عرض مشاركة واحدة
قديم 01/11/2005   #1
شب و شيخ الشباب Tarek007
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Tarek007
Tarek007 is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
Damascus
مشاركات:
3,584

افتراضي عاجل : أنقلاب في سوريا و فاروق الشرع يعين رئيساً


كيف دمر فاروق الشرع السياسة السورية؟ .. بقلم : عبد المجيد النشاوي

لن نتكلم طويلاً عن (تصرفات) فاروق الشرع المتعجرفة (..) التي جعلته يصف القرار 1559 بأنه ‏تافه، ولن نعرج على إبعاده لكل الكفاءات عن وزارة ‏الخارجية السورية بهدف أن يبقى ‏الخيار الوحيد فيها، ولن نتحدث عن مزرعة زوجته فيها التي جعلته يختار ‏ابن عمها سفيراً ‏في الرياض وابن عمتها سفيراً في تونس، ولن نتوقف طويلا عند إدارة زوجة خالها "أم ‏إياد ‏العرفي" للوزارة بالريموت كونترول، ولن نتحدث عن كيف تخلص بسرعة من وزن ‏وليد المعلم في واشنطن ‏ليرسل إليها جاهلا لمجرد أنه من ضيعته!! درعا وهو رستم ‏الزعبي.. والقائمة تطول وهي جزء من إلغاء ‏ما هو وطني لحساب ما هو أناني وشخصي.‏ لكننا سنتحدث عن التدمير المنظم للسياسة السورية الخارجية التي كانت تفخر بها ‏بسورية في عهد الرئيس حافظ ‏الأسد وتعجب بها الدول الأخرى، وذلك منذ أن قرر الرئيس ‏السوري أن يترك للشرع حق استلام شؤون ‏وزارته بما تقتضيه سياسة المؤسسات:

سيذكر التاريخ لدى السوريين ولن يغفروا أبداً أن فاروق الشرع هو الذي ورط سورية ‏بالعلاقة مع العراق حين ‏قال في المؤتمر القطري للرئيس الأسد: "أنصحك بالعراق ثم ‏العراق ثم العراق" وماذا كانت النتيجة أن الشرع لم ‏يقرأ تقرير سكرتيرالسفارة السورية في ‏بغداد والتي قال فيها في شهر تشرين الثاني / نوفمبر 2002 أن بغداد لن ‏تصمد أسبوعين، ‏فما كان من الشرع إلا أن أقنع الرئيس الأسد مع تقارير حسن خليل رئيس الاستخبارات ‏‏العسكرية آنذاك أن العراق سيصمد ستة أشهر خلافا لما كان ينقله الرئيس الفرنسي جاك ‏شيراك للرئيس الأسد ‏يومياً.‏

وفي سياسته الخارجية، لم يفلح الوزيرالشرع في التسلح بأي من مزايا الرئيس ‏الراحل حافظ الأسد وعلى رأس ‏ذلك التأني في اتخاذ القرار او إعلان الموقف أو في حساب ‏الأمور بدقة قبل الاقدام عليها بل انه وعلى العكس ‏من ذلك اظهر قوة غير اعتيادية في تعمد ‏الخطأ في الحسابات السياسية او في العواقب الناجمة عنها، خاصة ‏بشأن العراق فارتكب ‏حماقات سياسية لن يغفرها له التاريخ أبداً لأنها سحبت الرصيد السوري السياسي بالاضافة ‏‏الى كل ذلك، يصعب الآن تصور ان يرتكب حافظ الأسد لو كان حيا الحماقات التي بدرت من ‏الشرع بسبب ‏التدخل الأميركي في العراق. على الاقل لما كان لحافظ الأسد أن يقدم ‏الخدمات لنظام حكم صدام حسين لغاية ‏الليلة التي بدأ فيها الزحف الأميركي على العراق. ‏الأكثر من ذلك، ربما لكان على الشرع أن ينصح بأن ‏تساعد بلاده على إطاحة صدام لا ‏مساعدته على البقاء والسعي إلى مد يد العون للتحرك الاميركي لا معارضته ‏او اعاقته كما ‏فعل. فخلال الأسبوعين الأولين من الحرب تصور الشرع أن صدام قادر على البقاء فعمد ‏إلى ‏تشجيع مد يد العون له وأوعز للاعلام السوري بتصوير صدام حسين وكأنه قوة لا ‏تمس ولا تقهر على ‏الأرض. ولم يقف الأمر عند ذلك، بل تجاهل او ربما بقلة إدراك خطورة ‏أن تتولى سورية السماح بتحويل ‏الأموال وتجنيد وتجميع المقاتلين علناً بل تسربهم إلى ‏داخل العراق فضلا عن احتضان رموز النظام السابق ‏واستقبالهم أثناء الأزمة بحفاوة.

