عرض مشاركة واحدة
قديم 25/10/2005   #194
شب و شيخ الشباب Tarek007
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Tarek007
Tarek007 is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
Damascus
مشاركات:
3,584

افتراضي هنون !!! خلص الشهر !!


الوضع الإقتصادي الخانق" هذه الجملة كانت تدور على كل الألسن و أصبحت العنوان العريض لكل الإجتماعات التي تحصل على كل المستويات الحكومية و الحزبية و الشعبية.أنتشر هذا الوباء "وباء" الوضع الإقتصادي الخانق بعد خطاب تاريخي للسيد الرئيس أعترف فيه للشعب كعادته في مكاشفة الجمهور بأننا نعاني من صعوبات أقتصادية و يبدو أن الرئيس هو أول من وضع يده على هذا الوجع لأن المواطن لم يكن يشعر بالأزمة الإقتصادية الخانقة لأن أجهزة الدولة كانت ساهرة بكل عتادها لإبقاء الوضع هادىء و تحت السيطرة الكاملة.كان الوضع غريبا جدا لأن الخنق الإقتصادي أول ما يصيب أنسان الشارع العادي فيحاصر لقمته و أسلوب حياته و لكن في بلدنا الحبيب بدأ الأمر بشكل معاكس كان المواطن يمارس حياته الطبيعية بكل راحة و شفاه مفتره , حتى جاء الرئيس بشخصه الوقور لينبه الجميع شعبا و حكومة بأننا نعاني صعوبات إقتصادية.

و تحت هذا العنوان العريض كان أجتماعي الهام مع السيد رئيس مجلس الوزراء كنت أريد أن أركز على دور وزارة التموين في تفاقم هذه الأزمة , و قد يكون تغيير وزراي محدود فيه تسكين لهذه الأزمة التي نبهنا لها السيد الرئيس,لأن التغيير الوزاري يحمل تغيير في الخطط و البرامج و التطلعات و كذلك تغيير في الوجوه, فقد يكون وجه فلان "نحسا" لأنه ثبت أن هناك طالع حسن و طالع سيىء فقد يكون أحد حملة الوجوه المنحوسة قد وجد له مكانا في حكومتنا في غفلة ما. و فاتحت السيد رئيس مجلس الوزراء بأني أشك بأن وزير التموين قد يكون أحد اصحاب تلك الوجوه التي "تقطع الخميرة من البيت",و هذا ليس السبب الأساسي طبعا فقد كان في وزارة التموين تمركز قوى فاسدة تتحكم بكثير من المواد الإستهلاكية الأولية و قد يكون الوزير متورطا فيها,شرحت للسيد رئيس مجلس الوزراء أن سياسة وزير التموين هذه هي التي قادت الى أختفاء السلع الأساسية من الأسواق و ظهورها بضعف أثمانها في أماكن أخرى كما أن هناك خلل في التسويق و ليس في الإنتاج, بلدنا و الحمد لله ملىء و طافح بالخيرات و لكن أذا ابتلينا بمثل هذا الوزير فلا بد و سنعاني من صعوبات أقتصادية كما بين السيد الرئيس نفسه,أزداد حماسي و أنا أشرح لرئيس الوزراء وجه نظري و علا صوتي ليأخذ الإنطباع الكلمل بأنسي مؤمن بما أقوله :و حتى لو لم يكن وزير التموين متورطا في مثل هذه الإلاعيب فيكفي أنها تمر من تحت عينية و هو كلزوج المخدوع آخر من يعلم و الزوج المخدوع جزاءة الخلع لنخلع وجه النحس هذا يا سيدي و نخلص.كان رئيس الوزراء يفرك حبات سبحته الزرقاء بفرح من عثر على كنز ذهبي و لم تتوقف عيناه عن التطلع الي بشوق المستزيد من هذا الكلام فصعدت من لهجة خطابي لأرفع حماسة الى أكبر درجة فقلت له أسمع لدي ملف كامل لإبن الحرام هذا و استطيع أن أفجره في الإجتماع القادم كما يمكن أن نسأل بعض اصدقائنا في مجلس الشعب بطرح نفس الموضوع و على التوازي يمكنك أن تفاتح السيد الرئيس بموضوعة و يفضل أن أكون معك ليعرف السيد الرئيس نوعية هذه البطانة الفاسدة,سارع رئيس الوزراء في عد حبات سبحته عندما أرتفعت حدة صوتي أكثر , و بعد أن أنتهيت أخذ نفسا عميقا و قذف سبحته في الهواء ثم ألتقطها بمهارة و قال أحسنت يا سيادة الوزير فعلا نحن بحاجة الى عملية كنس ننظف بها الوزارة و نحن بحاجة الى بداية "فريش".

