عرض مشاركة واحدة
قديم 07/11/2005   #196
شب و شيخ الشباب Tarek007
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Tarek007
Tarek007 is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
Damascus
مشاركات:
3,584

افتراضي


التخلص من وزير قد يكون مهمة سهلة إذا كان وزيرا في مثل وضعية وزير تمويننا حصل بشأنه همز و لمز من سيادة الرئيس و جرى تقييمة من قبل ابو مكنى عندها سيكون رميه خارجا أشبه بخلع فردة حذاء,و قد وجدنا أنا و السيد رئيس مجلس الوزراء ان التخلص من وزير سيكون امرا مريحا لإمتصاص بعض الصعوبات الإقتصادية التي تحدث عنها السيد الرئيس و لم اجد مرشحا افضل من وزير التموين يحتل هذا "المنصب".

جهزت غرفة عمليات لتنسيق الهجوم على وزير التموين بعد أن أخذت الضوء الأخضر من ابو مكنى ,حادثت بعض المعارف و الأصدقاء في هيئة الإذاعة و التلفزيون و كذلك بعض محرري الصحف اليومية و هؤلاء كانوا ينالون نصيبا من المكافآت الشهرية التي تصرفها الوزارة لكل متفاني في خدمة الوطن,كما تحدثت مع بعض اعضاء مجلس الشعب الغيورين على سمعة و كفاءة الوزارة و همست في آذانهم أن الأخ "وزير التموين" اصبح من المغضوب عليهم و لا الضالين و لا فائدة ترجى منه لذلك يجب ان نجد طريقة "دستورية" لرميه الى الخارج بحيث لا يسيء الى من عينه.كلفني الأمر بضع موافقات اذونات استيراد بذور و أسمدة زراعية للسادة أعضاء مجلس الشعب و ذلك لضمان كفاءة عملهم في الجلسة القادمة و المعقودة لإستجواب السيد وزير التموين.

يجب أشكر التقسيم الفئوي الذي يتوزع عليه مجلس الشعب فهناك فئة للفلاحين و العمال و هناك فئة لبقية طبقات الشعب و أنا أحب كثيرا فئة الفلاحين أعضاء مجلس الشعب, المنتمين الى هذه الشريحة يأتون الى مجلس الشعب بنفسية الفلاح البسيط و يشارك في التصويت بروح الجماعة و يعتقد أن منصب الوزير يقارب منصب المبشرين بالجنة لذلك يتكلم مع الوزراء بكل إحترام أما إذا كان وزيرا من عينتي فإن اعضاء مجلس الشعب مستعيدن للإنبطاح على السجادة التي اسير عليها و لم اكن مقصرا في حقهم فقد كنت أكلمهم بكل الإحتقار الذي يستحقونه و كلما زدتهم احتقارا أزدادوا خنوعا و خضوعا.لذلك كان طلبي أليهم بإستعداء وزير التموين للإستجواب كان بمثابة رؤيتهم لللية القدر في شهر ذي القعده.

لم يصمد الوزير طويلا كانت السكاكين تنهال عليه من كل حدب و صوب هجوم من الصحافة و برامج التنمية التلفزيونية و تعليقات الإذاعة و احاديث في الشارع عن ثروته الضخمة التي بناها من تهريب السجائر بل تبين انه اتلف قصدا محصول الشوندر السكري في كل أرجاء القطر بعد ان امر بتخزينه تحت المطر لاشهر طويلة مما ادى لإتلافه و استيراد حاجة القطر من الخارج و كان ضالعا في عمليات توريد السكر,لذلك لم يكن الأمر صعبا حتى "حجب" مجلس الشعب ثقته عنه و استحق لعنة الرئيس و نقمة الشعب و جرى تحويلة مخفورا الى السجن.

تم تكليفي بتسيير شوؤن وزارة التموين ريثما يتم تعيين وزير جديد كنت اتوقع مثل هذا القرار لأنني شخصيا قدت الهجوم على وزير التميون و اظهرت كفائة و فهما شديدن في إدارة هذه الحملة و كشف الوزير المختلس الخائن للإمانة و الشرف الوطني و الوظيفي,و كان لا بد من الإحتفال بهذه المناسبة الغالية لأن مخزوني من أكياس الوقاية الذكرية سيتم تصريفه عبر هذه الوزارة و بأعلى الاسعار و كذلك باسرع من لمح البصر و حتى يكون الإحتفال احتفالا لا بد من زوجة السنجري اليانعة.

كان السنجري يستقبلني في اي وقت من الأوقات ليلا و نهارا لأنه يعرف أنني كوزير لا أملك وقتي فهو ملك للوطن لذلك كان يوفر لي الظرف الذي أريده في اللحظة التي أريدها و في تلك الليلة كان مزاجه عاليا لأنه غادر المنزل قبل ان اصل.كانت البلاهة المرسومة على وجه زوجة السنجري تزيدها ألقا و جمالا وفوقه توب النوم الذي تحف به عشرات الفتحات و التخريمات المستدعية الملتهبة و كنت نشوان بما أحملة من تقتي بنحاحي,نلت رضا ابو مكنى أخيرا و قذفت بوزير بحجم الجمل من النافذه بل و جلست مكانه و هاانذا استمتع بزوجة نائب وزير و كل اسلحتي حقيبة سوداء و رجل متجهم لا يخادر مكتبه ألا نادرا اسمه ابو مكنى.

