هنا رأي يؤيد التحريف، ومن التحريف التحذيف:
فالكتاب المقدس الذى بين أيدينا اليوم لا يتضمن بعضاً من الأسفار المقدسة التي حذفها البروتستانت ، ومع ذلك فإن الأرثوذكس والكاثوليك فى كافة أنحاء العالم يؤمنون بقانونيتها.
وهذة الأسفار يطلق عليها الأسفار القانونية الثانية التى حذفها البروتستانت . أما البروتستانت فيسمونها " الأبوكريفا " وهى كلمة معناها ( المخفية ) وهم يعتبرونها بهذا المسمى من وجهة نظرهم أسفاراً مدسوسة لأنها لاترقى إلى مستوى الوحى الإلهى كما يقولون وهي تضم موضوعات غير ذات أهمية وأخبار لايقبلونها..
من هذه الأسفار المحذوفة :
1_ سفر طوبيا ، ويضم 14 أصحاحا ، ومكانه بعد سفر نحميا.
2 _ سفر يهوديت ، ويضم 16 أصحاحاً ، ومكانه بعد سفر طوبيا.
3 _ تتمة سفر أستير ، وهو يكمل سفر أستير الموجود فى طبعة دارالكتاب المقدس . ويضم الأصحاحات من 10 _ 16.
4 _ سفر الحكمة لسليمان الملك , ويضم19 أصحاحاً ومكانه بعد سفر نشيد الأنشاد .
5 _ سفر يشوع بن سيراخ , ويضم 51 أصحاحاً ويقع بعد سفر الحكمة.
6 _ سفر نبوة باروخ , ويضم سته أصحاحات . ومكانه بعد سفر مراثى أرميا.
7 _ تتمة سفر دانيال , وهو مكمل لسفر دانيال الذى بين أيدينا طبعة دار الكتاب المقدس . ويشمل بقية أصحاح 3 , كما يضم أصحاحين أخرين هما 13 , 14.
8 _ سفر المكابيين الأول , ويضم 16 أصحاحاً .ومكانه بعد سفر ملاخى.
9 _ سفر المكابيين الثانى , ويضم 15 أصحاحاً . ومكانه بعد سفر المكابين الأول.
لماذا حذف البروتستانت هذه الأسفار ؟
تتلخص الأسباب التى من أجلها لم يعترف البروتستانت بهذة الأسفار بل حذفوها من الكتاب المقدس فى الآتى :
1_ يقول البروتستانت أن هذه الأسفار لم تدخل ضمن أسفار العهد القديم التى جمعها عزرا الكاهن
لما جمع أسفار التوراة سنة 534 ق.م وهذه الأسفار تعذر العثور عليها أيام عزرا بسبب تشتت اليهود بين الممالك . كما أن البعض الآخر منها كتب بعد زمن عزرا الكاهن .
2 _ يقولون أنها لم ترد ضمن قائمة الأسفار القانونية للتوراة التى أوردها ( يوسيفوس ) المؤرخ اليهودى فى كتابه . والرد على ذلك أن يوسيفوس نفسه بعد أن سرد الأسفار التى جمعها عزرا كتب قائلاً ( إن الأسفار التى وضعت بعد أيام ارتحستا الملك كانت لها مكانتها عند اليهود . غير أنها لم تكن عندهم مؤيدة بالنص تأيد الأسفار القانونية لأن تعاقب الكتبة الملهمين لم يكن عندهم فى تمام التحقيق )...
ومن نتائج الخلاف حول الكتاب المقدس اتهام البروتستانت بأنها مذهب مبنى على المعارضة والاحتجاج تسبب الخلاف مع غيرهم إلى حروب مع الكنيسة البابوية برئاسة البابا بولس العاشر قتل فيها عشرات الآلاف وأحرقت ودمرت فيها بعض المدن ومئات من الكنائس والأديرة . وقد اشتهر
( مارتن لوثر ) قائد الثورة البروتستانتية وبعض أتباعه بالشطط والكبرياء . ومن أقوال لوثر المشهورة :
( إننى أقول بدون إفتخار أنة منذ ألف سنة لم ينظف الكتاب أحسن تنظيف ولم يفسر أحسن تفسير ولم يدرك أحسن إدراك أكثر مما نظفتة وفسرتة وأدركتة )..
لذلك حذف من الكتاب بعض الأسفار الموحى بها . بل إن لوثر وأتباعة حذفوا فى زمانهم أسفاراً أخرى من العهد الجديد مثل سفر الأعمال ورسالة يعقوب . وقيل أنهم حذفوا أيضا سفر الرؤيا . غير أنهم أعادوا هذه الأسفار لمكانها فى الكتاب المقدس لما أكل الناس وجوههم !.
.................
روى الطبري في تاريخه عن التعصب والعصبية أن طلحة النميري قال لمسيلمة المتنبيء:
«أشهد أنك كذاب وأن محمداً صادق، ولكن كذاب ربيعة (مسيلمة) أحب إلينا من صادق مضر (محمد)»!!
|