رئيس الوزراء ليس بالشخص السهل ابدا و ليس من النوع الذي ينطلي عليه كلامي الساذج المشابه لمؤامرة تحاك في مسلسل مصري قديم و لكن المسكين كان يعرف أنه يغرق و كلمة السيد الرئيس حول الصعوبات الإقتصادية كانت موجه أليه شخضيا و قد قرأ منها أن "دبر راسك" قبل أن تطير و لأنه يخاف على رأسه أن تطير كان بحاجة الى كل "قشة" يراها في التيار الذي يكاد يجرفة و كل ما فعلتهه أن ألقيت أليه بقشة لا تقنع حمارا و لكنه كان مستعدا لإلتقاطها لعل و عسى أن يبقي على كرسيه.

كنت أحدث رئيس الوزراء عن فساد وزير التموين و الحملة الحكومية ضدة و أنا افكر بكميات عبوات الوقاية الذكرية التي بدأت تتدفق وتنتظر في المخازن ممارسي الجنس ليستخدموها, و قبل ذلك تنتظر التسويق الجيد لها,و قد فكرت بأن أفضل مسوق لهذا النوع من السلع الحكومة ذاتها بكامل أعضائها و لم أعتقد أن في ذلك أهانة لمستوى الحكومة أو رفعا لمستوى الكيس البلاستيكي الزلق بل هي مجرد عملية تجارية يستخدم فيها التاجر كل الوسائل المتاحة ليروج لمنتجة مهما تكون و أذا كانت الحكومة بذاتها فلا بأس بذلك.و الحكومة التي أنا عضو فيها تمارس كل أنواع التجارة من بيع البندورة و الخيار الى بيع الجرارات الزاعية و تصنع المعدات الثقيلة و لكنها مؤخرا قررت أن تترك الصناعات التحويلية كصناعة المحارم النسائية و العلكة المياه الغازية الى القطاع الخاص بأعتبار أنه شخص غبي جدا و متخلف جدا لا يليق به ألا هذا النوع من الصناعات.و الحال كذلك فلات بأس أن قامت هذه الوزارة بمساعدتي و مساعدة رفيقي أبو مكنى في تسويق أكياس الوقاية الذكرية و الأمر لا يتطلب ألا القيام يحملة توعية وطنية الى أهمية استخدام هذا المنتج و توزيعه على الوزارات و قطاعات الدولة و لا بأس ببرامج توعية على التلفزيون الرسمي.

قي الإجتماع الوزارة التالي لم أنتظر رئيس الوزراء ليفتح الموضوع بل سارعت بكل ما أحملة من وقار و حضور طاغي الى مهاجمة وزير التموين و أتهمته صراحة بأنه سبب أختفاء سلع كثيرة من الأسواق و ظهورها في أسواق سوداء موازية خلقتها الأزمة و المستفيدين منها, ووجهت كلامي مباشرة الى وزير التموين صائحا بكل غيرة على الوطن أين السجائر أين الطحين .ولك المحارم التي نمسح بها أعضائنا بعد مضاجعة زوجاتنا و أين و أين...واجه وزير التمون سيل الإتهامات الجارف بفم مفتوح كالمسطول و أراد أن يدافع عن نفسة و لكن سيلا آخر من الإتهامات المباشرة أندفت لتغمرة من بقية الوزراء و لم يعد قادرا على المواجهه فأزداد فمه أتساعا و أحمرا أذناه و بدأ يرتجف خوفا و غضبا و بردا فاه , و أجتهد كل وزير أن يكيل ما تيسر له من أتهامات نحو المسكين في محاولة وقائية أن لا تصيبه طائشة من أتهاماتي , و لكن أجمل ما في الموضوع كانت تنويها معظم الوزراء بي لأني وضعت يدي على مكمن الخطأ بكل جرأة و رجولة فقد جسدت تطلعات السيد الرئيس التي أراد الشعب و الحكومة أن يتحلوا بها و هي الجرأة في الحق و توجيه الأصابع نحو الخطأ.

