فبالإضافة إلى أن الفساد ينهك كاهل الشعوب والدول اقتصاديا ويدمرها, فانه لا يمكنها من تطوير والمحافظة لا على مواردها الطبيعية والبشرية ولا على نظافة بيئتها أيضا. والدول التي لا تتمتع شعوبها بحس حقيقي بالمسؤولية وخصوصا تجاه المستقبل تموت سريعا. انظروا ما يحدث في العديد من الدول الأفريقية حاليا.
وبما أننا من هؤلاء الذين نتحدث عنهم هنا فإننا سوف نبتعد قليلا عن الإصلاح والمصلحين لنعطي بعض الأمثلة عن الكوارث والأضرار التي تؤدي إليها التغيرات المناخية العالمية وفقا لمراجعها.
- تقدر الأضرار التي سببتها الفيضانات في نهر الميسيسيبي لوحده عام 1993 بحوالي 10 إلى 20 مليار دولار أمريكي
- أدى الجفاف الذي ضرب أمريكا عام 1988 إلى خسارة تقدر بحوالي 4 مليارات من الدولارات فقط في أمريكا
- يمكن للتغيرات في معدلات هبوط الأمطار وكذلك ازدياد التبخر الناجم عن الارتفاع الحراري أن تؤثر على الموارد المائية وكذلك على جودة المياه, مهددة بذلك محطات الطاقة الهيدروليكية والري وصيد الأسماك ومياه الشرب أيضا
- ويتوقع بأن الفيضانات سوف تتزايد في مناطق محددة نتيجة للأمطار الغزيرة والمتكررة التي سوف تهطل فيها مسببة الدمار الحقيقي في بعض من أرجاء العالم
- أما في مناطق أخرى فإنها سوف تصاب بالجفاف الحاد نتيجة للارتفاع الحراري الذي يؤدي إلى زيادة التبخر مما يسرع في جفاف التربة خلال الفترات التي لاتتساقط فيها الأمطار نهائيا أو يتساقط القليل منها مسببة القحط والجوع فيها
- وسوف تتضرر وتشح مختلف الأنهار والبحيرات في العالم, وخصوصا في دول أفريقيا والشرق الأوسط التي ستتفاقم فيها أزمة المياه بشكل مخيف, وقد بدأت هذه الأزمة منذ سنوات عدة تقريبا في كل تلك الدول
- ووفقا لتقديرات المعاهد الأمريكية المختصة فان ارتفاع نصف متر فقط في مياه البحار سوف يؤدي إلى غمر أكثر من 5 آلاف ميل مربع من الأراضي الجافة بالإضافة إلى غمر 4 آلاف ميل مربع من الأراضي الرطبة في الولايات المتحدة لوحدها
- المناطق المعرضة للخطر الكبير هي المناطق التي تعرضت إلى التعرية وألحت الشديد حاليا, وكذلك تلك الأراضي الواقعة في منخفضات كبيرة مثل بعض الأجزاء من الولايات المتحدة الأمريكية وسواحل الأطلسي والخلجان وكذلك المناطق المنخفضة من ملضافيا ومصر وبنجلاديش التي سوف تغمرها مياه البحار والمحيطات عندما يرتفع مستوى المياه فيها نصف متر فقط
- ويمكن للتغيرات المناخية أن توسع مجال الأمراض المعدية, وفقا للدراسات الطبية العالمية, ومن المتوقع ازدياد خطورة انتشار الملاريا وأمراض الحمى في العالم. ويمكن للتغيرات الحرارية واختلاف معدلات هطول الأمطار خلق مناخ جديد لولادة الأوبئة وتكاثر الجراثيم
- ويمكن للتغيرات الحراري أن تزيد الوفيات الناجمة عن الاجهادات الحرارية وخصوصا بين الأطفال الصغار والكبار في السن
- وسوف تؤدي التغيرات البيئية إلى جفاف مساحات شاسعة من الأراضي في مختلف بقاع الأرض
- ويتوقع أن يصيب الضرر الأعظم في إنتاج الأغذية دول العالم النامي لضعف قدرتها على تحمل مثل هذه النكسات الاقتصادية المدمرة ولعدم إمكانيتها في التفاعل مع التغيرات البيئية القاسية لتدني مستوى تقنياتها وعجز إنتاجها الصناعي
- ويقول العلماء أن التغيرات البيئية التي سنشهدها خلال العقود القليلة القادمة سوف تؤدي إلى دحر الغابات في بعض مناطق أمريكا الشمالية لمسافة تقدر بحوالي 400 كيلو مترا نحو الشمال, فهل هناك من يعلم كيف سيكون الحال في بلادنا؟
- وسوف يتزايد ضرر الغابات من الحرائق وموت الأشجار من العطش والجفاف, وكذلك التخريب الناجم عن تزايد الحشرات والأمراض الزراعية.
فهل ستنقذنا من الموت المحتوم تلك الطماشات؟ أم أن علينا الإمعان في التفكير ووضع الخطط والبرامج الناجحة لتخفيف الصدمة القادمة! فالتباهي بإنتاج كميات أكبر وأكبر من النفط والغاز وبأسرع مايمكن لايعني إلا الفرح باقتراب نضوب حقولنا ومن ثم السقوط والموت الحقيقي لمجتمعاتنا. وفي هذا المجال لن يكون لنا معين في هذا العالم وعلى الإطلاق.
الترشيد الصارم لإنتاج واستهلاك الطاقة والحد الصارم للولادات والاستثمار الأمثل لمياه الشرب والأراضي الزراعية وكذلك الحد من تلوث البيئة السطحية والجوفية في بلادنا تشكل الأهداف الأولى التي يجب التأكيد عليها, فهل منكم من وصل بقراءته حتى هذه الكلمات؟ وهل ستغفر لنا الأجيال القادمة للكنس الذي ننفذه على الثروات الطبيعية التي هي ليست من حقنا فقط؟ حماكم الله!
محسوبكم بدوي الجبل
|