الطلاسم و فك الطلاسم !
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته , هذه أجزاء من قصيدة " الطلاسم " للشاعر إيليا أبو ماضي يعبّر فيها عن ضياعه و حيرته و جهله لأسباب وجوده في هذا الكون ... كيف جاء لهذا الحياة .. هل هو مخيّر ... هل هو مسيّر ... فيرد عليه الدكتور ربيع سعيد عبد الحليم بقصيدته التي أسماها "فك الطلاسم" ...
قال الحائر إيليا:
جئتُ لا أعلم من أين ولكني أتيتُ
ولقد أبصرت قُدّامي طريقاً فمشيتُ
وسأبقى ماشياً إن شئت هذا أم أبيتُ
كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟
لست أدري !
ويرد دكتورنا:
جئتُ دنياي وأدري، عن يقينٍ كيف جئتُ
جئت دنياي لأمرٍ من هُدى الآيِ جلوتُ
ولقد أبصرتُ قُدَّامي دليلاً فاهتديتُ
ليتَ شعري كيف ضلَّ القومُ عنه ؟!
ليت شعري !
---**---
ويقول الحائر:
أجديدٌ أم قديمٌ أنا في هذا الوجودْ ؟!
هل أنا حرٌ طليقٌ أم أسيرٌ في قيودْ ؟!
هل أنا قائدُ نفسي في حياتي أم مقود ؟!
أتمنّى أنني أدري ولكن
لست أدري !
ويرد الدكتور:
ليس سرَّاً ذا خفاءٍ أمرُ ذيّاك الوجودْ
كلُّ ما في الكونِ إبداعٌ إلى الله يقودْ
كائنات البرِّ والبحر على الخلق شهودْ
ليت شعري كيف ضلّ القوم رشدا !
ليت شعري!
---**---
حيرة:
أتراني قبلما أصبحتُ إنساناً سويَّـا
أتراني كنت محوَاً أم تراني كنت شيئا
ألهذا اللغز حلٌّ أم سيبقى أبديَّـا
لست أدري، ولماذا لست أدري؟
لست أدري !
ويرد الدكتور بيقين:
قال ربِّـي: كُن فكنتُ ثمّ صِرتُ اليوم حيَّـا
وقواي مُشرعاتٍ كيف شئتُ في يديَّا
دُمتُ حرَّاً في اختياري إن عصيَّـاً أو رضيَّـاً
عن جلِيِّ الأمر ضلُّوا ! كيف ضلُّوا !
ليت شعري !
---**---