أنفض الإجتماع و وزير التموين كالقملة المفروكة نظرت أليه بقرف وهو يغادر القاعة وقلت بصوت عال ليسمعة الجميع لم يحدث شيء حتى الآن الموعد في مجلس الشعب أيها الوزير الهمام و هناك حساب الشعب سيكون عسيرا و ما واجهته الآن ليس ألا بداية الحفلة. أبتلع رئيس مجلس الوزراء ريقه و أحس بأنه كان يجب أن يقول هذا الكلام نظر ألي معاتبا فواجهت نظرته بعين التحدي فأشاح بوجهه بإنكسار و قد أحس بأن السجادة الحمراء بدأت تنسحب من تحت أقدامة.غادر وزير التموين سريعا لا أنه يريد ترتيب أوراقه ليواجه ما قد يحدث في الأيام القادمة و فعلت نفس الشي لملمت أوراقي و خاصة بوالص شحن أكياس الوقاية الذكرية ووضعتها داخل حقيبتي السوداء و ذهبت الى كهفي و ملجأي أبو مكنى.

-ولك العمى بقبلك العمى....."كبابيت...كبابيت" ولك واوي..

أبتسمت و أنا ألمح لكنة رضا بين حروف أبو مكنى و لكنه أردف بسرعة "ولك بلكي العالم بطلت نياكة....شو منسوي فيا" أزاد عرض أبتسامتي لأن خطة التسويق كانت جاهزة في جيبي فقلت لأبي مكنى و أنا أتخذ وضعا أكثر راحة على كرسيي:" بسيطة..بسيطة كتير لأنو مو معقول الناس تبطل تجيب ولاد..بعدين الحكومة نفسا عملت خطة أستراتيجية لتسويق هذا المنتج فقد وجدنا أننا بحاجة الى السيطرة على الأنفجار السكاني و الحد من الأمراض الجنسية لذلك يجب على كل مواطن أن يستخدم هذه المنتجات و هذا ما سأطرحة في الحلسة القادمة" نظر ألي أبو مكنى مفكرا و أجابني:

- يعني شو منحط لكل مواطن عنصر أمن يراقبو... و كل من لا يستعمل هذه الأكياس منقطعلو ياه..؟؟!!
أبتسمت لحس الدعابة التي ابداها أبو مكنى و قلت له :لا بل ستتبنى الحكومة خطة لمحاصرة الأمراض الجنسية و تحديد النسل و سنوفر لكل مواطن و مواطنه هذه المادة الهامة لتنفيذ الخطة الحكومية.
أعاد أبو مكنى الوضع كما كان عليه و قال طيب جرب لنشوف..ثم هرب من الموضوع ليقول لي بالنسبة لوزير التموين رح ننكش جماعتنا بمجلس الشعب عليه و فيك تقرا الفاتحة على روحو..بس ما قلتلي شو عمل؟؟!!

- هادا الشخص ما نزل من زوري من يوم شفتو و هوي كمان بس يشوفني كأنو شايف عفاريت الزرق و كنت متوقع يعملنا بالرز بصل منشان قصة "الكبابيت" لذلك خليه يفرقنا بريحه طيبة من هلق أحسن.
هز ابو مكنى رأسة بلا مبالاة و عاد الى أوراقه متشاغلا مما يعني بأن عملي أنتهى و يجب أن أغادره فورا,كنت راضيا عن هذا الإجتماع الأخير مع أبو مكنى و قد بدأ يمازحني بشكل جدي بل و ينفذ اقتراحاتي قبل أن أعطيه تبريرا و خاصة في أمر كعزل وزير التموين أدركت بأني أصبحت اقرب الى أبو مكنى من ذي قبل و ستأهلني هذه المسافة القريبة جدا الى أشياء أكثر أهمية.حملت حقيبتي السوداء بعد أن وضعت فيها كل أوراقي و نهضت قائلا:
- بخاطرك...

يتبع...

عـــــــــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــايــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة






زورو موقع الدومري :
http://aldomari.blogspot.com
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03978 seconds with 10 queries