استاذ انصر
انت تغالط نفسك وأنت تعلم ذلك..
الفرق بين الأنبياء والرسول محمد أن الأنبياء جاؤا بمعجزات حسية يراها قومهم فقط، لأن الرسالة محدودة في قوم كل نبي،
أما رسول العالمين كلهم فقد أتى بمعجزة تبقى دائما مع كل جيل حتى قيام الساعة، وهذه المعجزة هي القرآن الكريم...
ومع أن القرآن المعجزة الكبرى، فقد كان هناك معجزات كثيرة إذا أردت أن أسرد لك بعضا منها سردت مع علمي أنك ستعاند وتكابر...
من معجزات القرآن الكثيرة التحدي بالإتيان بسورة واحدة مثله، وهذا التحدي القرآني كان ولا يزال يدعو أرباب الفصاحة للإتيان بمثل هذا القرآن ، فما قدر على معارضته أحد على كثرة الأعداء ، و توافر البلغاء ...
وإليك قصة طبيب نصراني مصري حاول التحدي ، ولما عجز أعلن إسلامه عن قناعة ويقين:
و قد كتب الطبيب المصري رسالة ، و أرسل صورة منها إلى ألفي عالم أو معهد أو جامعة ممن تخصصوا بالدراسات العربية و الإسلامية في مختلف أنحاء العالم، وكان مما سطره في خطابه قوله :" القرآن يتحدى البشرية في جميع أنحاء العالم في الماضي و الحاضر و المستقبل بشيء غريب جداً ، و هو أنها لا تستطيع تكوين ما يسمى بالسورة باللغة العربية…السورة رقم 112 ، و هي من أصغر سور القرآن ، و لا يزيد عدد كلماتها عن 15 كلمة ، و يتبع ذلك أن القرآن يتحدى البشرية بالإتيان بـ(15) كلمة لتكوين سورة واحدة كالتي توجد بالقرآن….
سيدي: أعتقد أن مهاجمة هذه النقطة الهامة و الخطيرة ، و ذلك بالإتيان بأكبر عدد ممكن من السور كالتي توجد، أو - آمل أن تكون - أفضل من تلك الموجودة بالقرآن سيسبب لنا نجاحاً عظيماً لإقناع المسلمين بأنا قبلنا هذه التحديات ، بل و انتصرنا عليهم….فهل تتكرم يا يدي مشكوراً بإرسال 15 كلمة باللغة العربية أو أكثر من المستوى البياني الرفيع مكوناً جملة كالتي توجد في القرآن…".
و قد أثبت إبراهيم خليل العناوين الألفين التي أرسل لها الخطاب ، و تكررت محاولة الطبيب المسيحي أربع مرات طوال سنة 1990م .
فكانت محصلة ثماني آلاف رسالة أرسلها أن وصلت إليه ردود اعتذار باهتة عرض صورها إبراهيم خليل ، منها اعتذار كلية الدراسات الشرقية و الإفريقية في جامعة لندن فقد كان ردها :" آمل أن نتفهم أن كليتنا و أعضاؤها يرفضون الخوض في المنازعات الدينية ، و بالتالي فإنه لا يمكننا إجابة طلبك "، و أما رد إذاعة حول العالم (مونت كارلو) فكان " الموضوع الذي طرحته موضوع هام ، لكننا كإذاعة لا نحب أن ندخل في حمى و طيس هذه المعركة ، إذ لا نظن أنها تخدم رسالة الإنجيل، فرسالتنا هي رسالة محبة ، و ليست رسالة تحدي…".
و أما رد الفاتيكان فقد جاء فيه "بوصفنا مسيحيون فنحن 0لا نقبل بالطبع أن يكون القرآن هو كلام الله على الرغم من إعجابنا به حيث يعتبر القمة في الأدب العربي..و لقد أخبرني زميل مصري بأن أفضل أجزاء القرآن تذكره بأجزاء من الكتاب المقدس ، و لكن هذا بالطبع لا يعني أنه أوحي به من عند الله كما هو الحال في الكتاب المقدس ، و هناك نقطة عملية تعوق مسألة الإتيان بسورة من مثل القرآن ، و هي : من ذا الذي سيحكم على هذه المحاولة إن تمت بالفعل…" و لذلك اعتذروا عن إجابة طلبه ، فأعاد المراسلة جميع معاهد و مؤسسات الفاتيكان طالباً إجابة التحدي ، وعرض أن يكون هو الحكم بين القرآن والفاتيكان ، و طلب من الأب " ليو" في الفاتيكان أن ينقل أي جزء مكون من 15 كلمة من الكتاب المقدس ليعارض بها القرآن ، فكانت الإجابة مشابهة لإجابة المئات الذين لم يردوا على الطبيب، بل صمت مدقع .
{ فإن لم تفعلوا و لن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس و الحجارة أعدت للكافرين }
و كنموذج للإعجاز القرآني عرض إبراهيم خليل لكلمة " علق " الواردة في قوله تعالى { خلق الإنسان من علق } فلمادة " علق " في اللغة واحداً و ثلاثين معنىً ذكرها ابن منظور في قاموسه " لسان العرب "، و هذه المعاني كما يرى إبراهيم خليل تنطبق جميعاً على الإنسان فقد " و صفت جميع صفات الإنسان التشريحية و الفسيولوجية و النفسية و العاطفية و الاجتماعية منذ كان جنيناً في بطن أمه حتى صار رجلاً يحب و يكره…
فالإنسان بحق من علق قد خلقه الله من السائل المنوي (العلوق) ، وعلقت بأمه (حملت به) ، فأصبح علقة (كدودة حمراء تكون في الماء تعلق بالبدن و تمتص الدم ثم إذا خرج من بطن أمه احتاج إلى الشراب و اللبن و الطعام (العليق و العلوق) ، و يطلق العلق أيضاً على ما يتبلغ به من العيش.
و الإنسان شديد الخصومة محب للجدل (علاقي معلاق)يكره (امرأة علوق) و يحب (علقت منه كل معلق)…إلى آخر تلك المعاني التي فصلت خصائص الإنسان و أطوار حياته الأولى.
و صدق العلماء الذين درسوا إعجاز القرآن حين قالوا:" إن القرآن رغم إيجازه المعجز في عدد كلماته، بل و في عدد حروفه إلا أن المعاني التي تجيء بها كل كلمة فيها إرباء و إنماء و زيادة ، أي أن كل كلمة تولد ، و تعطي من المعاني ما لا يحصر له ".
و مرة أخرى سارع الطبيب النصراني إلى مراسلة كليات و معاهد العالم طالباً منهم أن يأتوا بكلمة بديلة لـ" علق " تقوم مقامها أو تعطي نصف المعاني التي تعطيها كلمة " علق " ، و مرة أخرى لا مجيب !!
ولما اعتذروا له ما كان منه إلا النطق بالشهادتين..
أقترح عليك يا انصر مي أن تحاول مرة أخرى وتراسل جميع مسيحيي العالم ليتحدوا القرآن بسورة من مثله!!
فهل بعد هذا التحدي تحدي؟
وهل بعد هذه المعجزة معجزة؟
روى الطبري في تاريخه عن التعصب والعصبية أن طلحة النميري قال لمسيلمة المتنبيء:
«أشهد أنك كذاب وأن محمداً صادق، ولكن كذاب ربيعة (مسيلمة) أحب إلينا من صادق مضر (محمد)»!!
آخر تعديل ديدات يوم 18/10/2005 في 04:39.
|