عرض مشاركة واحدة
قديم 03/10/2005   #177
شب و شيخ الشباب Tarek007
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Tarek007
Tarek007 is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
Damascus
مشاركات:
3,584

افتراضي التتمة


كانت الفترة التي قضاها علوان و معه السنجري و زوجته في أيطاليا ثقيلة جدا مع تنامي مشكلة الذبابة الصوفية البيضاء فقد أستمرت الشكايات و أستمر التذمر الملون بالشعارات الوطنية الخائفة على الثروة الوطنية و أزردادت هطولا كمطر كانون, كنت أجيب بأننا في صدد إستيراد دواء فعال سيقضي على الذبابة الخبيثة بلمح البصر و لا يتطلب الأمر إلا بعض الوقت.أخيرا حضر علوان سحنتة المترددة كانت أكثر أمتقاعا و هو يقدم تقريره عن رحلته أراد ان يستطرد و أن يلف و يدور و لكنني طلبت منه أن لا يطول و يقصر و أن "يجيب" من الآخر.ووجهت أليه سؤالا لا يقبل ألا الإجابة بنعم أو لا:
- هل أحضرت معم العدو الطبيعي للذبابة الصوفية البيضاء؟

هز رأسة موافقا ولم يزد عن ذلك حرفا واحدا.وضعت تحت تصرف علوان كل الوسائل التي طلبها لتنفيذ عملية نشر العدو الطبيعي في ربوع بلادنا للقضاء على العدو غير الطبيعي الذي أقض مضاجعنا و حرمنا لذيذ البرتقال و اليوسفي ,شددت على علوان و أفهمته بأنه المسئول مسئولية كاملة عن المشروع و لن اقبل باقل من أجتثاث هذا الداء المسمى الذبابة الصوفية البيضاء من أرومته,قام علوان من مقعدة بدا الترد أكثر وضوحا في مشتيه و قد تعثر بالطاولة الصغيرة في طريقه و كنت ألمح كلاما يملأ شدقيه ,تسمر عند الباب الخارجي ثم استدار نحوي وقال بسرعة و كأنه لا يريدني أن أقطع كلامه بصراخي:
-سيادة الوزير سأنفذ البرنامج النشر كما تطلبون و لكنني غير مسئول عن النتائج...

و هنا كان لا بد من المقاطعة و الصراخ فعاجلته قبل ان يسهب في تنصله:ماذا تقصد بأنك غير مسئول ألم تقل بأنك أحضرت عدو الذبابة الطبيعي.. رد علوان و هو يجاهد ليبقى ثابتا متماسكا: نعم ولكن يا سيادة الوزير كان لا بد من إختبارات و تجارب تسبق عملية النشر....
قاطعته مرة أخرى و قد خففت من حدة صوتي و حاولت أن يبدو أكثر لطفا فاقتربت منه و ربت على كتفه قائلا: ألم تجري عليه الدول الأخرى تجارب كافيه و أنت قلت بعظمة لسانك أنها نجحت مما أنت خائف إذا؟؟! رد علوان و قد عادت روحة أليه بعد أن لمست كتفه:سيادةة الوزير لكل منطقة و أقليم ظرف مناخي و طقس محدد وسانفذ المطلوب و لكن يجب أن لا نتفاجأ بحدوث شيء لم نحسب حسابه. شددته مرة أخرى ألي تحببا و تقربا و أنا أغالب رغبة شديدة في لكمة على اسنانه ثم طرحه أرضا و الدوس عليه للعراقيل التي يضعها أمامي و كأن الذبابة البيضاء لا تكفيني ليأتي هذا المخبول المسمى "إع" ليتفلسف علي.إذهب .قلت له. و توكل على الله و سيأتي كل شيء كما نرغب و لا تخف فلن يحصل ألا ماكتبه الله لنا.أعجبته نغمة الإتكال على الله فشد طوله و رفع رأسه و أنطلق.

