[Anggelo]

كما ذهبت إلي مجمع القساوسة في بيت من بيوت الرب لكي نكشف عن جذور الغمة التي أصابتنا وأجزعتنا وهزتنا من الأعماق‏..‏
ذهبت أبحث عن طوق نجاة ينقذنا من الغرق في بحر من الفتن بلا قرار عند فضيلة الامام الدكتور سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف‏.‏

قلت له‏:‏ يامولانا وإمامنا من يسئ للاسلام ماذا نحن فاعلون له؟
قال الامام‏:‏ إذا ثبت حقا أن هناك مسرحية تسئ للاسلام‏..‏ فعلينا محاسبة من فعل هذا الفعل الشائن‏..‏ من أساء إلي دين الله أحاسبه‏..‏

ولكن ليس معني ذلك أن نخرب البلد‏,‏ لابد أن نحكم عقولنا وندع القانون يأخذ مجراه‏..‏ ولا تعليق عندي أكثر من أن المسألة كلها الآن أمام لجان التحقيق وسوف تظهر الحقيقة في وقتها‏..‏
وعندما تظهر اشاعة ما لا نرددها حتي لاتتحول من اشاعة صغيرة إلي قنبلة كبيرة‏..‏

وإذا نشرت صحيفة اشاعة أو خبرا مشكوكا فيه‏..‏ نسألها من أين أتيت بالخبر‏..‏ ماهو مصدرك؟ وتحقق أجهزة الدولة ونقتل الاشاعة في مهدها‏..‏
اسأل فضيلة الامام‏:‏ ألم تصلك أخبار المسرحية التي اثارت غضب الجماهير وكانت سببا مباشرا وراء اندلاع أعمال التخريب في الاسكندرية؟

يقول الامام‏:‏ لم أعرف بها إلا يوم السبت‏.‏
قلت‏:‏ يامولانا ألا تقرأ الصحف كلها؟
يقول الامام‏:‏ أنا لا أقرأ إلا لك‏..‏
قلت‏:‏ دعك مني‏..‏

يقول الامام‏:‏ لا صحيح أنا لا أقرأ إلا الأهرام والأخبار والجمهورية لا أكثر ولا أقل‏..‏ لأنها صحف تحترم نفسها وتحترم القارئ‏..‏ وباقي الصحف فيها من يكذب وفيها من يقول قولا غير صحيح‏..!‏
اسأل‏:‏ والخطأ الذي جاءت به المسرحية؟

يقول الامام‏:‏ ياسيدي المسلم قد يخطئ والمسيحي قد يخطئ‏..‏ وجل من لا يسهو وكلنا خطاؤون‏..‏
وقد أصدرت بيانا مع أخي البابا شنودة ندين فيه الخطأ ورد الفعل العنيف لنترك للقانون أن يتخذ طريقه‏..‏ ولا أحد في هذا البلد فوق القانون‏...‏
‏............‏
‏............‏
وذهبت إلي الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية‏..‏ اسأله لعلي أجد عنده ملاذا‏..‏
قلت له‏:‏ هل رأيت مسرحية‏:‏ كنت أعمي وأصبحت مبصرا التي عرضت في كنيسة محرم بك وتتداول الآن علي شرائط‏C.D‏ ؟

يقول فضيلة المفتي‏:‏ نعم شاهدتها‏..‏
أسأله‏:‏ وما رأيكم دام فضلكم؟
يقول فضيلة المفتي‏:‏ عمل سيئ يسيئ للاسلام والمسلمين‏..‏ ويجب محاكمة كل من قام به وشجعه وصوره ووزعه علي الناس‏..‏

أسأله‏:‏ هل صدمك هذا الـ‏C.D‏ ؟
فضيلة المفتي‏:‏ لم أصدم‏..‏ لأن الناس تسرق وتقتل وترتكب الجرائم‏..‏ وهي جريمة مثل كل الجرائم ولابد من معاقبة مرتكبيها‏..‏ وجاءت في وقت تشمر فيه عصابة الافك في نيويورك عن ساعديها لكي تهاجم مصر‏..‏ والغريب أنهم أبناء هذا الوطن ومن أقباطها الذين طردتهم الكنيسة لسوء تصرفاتهم وخبث نواياهم‏..‏
أسأله‏:‏ هل هناك مخطط لاظهار هذه المسرحية الآن لافساد الانتخابات البرلمانية لصالح مرشح دون آخر؟

فضيلة المفتي‏:‏ ممكن برضه ولم لا‏!‏
قلت‏:‏ والعمل؟
فضيلة المفتي‏:‏ العمل عمل الله‏..‏ والقانون‏..‏ والغريب أن الذين ارتكبوا هذا الاثم نسوا تماما قول المسيح عيسي بن مريم عليه السلام‏:‏ باركوا لاعنيكم‏!‏
‏..............‏
‏..............‏
بدون دعوة وبدون تذكرة تعالوا نشاهد معا مسرحية كنت اعمي وانا الان ابصر وهي المسرحية المشئومة التي فجرت نهرا من الصدام بين قطبي الامة في وقت حرج وشهر فضيل وايام كلها بركة ودعاء وترتيل وتهجد‏..‏ المسرحية تحكي حكاية الشاب المسيحي مينا الذي استطاع أحمد الشاب المسلم ان يغريه بالدخول في الاسلام لاخراجه من حالة الاحباط التي يعيشها مع من هم في سنة شهادة وتخرج ولا عمل وبينما هذا اختار له الامير اسم طه وهو أحد اسماء الرسول الكريم‏..‏
بطريقة الفيديو كليب علي شاشة في خلفية المشهد الثاني تظهر اغنية جميلة حزينة مع مشاهد من فيلم آلام السيد المسيح تقول كلماتها‏!.‏