من الصعب التكهن أو التصور بأن حافظ الأسد يمكن أن يرتكب مثل هذه الأخطاء السياسية ‏القاتلة. ما كان ‏للرئيس بشار الأسد أن يلعب بالنار لولا أنه حضاري ويستمع إلى معاونيه ‏ويحترم مؤسسات بلاده. إن ذلك لا ‏يعني على الإطلاق ان كان على السوريين أن يكونوا ‏سعداء بالجهد الامريكي لاقصاء البعث من الحكم في بلد ‏مجاور ومهم مثل العراق. لكن هذه ‏الحقيقة ما كانت لتغير من موقف سياسي رفيع لا يفرط فيه بمصلحة ‏وسلامة سورية وبقاء ‏الحكم الحالي فيها،على الاقل كان من المؤكد أنه أي الشرع سيكون قد تصرف تصرفا ‏‏حكيما إلى أن يرى طبيعة رد فعل الإدارة الأمريكية مع تعاونه المحتمل معها وما اذا كان ذلك ‏سيقود في النهاية ‏الى تهديد وجود البعث في الحكم ام لا.

‏ ففي الواقع فعل حافظ الأسد في عام 90- 1991 عكس ما فعله الشرع الآن، في حرب ‏الخليج التي حررت ‏الكويت من الاحتلال العراقي لها، إذ لم يتردد حافظ الأسد في إدراك أهمية ‏الوقوف مع الطرف القوي في ‏المعادلة. فوقف مع الولايات المتحدة والحلفاء في الجهد ‏العسكري والسياسي من أجل إخراج صدام من الكويت. ‏لم يقتصر دعمه للجهد الأمريكي ‏يومها على الموقف السياسي وإنما أرسل وحدات عسكرية سورية شاركت في ‏الحرب ضد ‏صدام. وهذا لا يعني اللقاء مع الأمريكيين في الكويت إنما التعاون لكسب عشر سنوات إلى ‏الأمام ‏ووقتها كانت القوات تتجمع على ارض دولة عربية اخرى هي المملكة العربية ‏السعودية.

انا واثق لو أن حافظ الأسد كان على قيد الحياة رئيسا لسورية مع نهاية عام 2002 ‏عندما بدأت الإدارة الأمريكية بحشد الجهد والدعم للقيام بعمل عسكري لإسقاط نظام الحكم ‏في العراق، لكان قد سعى إلى عقد صفقة ‏مع واشنطن وقتها سوف يجد استجابة مرضية من ‏ادارة الرئيس بوش، ولكان قد نحى وزير خارجيته لو أنه سمع ‏منه نصائح كالتي تحولت إلى ‏واقع بسبب سياسات الشرع، فقد بات واضحاً أن الشرع لم يكن غير دمية تتلقن ‏وتنفذ في ‏عهد الرئيس الراحل أما بعد رحيله وإعطائه الدور فقد أثبت أنه لا يعرف ألف باء السياسة ‏وأنه قد ‏أضاع الميراث السياسي لتضحيات السوريين دفعة واحدة ولو كان لديه اليوم أخلاق ‏السياسيين العظماء كعبد ‏الناصر وديغول لاستقال لأنه فشل ولأنه أضاع دماء السوريين ‏ومعاناتهم بلا مقابل فأثبت أنه مجرد روبوت لا ‏يصلح للقيادة وإتمام المسار،فقد فاتته أهمية ‏مبادرة أو تصرف من هذا النوع وفعل العكس بدلا من ذلك، وهو لا ‏يزال مصراً على أن يجثم ‏فوق جثة السياسة السورية.

