عرض مشاركة واحدة
قديم 02/10/2005   #1
شب و شيخ الشباب behnam
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ behnam
behnam is offline
 
نورنا ب:
Jul 2005
المطرح:
germany
مشاركات:
115

افتراضي الاهنا اله الرحمة


يقول الكتاب المقدس على لسان النبي هوشع " انا اله لا انسان " . هناك الملايين من البشر قتلوا ويقتلون ، وهناك مثلهم ايضا ليس لهم ما يسدوا بطونهم جوعانيين الى الخبز ، وهناك ايضا ممن يغتصبون ان كان جنسيا ام فكريا .. من حق كل واحد منا يسأل : اين الله من كل هذا ؟؟ لما هو ساكت ؟؟ اليس هو رحيم وعطوف ؟؟ لماذا لا يوقف كل هذا ؟؟ هناك الحروب والقتل في كل مكان ، الاغتصاب ، الامراض ، الجوع .... الخ . فهل حقا ان الله قد ترك الانسان يعمل ما يحلو له ؟؟ فهل وصل تعجرف الانسان الى هذا الحد ؟؟ انها تساؤلات تدور في المخيلة ( اتمنى الرد على ذواتنا لهذه التساؤلات ) لكن مع كل هذه التساؤلات هناك سؤال يطرح نفسه : هل حقا ان الله له يد في كل هذا ؟؟؟ .

الله يقتل كل يوم ، ان الله يجوع ويعطش ، الله يتألم كل يوم . (( فكلما فعلتم باحد اخوتي الصغار فبي فعلتم )) . الله موجود في صورة كل انسان ، لان الانسان هو صورة الله الحقيقية . اي انه وجه الله الحقيقي . لكن يبقى الانسان في تفكيره متعطش لمعرفة الله .

الله محبة ، الله رحوم ، الله الاب هو الذي يغفر لأبنائه . هذا ما علمنا ونتعلمه من يسوع الفادي . هكذا يقول لنا يسوع عن اباه ، انه معطي الحياة ، انه يحب كل انسان وأن لم يكن هذا الانسان مؤمنا به .

الله رحيم وحنان ، وانه بحق هكذا لان رحمته لا حد لها . لكن كيف نكون نحن الذين نؤمن به رحماء مثله ؟؟ كيف تكون رحمتنا بعضنا لبعض تجاه العالم وبما فيه من القساوة والانغلاق على الذات والاخرين ؟؟ فكيف اذن نمارس هذه الرحمة ؟؟ .

نعم الرحمة نمارسها بالاحسان الى من يبغضنا ، ليس معناه اننا لا نحسن الى من يحبنا . كلا ، فالانجيل المقدس يبين لنا الى اي مدى يجب ان تصل بنا الرحمة والمحبة . هذا ما عمله السامري . هذا ما يريد منا المخلص ان نحسن ونرحم لانها دلالة على المحبة (( باركوا لا تلعنوا )) . فالنطلب اذن كل يوم للاخر السلام الداخلي وان يعيش حياة هادئة لا عنف فيها ..

الرحمة تمنعنا ان ندين الاخر ، لا نحكم على الانسان مهما يكن مثل ما فعل الفريسي (( فكان الفريسي واقفا يصلي اللهم اني اشكرك لاني لست كسائر الناس الظالمين الفاسقين ولا مثل هذا العشار اني اصوم في الاسبوع مرتين واعشر كل ماهو لي ... )) لوقا 18 . انه يمدح نفسه امام الرب كما هو حال الكثيرين في ايامنا هذه . الفريسي الامس انتظر كلمة شكرا من الرب ، والفريسي اليوم يزمر امام الله والناس من انه يعشر مما لديه ، وانه يصوم الخمسين والثلاثين و.... لكن يدين اخيه الانسان ويقول ليس مثل هذا العشار . ثم يكمل يسوع مثله لقد عاد الى بيته غير مقبول ، اما العشار فقط اكتفى بطلب الرحمة والغفران .

فاذن المثل يعلمنا طلب الرحمة اولا وان لا ندين الاخر ، بل نغفر " ان اخطاء سبع مرات ورجع تائبا تغفر له " . عندما نقوم بعمل الرحمة نتطلع الى الله نفسه . اي معنى هذا عندما نمارسها لا نمارسها بروح العالم لان هكذا روح هي قصيرة ولا فائدة منها .

هذا هو آلاهنا انه اله الرحمة وامحبة انه يدعونا ان نكون مثله ( كونوا كاملين كما اباكم هو كامل ) انه يدعونا الى السير على خطاه ، انه يدعونا ان نقتدي بالاب كالابناء الاحباء . كونوا رحماء كما الاب هو رحيم وكما يقول داوود في المزمور : يارب رحمتك الى الابد فلا تهمل اعمال يديك ...

من منكم بلا خطيئة فليرميها بأول حجر
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03372 seconds with 10 queries