بغض النظر عن أسلوبك الاستهزائي ولكنني سأجيبك على تساؤلاتك بإذن الله لا لشيء إلا لأن الله أمرنا أن نبين للناس الحق من الباطل وأن نصبر على كل أذى نتعرض له في سبيل ذلك
قال تعالى : ( وما عليك إلا البلاغ المبين )
بالنسبة للهدف الواضح والمعاني السامية الذي حدثتك عنه :
تعلم أنني أومن بأن هذا الكون خلق بإرادة إله عالم قادر حكيم عادل أراد أن يخلق خلقا ويعطيهم الإرادة والحرية في الاختيار وأعلمهم عن طريق الرسل صلوات الله عليهم وسلامه أنهم في دار امتحان ستيسر لهم سبل الخير والشر وأنه ابتلاهم بنفس أمارة بالسوء وبالشيطان الذي يزين لهم الشر ويحببهم فيه وأمرهم بعصيانه لأن في ذلك صلاح أمرهم وأمرهم باتباع رسله ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين فمن تبع الشيطان والهوى أعد له نارا ستكون مأواه يوم القيامة ومن تبع رسله وما أتوا به من نهج قويم سيكافئه بجنة عرضها السماوات والأرض فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ووجدت أن كل ما في الكون من سماء وأرض وغابات وأشجار وأنهار وبحار تسبح بحمد هذا الخالق وتثبت وجوده فمن العبث ألا يوجد خالق مبدع لمثل هذا الكون
قال تعالى : ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور )
ومن ذلك الاعتقاد أصبح هدفي في هذه الحياة ( أملي أن يرضى الله عني ) ومن هنا بدأت رحلتي في استقصاء واتباع ما يرضي الله فوجدته في اتباع ما أمر الله في كتابه العزيز وما أمر رسوله محمد صلى الله عليه وسلم والسير على خطاه وجعلت نبراسي في مسيري سورة الفاتحة وهذين الحديثين وهما ليسا للتخصيص ولكني أجدهما جامعين شاملين
الأول : قال عليه الصلاة والسلام : ( اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن )
فلن تجد مثل المؤمن يتحرى فعل الخير ويبتعد عن كل سوء حتى وهو بينه وبين نفسه لأنه يخشى الله تعالى فقد جعله رقيبا على نفسه يعلم ما يجول في خاطره أما غير المؤمن فربما يفعل الخير لما يجده من مصلحة عاجلة أما إن لم يجد هذه المصلحة فهو أبعد الناس عن الخير
والإسلام ليس فقط عبادة ومعاملة وأخلاق بل عمارة الأرض وزيادة التعلم من أهم ما أمر به الشرع حيث قال تعالى : ( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) والأحاديث في فضل العلم وفضل عمارة الأرض كثيرا فارجع إليها إن أردت الزيادة
والثاني : قوله عليه الصلاة والسلام : ( عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله إلى خير إن أصابته سراء شكر وكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر وكان خيرا له وليس ذلك إلا للمؤمن )
بالله عليك كيف تفسر العقبات التي تعترض طريقك في حياتك وكيف تتكيف معها ؟؟؟؟
إن الذي حدا بالغربيين لكثرة نسبة الانتحار عندهم إنما هو غياب الإيمان فما الذي يدعوني لأحيا حياة مليئة بالمنغصات والمتاعب ؟؟؟؟؟؟؟ من الأجدى التخلص منها إن لم يكن هناك سببا أومن به يدعوني لتحملها والصبر عليها
وهذا ما جعل الكثير منهم يسارعون بقبول الإسلام دينا لأنهم وجدوا فيه الراحة الحقيقة ولأنهم جربوا كل المتع والملذات فوجدوها لا تزيدهم إلا ضنكا وعذابا
وفي الحقيقة ما هذه المنغصات إلا مثل إشارات المرور التي تنبهني لوجود خطأ ارتكبته لأراجع نفسي بالتوبة أو للتفكر في حقيقة هذه الحياة التي أحياها وأنها ليست عبثا فلم وجدت في هذا الكون ؟؟؟ بالتأكيد لم أوجد عبثا !!!!!!! فهي محنة تخفي في داخلها منحة