كذلك كان عدم معرفته بالسياسة الدولية كارثياً؛ فقد كانت السياسة الأمريكية الحالية ‏هي العمل على إلزام سورية ‏بتنفيذ حرفي لقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1559 المتعلق ‏بإخراج كل القنوات والقوى الأجنبية من لبنان وقد ‏كان من المهم جدا أن تتضح للشرع ‏حقيقة مستقبل النظام ومدى قدرته على البقاء، متوقفة على دوره الإقليمي ‏غير أن ذلك لم ‏يشغل الشرع الذي يجعل بالإمكان القول إن الرئيس السوري السابق حافظ الاسد لم يجد ‏نفسه ‏أبدا في وضع لا يحسد عليه كما هو حال السياسة السورية الآن.

لقد حافظ حافظ الأسد على لعبة الأوراق التي لم يتقنها مُدرّبه فاروق الشرع أبداً فلم ‏يلعب في أسوأ الأحوال ‏بأكثر من ربع أوراقه السياسية حتى في أزمة علاقته العربية في ‏الثمانينيات ولكن خياراته الإضافية كانت ‏موجودة، بخلاف تضييع كل الأوراق مع العراق ‏ولبنان وفرنسا ومن ثم الاتحاد الأوروبي والأهم مع الولايات ‏المتحدة والنصح على طريقة ‏العراقيين السابقين بالاهتمام بروسيا البائسة والصين المبسترة، بمعنى الذهاب إلى ‏قوى ‏غير موجودة وإلغاء دور القوى الموجودة لحساب عناوين إيديولوجية تريد أن تتوهم أن ‏العروبة ممكنة على ‏طريقة الخمسينيات.

لقد اعتمد الشرع في تعاملاته مع كل القضايا التي طرحت عليه أو التي يصادفها على ‏نظرية المؤامرة البائسة، ‏مع أن كل الوقائع كانت واضحة في مخططات معلنة والأهم أنها ‏كانت تدعو سورية إلى أن تكون معها، لكن ‏عقل التكيكات الصغيرة سيطر على الشرع وكان ‏يمارس نوعاً من التذاكي فيوحي بشيء ويمارس شيئاً آخر مع ‏أن ميزة الرئيس الراحل التي ‏لم يتعلمها أنه كان إذا وعد وفى وإذا أراد الرفض كان سيقول: "سأناقش الأمر مع ‏القيادة"، ‏وكان واضحاً أنه ليس ثعلباً بمعنى عدم الوفاء بالتعهدات، فقد كان ممن يؤمنون بأن ‏استمرار المفاوضات ‏بمثابة فرصة للاستنزاف وليس للأخذ والرد، وبالتالي لم يكن في يوم ‏ما، من الذين يؤمنون بمبدأ لا تأخذ وأعطِ. ‏لذلك لم تكن هناك قضية واحدة صغيرة عديمة ‏الاهمية ولا توجب نقاشا ومفاوضات مطولة او تعقيدات لا حاجة ‏لها في اي قضية تطرح ‏للنقاش او التفاوض معه. وكان على الدوام يتحجج بأن ما يفعله لا يتعدى محاولات ‏الدفاع ‏عن مصالح سورية ليس إلا. وكان حافظ الأسد حريصا جدا على عدم إظهار أي نقاط ضعف ‏في البناء ‏السياسي والاقتصادي السوري المحكم على الرغم من معرفته الأكيدة بان نقاط ‏الضعف هذه كانت كثيرة، لذلك ‏كان يعمل على مدار الساعة على الحفاظ على قوة نفوذه ‏على الجميع وعلى تطويق أي تعثر أو ارتداد مفاجئ. ‏وبالتالي لم يكن غريبا ابدا ان يتحالف ‏سرا مع حزب الله وحماس والجهاد لدعم وضعه التفاوضي مع اسرائيل او ‏وجوده السياسي ‏في مواجهة من كانوا يختلفون معه او يسعون الى التغيير في سورية. وكان يعتبر هذه ‏المنظمات ‏قوة اضافية لتعزيز سطوته ونفوذه الداخلي والخارجي وان التخلي عن هذه ‏الاوراق الثلاثة اشبه بالانتحار الذي ‏لا مبرر له.

عـــــــــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــايــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة






زورو موقع الدومري :
http://aldomari.blogspot.com
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05134 seconds with 11 queries