في لحن القرآن
والمقصود من اللحن هو الخطأ ، وقد روي عن عثمان بن عفان بطرق كثيرة دعوى وجود اللحن في القرآن ، ولا بأس بذكر بعضها.
1- قال ابوعبيد في فضائل القرآن : حدثنا حجاج، عن هارون بن موسى، قال أخبرني الزبير بن خريت، عن عكرمة، قال: لما كتبت المصاحف عرضت على عثمان، فوجد فيه حروفا من اللحن، فقال: لا تغيروها فإن العرب ستغيرها، أو قال ستعربها بالسنتها، لو أن الكاتب من ثقيف والمملي من هذيل لم توجد فيه هذه الحروف. فضائل القرآن ج 2 ص 171 ) .
قال السيوطي بعد نقل هذا الخبر في الإتقان : أخرجه ابن الأنباري في كتاب الرد على من خالف مصحف عثمان، وابن أشتة في كتاب المصاحف. أقول : والخبر صحيح على شرط البخاري ومسلم.
طرق أخرى للخبر المتقدم :
2- قال أبوبكر بن أبي داود: حدثنا ابوحاتم السجستاني، حثنا عبيد بن عقيل، عن هارون، عن الزبير بن الخريت، عن عكرمة الطائي، قال: لما أتي عثمان بالمصحف رأي فيه شيئا من لحن، فقال: لوكان المملي من هذيل والكاتب من ثقيف لم يوجد فيه هذا.
( كتاب المصاحف ص 142 )
3- وقال الحافظ عمر بن شبة النميري في تاريخ المدينة المنورة: حدثنا عمرو بن مرزوق، قال حدثنا عمر بن القطان، عن عبدالله بن فطيم، عن يحي بن يعمر، قال: قال عثمان رضي الله عنه: إن في القرآن لحنا ستقيمه العرب بالسنتها. )) ( تاريخ المدينة المنورة ج 3 ص 1013 )
4- وقال أبوبكر بن أبي داود: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا أبوداود، حدثنا عمران بن داود القطان، عن قتادة، عن نصر بن عاصم، عن عبدالله بن فطيمة، عن يحي بن يعمر: قال: قال عثمان رضي الله عنه: (( إن في القرآن لحنا، وستقيمه العرب بالسنتها. )) كتاب المصاحف ص 42 .
5- وقال الحافظ عمر بن شبة في تاريخ المدينة المنورة: حدثنا علي بن أبي هاشم، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن الحارث بن عبدالرحمن، عن عبدالأعلى بن عبيدالله بن عامر القرشي، قال: لما فرغ من المصاحف أتي به عثمان رضي الله عنه،فقال: (( قد أحسنتم وأجملتم، أرى فيه شيئا من لحن ستقيمه العرب بألسنتها.)) ( تاريخ المدينة المنورة ج 3 ص 1013 )
6- وقال أبوبكر بن أبي داود: حدثنا المؤمل بن هشام، حدثنا إسماعيل بن الحارث بن عبدالرحمن، عن عبدالأعلى بن عبدالله بن عامر القرشي، قال: لما فرغ من المصحف أتي به عثمان، فنظر فيه، فقال: (( قد أحسنتم وأجملتم، أرى شيئا من لحن ستقيمه العرب بالسنتها. ) كتاب المصاحف ص 41 .
هذه بعض طرق الحديث، ذكرناها ليتضح تعدد طرقه مضافا لصحة سنده، وقد حاول عدة الطعن في هذا الحديث، ولكنه صحيح وفقا لقواعد الحديث، وربما يؤيد بعضه بعضا، ولذا قال السيوطي في مقام الرد على من حاول تضعيف الخبر المتقدم: (أما الجواب بالتضعيف، فلأن إسناده صحيح كما ترى. )) الإتقان ج 1 ص 391.
قال ابو عبد الله الحاكم في المستدرك : عن مجاهد، عن ابن عباس في قوله تعالى (لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا} قال: أخطأ الكاتب، (( حتى تستأذنوا )).
قال الحاكم : هذا صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وقال الذهبي في التلخيص: على شرط البخاري ومسلم. ( المستدرك على الصحيحين ج 2 ص 430 حديث 3496 ط دار الكتاب العلمية )
وهذا الخبر أخرجه ابو عبيد و الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد والطبري بعدة طرق وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف والبيهقي في شعب الايمان و المقدسي في الضياء المختارة ( الدر المنثور للسبوطي ج 5 ص 69 ، شعب الإيمان ج 6 ص 427 ، ح 8801 ، 8802 ، 8803 ، 8804 ، تفسير الطبري ج 18 ص 109
قال أبو عبيد القاسم بن سلام البغدادي في فضائل القرآن: حدثنـا أبو معاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: سألت عائشة عن لحن القرآن، عن قوله(إن هذان لساحران} وعن قوله (والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة} وعن قوله (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون}. فقالت: هذا عمل الكتاب، أخطأوا في الكتاب. ( فضائل القرآن ج 2 ص 103 ح 563 )
قال السيوطي بعد إيراد هذا الخبر في الإتقان : هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. ( الإتفان في علوم القرآن ج 1 ص 388 النوع 41 ) المصاحف لإبن ابي داوود ص 43 .
عن حماد بن سلمة عن الزبير أبي عبد السلام، قال قلت لأبان بن عثمان: ما شأنها كتبت (والمقيمين} ؟ فقال: إن الكاتب لما كتب قال: ما أكتب؟ قيل له: أكتب (والمقيمين الصلاة}. ( فضائل القرآن ج 2 ص 104 ح 565 )
وقال ابو بكر بن ابي داود في المصاحف : حدثنا اسحاق بن وهب، حدثنا يزيد، قال أخبرنا حماد، عن الزبير أبي خالد، قال: قلت لأبان بن عثمان: كيف صارت (لكن الراسخوان في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل اليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة} ما بين يديها ومن خلفها رفع، وهي نصب؟ قال: من قبل الكتاب، كتب ما قبلها ثم قال: أكتب؟ قال: أكتب (( المقيمين الصلاة ))، فكتب ما قيل له. ( كتاب المصاحف ص 42 )
أقول : وذهـب الى خطأ قـراءة قـولـه تعالى (إنّ هذان لساحران} من علماء السنة أبو عمرو وهو زبان بن العلاء التميمي أحد القرآء السبعة. ( قال فيه الذهبي : و كان من أهل السنة و قال يحيى بن معين : ثقة راجع سير أعلام النبلاء ج 1 ص 241 رقم 1012.
فَقَالَ لَهُ الْكَاتِبُ: صَحِيحٌ، يَامُعَلِّمُ! حَسَبَ الْحَقِّ تَكَلَّمْتَ. فَإِنَّ اللهَ وَاحِدٌ وَلَيْسَ آخَرُ سِوَاهُ.
- انجيل مرقس 12:32
موقع مسيحيات فقط
http://www.answer-me-muslims.com/