التغذية الصحية تبعد سرطان الأمعاء .. وعليك اتباعها
حسب نتائج دراسة واسعة شملت اكثر من نصف مليون إنسان تتراوح أعمارهم بين 25 و 75 سنة من عشر دول أوروبية، فإن اعتماد المواد الغذائية الخشنة في التغذية، يمكن أن يقلل خطر سرطان الأمعاء بنسبة %40 في حالة توفر شروط أخرى.
قد نشرت الدراسة أخيرا في مجلة "لانسيت" البريطانية المختصة التي عرفت المواد الخشنة على أنها مواد ضرورية لصحة الإنسان تتوفر في الفواكه والخضر والخبز الخشن.
وتشير النتائج التي توصلت إليها دراسة أوروبية مكثفة إلى أن الأغذية الغنية بالألياف يمكن أن تحمي الجسم بشكل كبير ضد سرطان القولون والمستقيم.
وقد شكلت هذه النتائج تحدياً كبيرا للمعلومات السابقة بأن هذه الألياف لا توفر مثل هذه الحماية.
ونقل عن الباحثين الذين شاركوا في الدراسة القول إن الأشخاص الذين أجريت الاختبارات عليهم في دراسات سابقة ربما لم يكونوا يتناولون كميات كافية من الألياف من شأنها أن تظهر تأثيرات على الحماية من أخطار المرض.
كذلك قالت شيلا بنغهام، رئيسة مجموعة الغذاء والسرطان وأشارت إلى أنه إذا قام الذين يتناولون طعاماً أقل من الخمس التي ينصح بها من الفواكه والخضراوات يوميا بمضاعفة تناولهم من الألياف فإنهم بذلك يقللون من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء بنسبة 40% .
وقد درس باحثون من جميع أنحاء أوروبا العلاقة بين تناول الأطعمة الغنية بالألياف وسرطان القولون والمستقيم في 519978 شخصاً تتراوح أعمارهم بين سن 25-70 عاماً.
وقام المشاطرون في الدراسة بتعبئة استبيان غذائي بين عامي 1992-1998 وتمت متابعتهم من حيث نسبة الإصابة بالسرطان.
وجد العلماء أن نسبة الألياف في الأغذية تتناسب عكسياً مع نسبة انتشار سرطان الأمعاء وادعى هؤلاء أن الأشخاص الذين يتناولون الأغذية الغنية بالألياف بمعدلات طبيعية يقللون من نسبة الإصابة بالسرطان بنسبة 40% بمجرد مضاعفة الكميات التي يتناولونها من هذه الأغذية، وهذه نسبة مقنعة تماماً.
هذا وأثبتت دراسة طبية سابقة، أن الذين يتناولون أغذية غنية بالألياف وخاصة النشويات والكربوهيدرات غير المصفاة يملكون مستويات أقل من هرمون الأنسولين، وبالتالي يتعرضون لخطر أقل للإصابة بأمراض القلب.
واستندت هذه الدراسة التي أجريت حول إصابة الشباب بأمراض الشرايين التاجية إلى تتبع ظهور عوامل الخطر بين 2909 أشخاص من البالغين الأصحاء السود والبيض تراوحت أعمارهم بين 18 و 30 عاما لمدة عشر سنوات تم تقسيمهم إلى خمس مجموعات حسب استهلاكهم للألياف الغذائية بالنسبة إلى السعرات الحرارية المتناولة.
وأوضح الدكتور ديفيد لودوينغ من مستشفى الأطفال في بوسطن أنه كلما كانت تلك النسبة عالية كانت مستويات الأنسولين في دماء الأشخاص أقل وهذا ينطبق على المجموعتين من السود والبيض.
ويعتقد العلماء أن ارتفاع مستويات الأنسولين في الدم يساهم في ظهور عدد من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب كارتفاع ضغط الدم الشرياني والبدانة وارتفاع مستوى كوليسترول LDL السيئ في الدم.
وأوضح هؤلاء في الدراسة التي نشرتها مجلة الجمعية الطبية الأميركية أن الوجبات الغذائية الغنية بالكربوهيدرات غير المصفاة مثل الحبوب الكاملة والخضراوات والفواكه الغنية بالنشا يتم امتصاصها سريعا وتبقى في المعدة فترة أطول مما يؤخر زيادة إفراط الأنسولين في الجسم.
وقال الباحثون إن هذه النتائج تدعم احتمالية أن الألياف الغنية أيضاً بعناصر غذائية مهمة كمركبات فايتو الكيميائية والمغنيسيوم وفيتامين E قد تلعب دورا أكبر في تحديد خطر الإصابة بأمراض القلب الوعائي من الدهون المشبعة أو الكاملة.
هذا وأجمع عدد من الأخصائيين على أهمية تناول الألياف الغذائية من مصادرها الطبيعية لضرورتها لصحة الإنسان وخاصة الجهاز الهضمي.
MLUM
|