ابتسامتك ليه حزينة‏..‏ يايسوع والسر ايه
ابتسامتك ليه حزينة‏..‏ والسر ايه‏.‏

ابني تايه واسمه مينا‏..‏ وابتسامتي شيلها ليه تاه بعيد وفي قلبي ساكن جرحتني اعماله لكن قلبي بيدور عليه‏.‏
ليه سنين غايب عليه‏..‏ والمحبة في قلبي حية‏.‏
من بعيد شيفاه عينية‏..‏ ليه قولولي بيأسي ليه

في الظلام ولوحده ماشي ولحناني وحبي ناس
لما يرجع راح اضمه وابتسامتي راح تكون له
طه
ويبدأ الامير مشواره مع طه لكي يعلمه صحيح الاسلام بجلباب ابيض ويقول له الامير مبروك عليك نعمة الاسلام‏.‏

يسأله‏:‏ هل تعلمت الوضوء؟
يقول‏:‏ نعم
يسأله‏:‏ والصلاة
يقول‏:‏ نعم

يقول‏:‏ بارك الله فيك يا طه‏..‏ الاسلام نعيم
في الدنيا وفي الآخرة في الدنيا المال والبنون وفي الآخرة جنات تجري من تحتها الانهار اذا اردت الاكل المحمر موجود والمشمر موجود وخمر لذة للشاربين ناهيك عن الحور العين‏.‏

فسأل طه‏:‏ ومن هن الحور العين؟
الامير‏:‏ انهن نساء الجنة طاهرات مطهرات حلال لكل من دخل الجنة‏.‏
ويسأل طه‏:‏ كيف يدخل الجنة؟

يقول الامير‏:‏ ما فيش اسهل من كده ان ينطق بالشهادة لا اله الا الله محمد رسول الله‏..‏
ثم يطلب الامير من طه ان يتوضأ ويأتي بالمصحف لكي يقرأ آيات من سورة العاديات‏..‏
ويقرأ طه بصورة خاطئة‏..‏ ويصحح له الامير التلاوة ويقول له‏:‏ شوف الموسيقي اللفظية في القرآن‏..‏
‏..........‏
‏...........‏
ثم تنتهي المسرحية بأغنية بطريقة الفيديو علي شاشة خلف المسرح‏:‏
مش راجع ليكي تاني ده مكاني في قلب ياسوع
مهما كنت وخداني انا راجع بالدموع

بعدما غرقت فيك وظلامك اعمي عيوني
اعمي ولا كنت شايف نورك ولا حتي عايز
اعرف غير الخطيئة واعيشها نايم نايم‏.‏
‏...........‏
‏............‏
الزملاء والزميلات ودون اسماء منعا للاحراج قالوا بعد العرض الذي زلزل الاسكندرية واصاب مصر كلها بالخضة
واحد‏:‏ عمل مسرحي معقول لكنه في غير مكانه‏!‏
واحدة‏:‏ ليس هذا وقته ولا اوانه‏.‏

واحد‏:‏ من الذي سمح بمثل هذا العمل ؟‏.‏
واحد‏:‏ ومن الذي طبع الشريط المدمج ومن الذي وزعه في كل مصر في هذا الوقت بالذات؟
واحد‏:‏ الكنيسة مطالبة بتفسير وبيان وترضية‏.‏
‏............‏
‏............‏
نحن لا نوافق ولا نقبل مثل هذه المسرحيات او اي عمل فني يسئ الي دين من الأديان‏..‏
الفعل سيئ وبغيض‏..‏

ورد الفعل هو الآخر سئ وبغيض‏.‏
هل غابت هذه الحقيقة عن الدولة بمؤسساتها وهيئاتها ورجالها وعلمائها وكبرائها وحكمائها حتي نترك القضية دون مواجهة ودون تدخل ودون علاج بدلا من أن نتركها للامن وحده الذي يتدخل بطريقته هو وبرجاله هو ويبقي الحال علي ما هو عليه‏.‏
‏..........‏
‏..........‏
وليسمح لي الذين صنعوا وصاغوا واشعلوا ملف فتنة لم تتم‏..‏ والذين حاولوا أن يشعلوا نارا اطفأها الله وحده‏..‏ بأن أقول لهم بعد أن هدأ كل شئ إلا من بعض رماد تشتعل تحت السطح علينا اخماده واسكاته قبل أن يشعل البيت كله نارا‏..‏ ومن خلفي طابور طويل من أهل الحكمة والرأي فينا ونحن نسير علي طريق ملئ بالأشواك والحفر ويسئ النوايا وكئيب المقاصد وحقد المتربصين بمصر وبأهلها وبوحدتها الوطنية في الداخل والخارج‏..‏ انتم خاسرون‏..‏ خاسرون‏..‏ خاسرون‏.‏؟‏!{‏