أولا
=====
اقتباس:
من الذى حرف الكتاب المقدس؟
* متى حرف الكتاب المقدس؟
|
يستشهد قاموس الكتاب المقدس على أن متى هو كاتب إنجيل متى ، لأنهم وجدوا أنّ إنجيل متى ( 9 : 10) يذكر الوليمة التي صنعها متى باختصار بينما يذكرها لوقا ( 25 : 29 – 32 ) بتفصيل أكثر ، فاستنتجوا أنّ متى هو الكاتب لأنه اختصرها تواضعاً .
طبعا أنا هنا أكتب في من كتب الكتاب المقدس و بالتالي فالكاتب سنستدل من خلال كتاباته أمورا عن التحريف
أولا حتى يكون الكتاب المقدس محرفا فالشرط اللازم و الكافي هو وجود من كتب هذا الكتاب قبل تحريفه ... و هنا نتفق من حيث المبدأ أن أنجيل يوحنا يجب أن يكون من كتبه انسان معلوم من قبلكم...
مقدمة لا بد منها
============
حتى نعرف أنّ الكتاب الفلاني وحي من عند الله ، يجب علينا أولاً معرفة الكاتب ، ثمّ يجب أن يصرح الكاتب نفسه بأنّ هذا الكتاب هو وحي من عند الله ، ثم عليه أن يثبت دعواه بالأدلة والبراهين .
ثم بعد ذلك يجب أن يتوفر السند المتصل عن الكاتب ، وهو مثلاً أن يخبر تلاميذ يوحنا أنهم شاهدوا يوحنا يكتب إنجيله أو أنه هو أخبرهم بذلك ، ثم يقوم تلاميذه بنقل هذه المعلومة إلى تلاميذهم أو من هم دونهم ، ويجب على الأخيرين أن يصرحوا بكل وضوح وبكلام لا لبس فيه ، أنهم سمعوا من معلميهم ( الذين هم تلاميذ يوحنا ) أن يوحنا بن زبدي هو كاتب هذا الإنجيل ، ثم يخبر هؤلاء من هم بعدهم وهكذا .
هذا عرف مبدئي و لاحظ أنني لم أضف شرط التواتر كونكم استحال عليكم بالتحدي احضار شرط التواتر ... أي السند
- هل كاتب إنجيل يوحنا معروف ؟؟؟
- هل ادّعى - على فرض معرفته - أنّ كتابه وحي من عند الله ؟؟؟
- هل أقام البراهين على ذلك ؟؟؟
- هل نُقل إلينا بالسند المتصل ؟؟؟
- هل تواتر نقله ؟؟؟
===================
أهم المراجع المعتمدة لدى النصارى للاجابة على هذه الأسئلة هي
((( دائرة المعارف الكتابية ، قاموس الكتاب المقدس ثم متفرقات )))
===================
استعراض أدلة النصارى
- استدلوا بقول الإنجيل ( هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا وكتب هذا . ونعلم أن شهادته حق ) .. يو ( 21 : 24 ) ، فقالوا هذه عبارة صريحة أن الكاتب هو يوحنا .
الرد :
أ – لا نعلم من هو القائل هنا ، ولا نعلم من هم الذين يتكلمون بصيغة الجمع ( ونعلم أن شهادته حق ) ، فالقائلون مجهولون تماماً ، بل ان هذه الجملة هي ضدهم إذ أن المتكلم يتحدث بصيغة الجمع ، وهذا يشير إلى أن الكاتب مجموعة من الأشخاص وليس فرداً واحداً .
ب – ليس هناك ذكر ليوحنا ، وجل ما في الأمر أنه قال ( هذا هو التلميذ ) ، ولكن من هو هذا التلميذ المقصود وما اسمه ، فهذا الذي لا يُعرف ، والإنجيل لم يذكر اسمه ولم يحدد من هو .
فإن قيل بل اسمه محدد إذ وصفه بالتلميذ المحبوب ، والتلميذ المحبوب هو يوحنا ، نقول لهم ومن أين علمتم أنّ التلميذ المحبوب هو يوحنا ؟؟؟ ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) .
فإنجيل يوحنا لم يذكر من هو التلميذ المحبوب ، ولا يوجد أدنى دليل على أنّ المراد بالتلميذ المحبوب هو يوحنا .
ج - ولو سلمنا جدلاً أن التلميذ هنا هو يوحنا بن زبدي لما كان هناك ما يدل من هذه العبارة أن الكاتب هو يوحنا ، وكل ما في المسألة أن المقصود بالمكتوب هنا هو ما قيل قبل ذلك من أن هذا التلميذ الذي يحبه المسيح شاع عنه أنه لن يموت ، فهذا هو المقصود بما كتبه وشهد عليه ، وهو هذه القصة الأخيرة لا غير ، ولا يجزم منها أنّ المقصود هو الإنجيل كله .
هـ - وحتى لو فرضنا جدلاً أنّ اسم الكاتب موجود بكل وضوح ، كأن يقول ( أنا يوحنا كاتب هذا الإنجيل ) ، فهل يمكن الاعتداد بهذا واعتباره دليلاً قاطعاً على هوية الكاتب ؟؟؟
نقول لا ، لا يمكن الاعتداد بهذا ولا يمكن اعتباره دليلاً ، لأنه لا يستبعد أن يقوم أحد بتلفيق هذا الإنجيل ثم ينسبه إلى أحد الحواريين بأن يضع اسم يوحنا أو يقول فيه ( أنا يوحنا كاتب هذا الإنجيل ) فمجرد وجود الاسم لا يعني صحة وحقيقة ذلك ، إذ أنه من السهل على كل من أراد التلفيق والكذب أن يضع اسم شخص آخر ويجعله كاتباً .
وها هو إنجيل بطرس ( من الأبوكريفا ) يحمل اسم كاتبه صراحة كما في الفصل الرابع عشر- : ( وأنا سمعان بطرس وأخي أندرواس أخذنا شباكنا وذهبنا إلى البحر ) .
فهذا قول صريح أن الكاتب هو بطرس الحواري ومع ذلك هم لا يؤمنون أن بطرس الرسول هو الكاتب ، ولا يؤمنون أن هذا الإنجيل قانوني بل يقولون عنه أنه منحول ومزيّف.
فلو قلنا لهم ان اسم الكاتب بطرس موجود بشكل صريح ، سيجيبوا بأنّ هناك شخص آخر كذب على لسان بطرس وتكلم باسمه ، فهم هنا لا يعتبروا أن مجرد وجود الاسم دليل على كشف هوية الكاتب ، عندها سنقول لهم أن كلامهم هذا ينطبق على إنجيل يوحنا ولا فرق ، وبهذا تكون حجتهم بطلت من أساسها وانهارت نهائياً ولله الحمد والمنّة أولاً وآخراً .