وأنت تدعي أنك لا تؤمن إلا بما هو ملموس ومشاهد وبالواقع أنك تؤمن بغيبيات كثيرة وتسلم بها مع أنك لم تدرك كنهها وحقيقتها مثلا هذه النظريات التي تحكي قصة بدء الكون هل أثبت لك هؤلاء العلماء صحة هذه النظريات بالدليل العلمي القاطع فإن لم يكن فكيف تؤمن بها وتسلم بها ؟؟؟؟
ألا يشبه إيمانك هذا بإيماني بما أخبر به رسل الله بيد أن الذي أخبرك يفتقر للصفات الصالحة والمعجزات الباهرة التي اتصف بها رسل الله صلوات الله عليهم وسلامه
فكيف تطالبني أن أصدق من هو إنسان مثلي يفترض نظريات ويحاول أن يثبت لها دليلا وحتى الآن لم يأت به وأكذب من جاءني برسالة من عند الخالق وهو لم يعلم عنه كذبا وأيد بمعجزات يعجز عن الإتيان بها أي بشر مع العلم بأنه لم يأت بها من ذاته بل أيده الله بها والدليل حين كان ينقطع عنه الوحي فلا يستطيع أن يأتي بشيء من ذلك إلا بتأييد الله له وتحمل من أجل أن تصل لنا صافية نقية كل الأذى والاضطهاد ومن أقرب الناس إليه ما الذي يجعله يصبر على ذلك ؟؟؟؟؟ ولم يأخذ من ملذات هذه الدنيا شيئا حتى بعد أن أصبحت الجزيرة العربية كلها تحت أمره فمات ودرعه مرهونة عند يهودي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
بل حتى الشرع الذي جاء به وأمرني بالانقياد إليه يوافق الفطرة السليمة ولو طبق كما أراده الله لعم الخير على البشرية جمعاء كما حصل في عصر الخلفاء الراشدين ومن تبعهم على نفس النهج
بل كل ما توصل إليه العلم الحديث من علوم اجتماعية واقتصادية وثقافية ورأى أنها أفضل ما يجب على الإنسان اتباعه لتكون حياته أفضل نجد أن الإسلام قد حث عليها قبل 14 قرنا فلم نتعب أنفسنا بالبحث والتجربة في أمور قد حبانا الله إياها وأمرنا باتباعها لأنه أعلم بما يصلح حالنا
إن اشتريت جهازا ( ميكرو ويف مثلا ) بالتأكيد ستجد معه كتالوكا يرشدك لكيفية استعمال هذا الجهاز هل من المعقول أن تقول أنا أريد أن أجرب بنفسي لأعرف كيفية تشغيله ولست بحاجة لهذا الكاتالوك ؟؟؟؟؟ بالتأكيد إن لم تتلفه فستضيع وقتا وجهدا تكون قد وفرتهما إن اتبعت النصائح المرفقة ( هذا المثل قرأته مرة في أحد كتب الدكتور البوطي جزاه الله خيرا ونفع به )
ولو كان خلافنا على مدى صحة رأي كل منا وانتهى الأمر عند ذلك لانتهت المشكلة ولم يعد هناك داع للنقاش وليختر كل منا ما يحلو له ولكن المشكلة أن هناك كما أعتقد يوم سيجمع فيه الناس ويحاسبون فإن كان الأمر كما تقول فلن أخسر شيئا فالإيمان قد جعلني أحيا حياة مطمئنة ولم أحرم من ملذاتها التي لا تجلب السوء لنفسي أو لمن حولي وإن كان ما أقول أنا صحيحا عند ذلك ستكون يالتأكيد أنت الخاسر وستندم أشد الندم ولكن حينها لن ينفعك الندم فلقد انتهى وقت الامتحان وجاء وقت الحساب فإما أن نكون من الخاسرين حمانا الله من أن نكون منهم وإما أن نكون من الفائزين جعلنا الله منهم وإياكم
أسأل الله أن يشرح صدرك للهداية إنه ولي ذلك والقادر عليه
وأن يوفقنا إلى اتباع سبيل الرشاد والفلاح
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليما كثيرا
نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله
قال تعالى : (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله )
إلى كل حر يضع عقيدته من وراء عقله...
ويطلق عقله من أسر إرادته ....
يفكر .... ليختار الذي يريد ...
ولا يريد ليفرض على عقله كيف يفكر ....
أهدي كلماتي
|