإنما لعلمه بضعفهم فهو لا يريد منا إلا إعلان العبودية له جل وعلا ولذلك خلقهم
وكلامك هذا يثبت كلامي :
فمنذ أخطأ أبينا أدم، والإنسان أخطأ، ولا يزال يخطئ، ولن يتوقف عن الخطيئة أبدا، ونؤمن نحن المسيحيين أنه لم ولن يوجد إنسان على وجه الأرض لا خطيئة له مهما كان بره، ما عدا السيد المسيح له كل المجد، لأنه شابه الإنسان فى كل شئ ماعدا الخطيئة وحدها، أى على الصورة التى خلق الله عليها الإنسان
فما الذي غيره صلب المسيح عليه السلام – مع اعتقادنا بأنه لم يصلب - ؟؟؟؟
فلا زلنا نخطئ بل وأخطاؤنا أقبح بكثير من خطيئة أبونا آدم عليه السلام وهو تاب ومن البشر الكثير الكثير الذين لم ولن يتوبوا
وإن كان صلب المسيح أعاد للإنسان طهره وغسله من الخطيئة فهذا يعني أن يعود الإنسان لعدم معرفته الشر كما تقول وبهذا نكون قد استفدنا فعلا من قتل الإله نفسه وهذا لم يحصل ولن يحصل وبذلك لا يمكننا إلا رفض هذا الادعاء الغير منطقي
ثم إنك قلت :
وبهذا، فالذبيحة الحيوانية أصبحت سارية المفعول بعدما حمل أدم حكما بالموت، فهو يستطيع التكفير عما سيأتى من خطايا، وقد تم قبول نفس الحيوان (البريئة - الغير عاقلة - الغير حره) عوضا عنه، ولكن ما سبق من خطايا أى الخطيئة الأولى فمطلوب لها نفس (بريئة - عاقلة - حره)
فهل هذا يعني أن الذبيحة شرعت لمجرد سفك الدم الحاصل منها أم للاستفادة من لحمها وشحمها والتصدق بها ؟؟؟؟
هذا السؤال سأسأل عنه أهل العلم من المسلمين لأجد حكم الإسلام فيه ثم أعود إليك
وهذه العقيدة الغير منطقية هي التي حدت بالناس إلى الإلحاد لأنه إما العقل وإما الإلحاد ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
وصدقني إنني أحاول كل جهدي لأقنع نفسي بكلامك ولكي تصدق ما أقول أحب أن أعلمك بأنني أطلب من بناتي – أعمارهم 16-14-13 – أن يقرؤوا هذا الكلام الذي تكتبونه وأطلب منهم أن يشرحوا لي ما فهموه وهل يوجد منطقية فيه مع أنني أخشى عليهم من الضلال ولكنني أسأل الله أن يجعلنا دائما على الصراط المستقيم ولا يبتلينا في ديننا الذي ارتضاه لنا أبدا اللهم آمين .....
ومع ذلك الكبرى تقول لي لا يا أعتقد أن هؤلاء مقتنعون بهذا الكلام أصلا ومن الأفضل عدم مناقشتهم لأنها مناقشة عقيمة والثانية تبين لي ردها على هذه الأفكار وبعدها عن المنطق وأما الثالثة فترفض أن تقرأه أصلا لأنها لا تحب أن توجع رأسها بكلام فلسفي لا يمكنها أن تفهمه ولأن إيمانها الذي تعتز به منطقي وسهل ولا يحتاج لكل هذه التعقيدات
وأتمنى أن أجد من الإخوة النصارى الموضوعية التامة فيما يقرؤون ويكتبون
وأشكر الأخ السيد المكاوي مجددا على تعليقه الأخير وأعتقد أنه الآن قد بدأت المناقشة الحقيقية
والله ولي التوفيق
نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله
قال تعالى : (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله )
إلى كل حر يضع عقيدته من وراء عقله...
ويطلق عقله من أسر إرادته ....
يفكر .... ليختار الذي يريد ...
ولا يريد ليفرض على عقله كيف يفكر ....
أهدي كلماتي
|