سؤالنا هنا هو : اذا كان المسلمين قد اختلفوا في البسملة أن كانت من القران أم لا . ماذا نقول نحن الغير مسلمين ؟ إلا يحق لنا التشكيك بها كما شكك الصحابة والتابعين رضي الله عنهم وأرضاهم ؟ .
لنفرض أن فريقا من العلماء قطعوا بجزئية جملة من القرآن ، فمن ينفي جزئيتها من القرآن سيكون في نظرهم مخطئا لأنه أنقص من القرآن ما هو منه ، وكذلك من نفى جزئية تلك الجملة من القرآن يرى من أثبتها للقرآن قد زاد فيه ما ليس منه .
فالنافي يعتقد أن المثبت محرّف بالزيادة والمثبت يعتقد أن النافي محرّف بالنقص والحذف منه ، والمعلوم بديهيا أن تلك الجملة إما أن تكون من السور فيلزم التحريف بالنقص لمن أنكرها لأنه يرى عدم جزئيتها منها، وإما ألا تكون جزءًا من السور فيلزم التحريف بالزيادة لمن ألحقها ، وذلك لاستحالة كون الجملة جزء من سور القرآن وليست منها في آن واحد ، فلا يخلو الأمر من ثبوت التحريف لأحد من الطرفين سواء بالزيادة أو النقص .
أو قل إن تلك الجملة إما قرآن وإما غيره فإن كانت قرآنا في الواقع فمن نفاها كان محرفا بالنقص والحذف وإن لم تكن قرآنا فإن من أثبتها كان محرفا بالزيادة .
نستخلص مما سبق أن من ذهب إلى عدم كون البسملة في أوائل السور من القرآن هم الإمام مالك وأبو حنيفة وأصحابـهما والأوزاعي وداود وأحمد ين حنبل على رواية .
والصحابة الذين قالوا أنـها جزء من أوّل كل سورة عدا براءة هم ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وأبو هريرة وعلي ومن التابعين عطاء وطاوس وسعيد بن جبير ومكحول والزهري وعبد الله بن المبارك وكذلك الإمام الشافعي وأحمد بن حنبل على رواية أخرى، وإسحاق بن راهويه وأبو عبيد القاسم بن سلام .
وعلى هذا الاختلاف بين أكابر علمائهم بالإثبات والنفي ، يتضح أن صغرى القياس : ( حصل الاختلاف بين علمائهم في جزئية جملة ما لسور القرآن بالإثبات والنفي ) صحيحة ، وتلك الجملة هي البسملة (وحصول الاختلاف بالإثبات والنفي في جزئية جملة ما لسور القرآن يلزم منه التحريف بالنقص أو بالزيادة ) فيستنتج تلقائيا وبالضرورة :
( حصول الاختلاف بين علمائهم في جزئية البسملة لسور القرآن يلزم منه التحريف بالنقص أو بالزيادة ) ، فإما أن تكون من القرآن في أوائل السور فيثبت التحريف بالنقص لمن نفاها من علمائهم ، وإما أن لا تكون منه فيثبت التحريف بالزيادة لمن أثبتها منه ، وعليه لم تتضح الحقيقة الكاملة للقرآن عند المسلمين ، فهم في ريب وشك في آيات منه .
صحيح مسلم، كتاب الصلاة، الحديث 52؛ وسنن النِّسائي، كتاب افتتاح الصلاة، الباب 20؛ ومسند أحمد 3 / 203 و 205 و 223 و 255 و 273 و 278 و 286 و 289 و 4 / 85 . راجع سنن الترمذي 2 / 43؛ والمصنف لعبد الرزّاق 2 / 88.وسنن النِّسائي، باب ترك الجهر بالبسملة من كتاب افتتاح الصلاة 1 / 144؛ ومسند أحمد 3 / 177 و 273 و 278. بحوث من تفسير الرازي 1 / 194؛ وكتاب الاُم للشافعي 1 / 107؛ ومختصر المزني ص 14؛ والعدّة للصنعاني 2 / 410؛ والاتقان في علوم القرآن ـ طبعة بيروت 1 / 78 ، 79؛ والبيان للسيِّد الخوئي ط. 3، ص 467 ـ 468 و 552؛ والمنتقى 1 / 151؛ وسُبل السلام
فَقَالَ لَهُ الْكَاتِبُ: صَحِيحٌ، يَامُعَلِّمُ! حَسَبَ الْحَقِّ تَكَلَّمْتَ. فَإِنَّ اللهَ وَاحِدٌ وَلَيْسَ آخَرُ سِوَاهُ.
- انجيل مرقس 12:32
موقع مسيحيات فقط
http://www.answer-me-muslims.com/