الأخ شكوزولو و جميع الإخوة في الموقع,
طريقة الحوار المثلى تعني قدرة المتحاور على تبني أي فكر في أية موقف يعطى له (طبعا حسب قدرته الثقافية). أي قدرة المسيحي أن يهاجم الفكر المسيحي و قدرة المسلم أن يدافع عنه! هذه هي خصائص المتحاور الحقيقي. قد تبدو فعلا ضربا من الكمال الزائد في الموضوعية بالنسبة لنا و لكنها في الحقيقة ليست بهذه الصعوبة.
مثلا عندي بالجامعة يوجد نادي للحوارات حول القضايا الأخلاقية في العلوم البيولوجية و الطبية, و انا عضو فيها و كنا نتحاور مرة في إحدى القضايا بشكل رسمي و خسرنا النقاش ضد الطرف الآخر. و عندما كنت أتحدث مع فتاة من الطرف الآخر تفاجأت عندما قالت لي أنها في الحقيقة.. من جماعتنا.. أي هي مؤمنة تماما بما كنت أقوله و لكنها كانت مضطرة أن تأخذ الموقف المعاكس و مع ذلك فازت بالنقاش!!
هناك الكثير من الشباب في منتدى الاخوية ممن أجد فيهم هذه الصفات مثل ديموزي و حشت نشت و الكثير أيضا. فهم مثلا ملحدون و مع ذلك أجدهم أحيانا يدافعون عن المسيحية بطريقة موضوعية جدا و بكلمتين او ثلاث أفضل من عشرات الأسطر المنسوخة التي لا يقرأها أحد.
هذا ما أطمح أن نصل إليه نحن السوريون و العرب في منتدياتنا و حواراتنا. دراسة الطرف الآخر لدرجة تسمح لنا أن ندافع عنهم إذا لزم الأمر. و ليس مجرد عملية نسخ و لصق عشوائية. حتى لو كانت بغرض تصفية الحسابات! إن من لا يجد نفسه قادرا على الرد على أحد المواضيع أو لا يعتقد أن هنالك جدوى من الرد أو لا يملك الصبر.. إلخ.. عليه ببساطة عدم الرد و مقاطعة المواضيع التي لا تعجبه. لأن ذلك لا يعني أن غيره لا يستطيع أو لا يرغب بالرد بطريقة أفضل.
أنا مثلا مسيحي و أعتقد بوجود تناقضات فكرية حقيقية في العهد القديم (و ليس فقط تناقضات عددية تافهة و لكن لن أدخل بتفاصيل ذلك الان ). فهل ستكون ردة فعلكم لو طرحت موضوعي بنشر مواضيع ضد الإسلام؟ لا أعتقد. لماذا؟ هل لأني مسيحي صرت أستحق بعض الاهتمام و الرد و لانه مسلم تجزم فورا أنه يريد نشر البلبلة؟ مع أن الأخ المستنير ابتدأ بداية عادية و كان بيدكم انتم تغيير مسار الحوار و معالجة الموضوع بتروي اكثر و لكنه وصل إلى هنا للأسف.
هذا الكلام ليس موجها ضدك يا أخي شكوزولو و لا ضد أشخاص معينين. بل هو موضوع علينا ان نخوض فيه جميعا عاجلا أم أجلا لعلنا نتوصل معا و بمشاركة الاخوة في المنتدى إلى وضع "الوصايا العشر" لطريقة الحوار العقائدي و التي قد تبدو لنا الان صعبة و مستحيلة.. و لكنها تبقى جملة القوانين و المقدسات التي نتطلع عليها في طريقة حوارنا و نقاشنا.. و التي قد يكون تطبيقها صعبا و لكن مخالفتها إثما.
و عفوا على الإطالة.
ذكرى مرور عام على وفاة الأديب العالمي سيبيري ماسكوليه 1932 - 2008
|