بعد عشرة أيام من وصول علوان العابد وصل السنجري و زوجته.فعلا كان هذا السنجري عند حسن الظن به فقد أحضر معه علاوة على زوجته, كتيبات حول الذبابة البيضاء و دورة حياتها و اساليب تكاثرها كما أحضر نشرات أخرى و نتائج بحوث و تجارب حول العدو الطبيعي للذبابة الصوفية و تبين أنه مجرد حشرة أخرى لا تقل حشرية عن الذبابة الصوفية نفسها و كل ما يميز العدو الطبيعي أن أكلته المفضلة بيوض الذبابة الصوفية.ترجمنا الكتب التي أحضرها السنجري, و أرسلنا نسخة أنيقة الى رئاسة الجمهورية و اخرى الى رئاسة مجلس الوزراء و لم انس ابو مكنى فأرسلت له نسخة موسعة منقحة و مزيدة.و أوعزت الى وسائل أعلام الوزارة بأن تشن حملة أعلامية شعواء "لتثقيف" المزارعين و توعيتهم و إفهامهم الجهود الجبارة التي تقوم بها الوزارة للمحافظة على بساتينهم.و اقمنا محاضرات أجبرنا جميع موظفي الوزارة بحضورها زيادة في التوعية و نشرا لفكرة العلاج الحيوي و مدى ريادة وزارتنا في هذا المجال وظهرت شخصيا على التلفزيون الرسمي الحكومي و تحدثت مطولا عن الجهود الجبارة التي بذلناها و البحوث المضنية التي قمنا بها لإستخلاص هذا العدو الذي سيفتك بكل مؤامرات الذبابة الصوفية و سيرد كيدها الى نحرها باسرع وقت.

لم يمض اسبوعين أو ثلاثة على بداية برنامج نشر العدو الطبيعي للذبابة الصوفية البيضاء حتى بانت النتائج.فقد انحسر تواجد الآفة بشكل ملحوظ و خفت وطأة الشكوى و التذمر و ظهرت ثانية على شاشة التلفزيون الرسمي لشرح ابعاد هذا الإنتصار العظيم و ترسيخا لحضوري المثمر على رأس الوزارة.و في أجتماع لتقييم التجربة تحدث علوان عن التكاثر غير الطبيعي للعدو الطبيعي للذبابة البيضاء و قد ادى غياب الذبابة الصوفية البيضاء الى ظهور ذبابة أخرى اسمها الذبابة الصكغية البيضاء و هذه تشكل خطرا اكبر من خطر الذبابة الصوفية و لكن أخطر ما في الأمر ظهور إصابة على عامل فني يعمل في برنامج النشر بدمامل على الوجه و اليدين تشبة دمامل اللايشمانيا و هناك شك بأن تكاثر العدو الطبيعي للذبابة سبب هذه الإصابة. و قدم علوان أقتراحا بوقف البرنامج.وبخت علوان علنيا و طلبت منه عدم ايقاف البرنامج لأن الذبابة الصوفية البيضاء مازالت تتواجد في بعض الأمكنة.و لكن البغل هز رأسه بعناد و قد اصر على موقفه.استفزتني حركات راسه فكيف يمكن لهذا الحمار أن يسرق مني تاج قاهر الذبابة البيضاء الصوفية أنهيبت الإجتماع بسرعة و أنفردت به و حاولت أن أكون هادىء و كلمته بأن الذبابة البيضاء الصوفيه يجب أن تنتهي فورا ثم نتفرغ الى الذبابة الأخرى .خرج علوان من مكتبي و هو مازال على عناده و لم أعرف من اين أتى بهذه الوقاحة.