غادرت سريعا فلم اكن على استعداد لأقضي كل وقتي مع زوجة السنجري و هي مجرد نجاح آخر احب أن اقضمه من آن الى آخر,كانت الوقت متأخرا و الف شيطان يعبث براسي ,لا أريد النوم لأن النوم يقضي على متعه الوعي بأنني بهذا الحجم و هذا الإتساع المرشح للزيادة قدت سيارتي ببطىء و هدوء كنت أقف بكل احترام أمام إشارات المرور أرقب تقلب ألوانها و اضحك من تفاهتهتا و هي لا تعرف أنني أحترامها لأنني أريد ذلك و كنت استطيع ان اخترقها كما أخترق زوجة السنجري دون ان يقول لي احد "تلت الثلاة كم" أنا و بإرادتي انا أحترم ما اريد.

اصبحت قريبا من مستودعات دائرة البيطرة التابعة لوزارتي أحببت ان أمارس عملي ليلا و تذكرت قصص الخلفاء الذين يجوسون في الليل إطمانانا على أحوال الرعية ضحكت في سري من خطل هؤلاء الخلفاء و من هبل الرعية و تابعت طريقي الى حيث البوابة الرئيسة ,كان المفروض بالحارس الليلي أن يقف عند البوابة و يشير الى السيارات بالوقوف و التاكد منها قبل الدخول كان الحاجز الحيديد عند البوابة الرئيسة مخلقا و لكن لا أثر للحارس اطلق بوق السيارة بعنف و قوة و انتظرت ظهور احد ما و لكن احدا لم يظهر ترجلت من سيارتي و تقدمت الى البوابة و دخلت الىغرفة الحارس حيث كان يحتضن مخدته و يغط في سبات عميق.كان رجلا قد تخطى الستين غارت وجنتاه الى داخل فمة و بدت عروق يديه نافرة خضراء.وجهت أليه ضربة بقدمي على ظهرة و صرخت به صوتا قويا أنتبه على اثره كالملسوع واضعا يده على ظهرة, بحلق في قليلا و ركبته رعدة المحتضر بعد أن أدرك أن الوزير شخصيا يقف عند راسه,لم يفتح فمه بكلمة واحدة كان الرعب التهم قلبة و كلبش على تلافيف دماغة اقتربت منه حتى شممت رائحة انفاسه الكريهة المتلاحقة ووجهت له صفعة في منتهى القوى على وجهه و قلت له بحقد واضح :نائم يا ابن الحرام....لم يتمالك "ابن الحرام" نفسه تحت تاثير الصفعة التي تلقاها فتهاوى على الأرض لا يعي على شيء اقتربت منه محاولا ان اعيد أليه الوعي و لكنه كان قد غاب في غيبوبة بدت بدون قرار اتصلت من هاتف الحارس الليلي بالامن و كذلك بالاسعاف و بعد عشر دقائق كان يجتمع في الغرفة اكثر من عشرين شخصا من الإسعاف و وحدة أمن الوزارة اخذوه بعيدا بعد أن عاد الى وعية و لم افوت مناسبة كهذه فألقيت خطابا مدويا عن الإلتزام و اليقظة و خيانة الوطن بالنوم اثناء الدوام.

لا اعرف كيف أنتشرت في اليوم التالي شائعة كبرى في كل ارجاء البلد انني كنت في جولة تفتيشة ليلة وحدي و صادفت حارسا كان ينام اثناء فترة حراستة فضربته "كفا" سقطت معظم اسنانه و خرمغشيا عليه لعدة ساعات و بأن السيد الرئيس اصدر مرسوما بمنعي من الضرب "باليد اليمنى" لأن يدي قوية و لا يجوز ان اؤذي الناس حتى لو كانوا مسيئين.كان يومها ابو مكنى سعيدا جدا و لم تفارق الإبتسامة وجهه لحظة واحدة بل مازحني قائلا بأنني يجب ان اعمل معه في أوقات فراغي لأني يدي اليمنى قوية و هو بحاجة الى امثالي في تحقيقاته العويصة.

ظهرت على شاشات التلفزيون برامج توعية مكثفة من أخطار الايدز بتمويل من مساعدات منظمة الصحة العالمية و ظهرت ملصقات في الشوارع تم طباعتها في الإدارة السياسية للجيش و القوات المسلحة و تجاوبت الإذاعة بشكل رائع لتكتمل الحملة على هذا المرض الفتاك كان وزير الصحة يحك صلعته و يقول لي بوركت جهودك يا اخي و ذلك كلما رآني لأنه يعرف أنني وراء هذه الحملة الشعواء على هذا الداء الخطير كنت أربت على كتفه مواسيا و اقول له كلنا كتف واحد يا ابو معاذ. اشترت وزارة التموين كل اكياس الوقاية الذكرية بالعملة الصعبة حسب اسعار الدول المجاورة و سلمتها الى وزراة الصحة و هذه وزعتها باسعار رمزية على كل الوزارات و المديريات بل اوصلتها الى القرى النائية مع شرح وافي لكيفية استعمالها و فوائدها الكبيرة.لم يخلو جيب مواطن من كيس ذكري كانت موجودة في البقاليات و الصيدليات و حتى مع الباعة المتجولين الذين يبيعون أوراق اليانصيب و العلكة كانوا يستخدمونها كقطع نقدية صغيرة في عملية البيع و الشراء.كان الأمر ملحا على المواطن حتى ظهرت نكات حول الموضوع تقول بأن كل المواطن فلان قبض عليه "متلبسا" من غير "كبوت" .كنت مرتاحا للخدمة التي اديتها لبلدي بابعاد شبح مرض خطير مثل الإيدز عن شعبي فتعاقدت على استجرار هذه المادة من المصدر و تحويل الكميات فورا الى وزارة التموين و من وزارة التموين الى وزارة الصحة ثم الى ايدي الموزعين ثم الى المستهلك النهائي.

يتبع...

عـــــــــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــايــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة






زورو موقع الدومري :
http://aldomari.blogspot.com
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04860 seconds with 10 queries