شوشورة علوان أزدادت و على صياحة و بدأ يرفس ,كثر كلامه عن الذبابة الصمغية التي ظهرت و كثر كلامة عن أصابات أخرى بدمامل خطيرة في الوجه و الساعدين و الساقين لبعض المواطنين القريبين من مناطق نشر العدو الطبيعي.استدعيت علوان على عجل و سألته عن الكلام الذي اسمعة فنجر علوان عينيه في وجهي و هو يظن أنه قد "جاب الديب من ديله",سيادة الوزير الوضع اصبح "خطيرا" و شدد على كلمة خطير اصبح العدو الطبيعي للذبابة الصوفية البيضاء يتكاثر بدون ان نسيطر على اعداده و ظهرت الذبابة الصمغية البيضاء و هذه تتطلب مكافحة لأنها ضارة جدا أما أهم و أخطر المشاكل ظهور أصابات جلدية و كنت قد حذرتكم من....أراد علون أن بتابع محاضرته التي أندفع يقرؤها بحماس و حمية و كان ينظرالى بتحد واضح و قد عقد العزم على إثارة المشاكل قاطعته عندما وصلت به الجرأه برفع سبابته في وجهي وقوله حذرتكم كان ما فعله وقاله أكبر من أحتمالي فقاطعته بصفعة قوية على وجهه مباشرة و أردفتها بصفعة ثانية على الوجنة الأخرى تحالك علوان على أقرب كرسي و قد كلبشته الدهشة وهو لم يظن أنني سأفعل ذلك ابدا و لكنني مضيت الى ابعد مدى عندما وجهت أليه رفسة قوية سقط على اثرها على الأرض مستسلما ككيس اسمنت و عندها بدأت بجولة "دوس" بالأرجل لم توفر ملمتر واحد في جسدة و كان كل ذلك مصحوبا بصياح و سباب و شتائم عالية وصل صداها الى أقصى اركان الوزارة.تمهر عدد من "كبار" موظفي الوازارة أمام مكتبي ليعرفوا سر هذا الضجة العنيفة و لكن ايا منهم لم يجرؤ على فتح الباب و لكن بعد ان ارتويت من جسد علوان الملفقى على الأرض ككيس القمامة فتحت الباب و صحت بجمع الموظفين المتجمهر خلفة:خذوا هذاالحيوان من وجهي قبل أن أقضي عليه.أندفع نحو علوان بعض المستخدمين و سحبوه الى خارج القاعة.و تحلق من حولي كبار مساعدي ليعرفوا سر ثورتي, هدأت من روعي قليلا و شربت كاس ماء كامل و ملأت رئتي بهواء جديد وقلت لهم "تصوروا الحيوان...بعد أنصرف عليه الوطن ما صرف ليصبح متعلما يخطىء في ابسط المعلومات و المفروض به ان يكون حجة بها هذا الواطي تسبب في انتشار داء خطير يصيب البشر و الشجر بسوء استخدامة لأساليب المكافحة الحيوية و هو يحمل شهادة دكتوراه من أفضل البلدان....همهم المتحلقون حولي و كان يمكنني أن اتبين ما يقولونه بوضوح فمنهم من رأى أنه "يستاهل الضرب بالرصاص", و منهم من أقترح احالته الى الأمن.و لكني قاطعتهم بحدة قائلا:لا دعوا هذا الحيوان لي سأربي به الوزارة.

أنتشر الخبر في أرجاء الوزارة و الوزارات الأخرى بل وصل الأمر الى أعلى المستويات بأنني ضربت شخصا تمادى في الخطأ بحق البلد و تسبب في خسارته حتى ان أحدى الصحف نشرت الخبر بكثر من الإعجاب بدون أن تسميني قائلة بلسان حال المواطن العادي "يا هيك المسئولين يا بلا" مسئول كبير يضرب بيد من الشرف و الأخلاص على عنق مخرب مدسوس عميل.كان هذا الخبر كافيا لنشر مزيدا من الرعب في قلوب جمبع من كانوا حولي فبعد أن كانوا خافون صياحي و شتائمي اصبحوا الآن يتهيبون الوقوف أمامي خوفا من صفعاتي المفاجئة التي لا ترحم مقصرا.

أنتهى موسم الحمضيات باقل قدر من الخسارة و كانت أخبار ضرب المقصر طاغية على أخبار الدمامل المتزايدة و الذبابة الصمغية البيضاء لأن الموسم انتهى و لكن القصة أنتهت تماما و خرجت منها بطلا بعد أن أقترحت على مجلس الوزراء و حضيت بدعم من وزارة المالية أن نعوض للمزارعين خسائرهم الناجمة الذبابة الصوفية البيضاء و إحالة المذنب علوان الى لجنة تحقيق مختصة.تمت الموافقة على طلبي و لكن اللجنة رفضت مقابلة علوان لانه اصيب بدمامل في وجهه و في يده و ساقيه فسرح من الخدمة بشكل تعسفي مع حرمانه من كافة حقوقه الوظيفية نتيجة لتقصيره و إهمالة.

يتبع....

عـــــــــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــايــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة






زورو موقع الدومري :
http://aldomari.blogspot.com
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03323 seconds with 10 queries