عرض مشاركة واحدة
قديم 18/09/2005   #174
شب و شيخ الشباب Tarek007
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Tarek007
Tarek007 is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
Damascus
مشاركات:
3,584

افتراضي


من اجل الذين ينتظرون

و تعليقي عن الكلام السابق غداً


و شكراً هنون سلفاً

بكرا بكمل






التتمة للقصة


تبين أن المسافة الفاصلة بين الوزير و نائبه أكبر بكثير لأن معاون الوزير يقبع في مكتبه منتظرا تقريع وزيره و يغتنم الفرصة بين "البهدلة" و التي تليها ليحظى بماضجعة سكرتيرته فيما يكون الوزير مشغولا يتلقي مكالمات هاتفية من علية القوم الممسكين بأجهزة الدولة العسكرية و الأمنية و لا يخلو الأمر من مكالمات من بعض أعضاء مجلس الشعب الذين يطلبون بعض الخدمات كتوظيف قريب أو رخصة تجارية ما, كنت أسارع لتقديم خدمات من درجة الخمس نجوم للفئة الأولى من كبار رجال الدولة و الجيش أو الأمن و هؤلاء جميعا شركاء في أعمال تجارية أو صناعية يديرها آخرون و تتمتع بالحماية و الرعاية التامة من أحدهم و تتفرع هذه الأعمال لتشمل كل شيء من تجارة الجوارب و الزيت الى صناعة العلكة و المياه الغازية الى أعمال المقاولات و الأنشاءات نزولا الى أعمال الترفيه كالنوادي الليلة و الكازينوهات.الجميل في هؤلاء أتفاق الجنتلمان غير المكتوب فيما بينهم فإذا دخل أحدهم مجالا ما يبتعد الجميع عن هذا المضمار أحتراما له, كما أن للرتب العسكرية وقارها و دورها في الأمر فإذا أفتتح لواءا ما ملهى ليلي في منطقه ما , فيغلق العميد ملهاه المجاور أو ينتقل به الى مكان آخر و خاصة اذا كان من نفس "الإختصاص" فلا تجد ملاهي ليلية لسلاح المدرعات في منطقة واحدة و لا تجد ألا ضابطا كبيرا من سلاح المشاة وقد أفتتح معملا للمياه الغازية.أعجبت بهذا الإنضباط العسكري الرفيع و نقلت أنطباعاتي الى أبو مكنى بهذا الخصوص.

أعضاء مجلس الشعب و هم بمجملهم شديدي الغباء و كأنهم يخضعون لإختبار ما يكشف عن تدني الذكاء قبل ألتحاقهم بالمجلس المذكور لأنهم لا يقدرون خطورة منصبهم التشريعي تجدهم يهرعون الى مطبخ المجلس لتناول الطعام أو المشروبات و كثيرا ما أجدهم نائمين على كراسيهم على مقاعد المطعم و هم واقعون تحت تأثير الوجبة المهولة التي أبتلعوها,هؤلاء كانو يقدمون بعض الطلبات و تنبىء تفاهة هذه الطلبات عن مقدار الغباء الذي يحملوه على ظهورهم فمنهم من ينتظر حتى أنتهاء أو رفع الجلسات في مجلس الشعب ليهرع معظمهم الى الوزراء الذين يحضرون الإجتماع للحصول على توقيعات تتيح لأحدهم الحصول على بضع أكياس أسمنت أو بضع أمتار من السيراميك و هؤلاء بالذات كنت أتقصد أن أواجههم بالكثير من الإحتقار و المهانة و عنما يمد أحدهم يده بطلب ما كنت أرمقه بنظرة نارية و أرشقه بكلمات جافة مهينة قائلا:

- قدمه أصولا ألا تعرف الأصول يا سيدي...

فيضب "العضو" ذيله بين قدميه و يعود سريعا و هو يجرر ذله .لم يمض الكثير من الوقت حتى أصبحت بعبع أعضاء مجلس الشعب يتحاشون حتى النظر ألي و أن تعطفت بأن ألقي عليه سلاما كان يتعثر برده كمن تلقى صك غفران . و لكنني أحيانا و أمعانا في رسم الصورة التي أردتها صورة القاسي الذي يبتسم أحيانا كنت أتنازل أحيانا و أغير من سلوكي بشكل مفاجىء فأنادي أحدهم على مرأى و مسمع من الجميع "أبو فلان" تعال أريدك فيهرع المسكين كالكلب الأمين و كأن هاتفا من الجن ناداه و يقف بين يدي صاغرا و أسأله عن الطلب الذي يرده فيخرج ورقته بسرعه كطالب فرح بدرجات فيحظى بتوقيعي ثم أتابع سيري دون أن ألتلفت الى دعائه و ابتهاله لله بأن يعلي مراتبي و يكبر كرسي.

كانت تسليتي الأثيره حضور جلسات مجلس الشعب و التسلي بمشاهدة هؤلاء المهرجين و خاصة بعد الإجتماعات مع "صديقي" أبو مكنى الذي لم تنطل عليه حيلة الشخصية الحازمة و الشديدة فأستمر في ألقاء الشتائم و السباب بمناسبة و بغير مناسبة.لذلك كنت أخرج من مكتبه غارقا ببذائته حتى أذني فورا الى تحت قبة مجلس الشعب لأنفث في وجوه أعضاءه ما أحمله من غم.و منهم من كان يمتلىء وطنية و غيرة و حرصا على الوطن فيبالغ بالصراخ و يبالغ بالخضوع و يبالغ بالتصفيق و هؤلاء كانوا من أكثر أعضاء المجلس توقيعا للطلبات و سؤالا للخدمة في سبيل المصلحة العامة.

سمعتي "العطره" وجدت طريقها سريعا الى فوق صرت أتلقى مكالمات من رئيس الوزراء تثني على سلوكي و حزمي يل لقد زارني في مكتبي مرة تكريما لي على خدماتي الجليلة في شد عضلات وجهي و إظهار بذائتي أمام مخاليق الله و صرت صديقا قريبا جدا من وزير الدفاع فقد كان يخصني بآخر ما خطه من أشعار و آخر الخواطر الوجدانية التي عبرت افق خياله.ثم بعد أنتظار كبير تلقيت الأتصال الذي كنت أنتظره من وزير الخارجيه الرجل الذي يحمل في وجهه لؤما يكفي قبيلة عبس كلها أتصل رجل الديبلوماسية الأول في القطر يطلب مبيدات زراعية لكروم العنب التي يملكها و لم اوفر تلك السانحة الرائعة لأقول له بكل الجدية التي في العالم و كيف تريدني أن أزود مزرعتك بمبيدات تحت أي بند سيدي...توقف صوته و كنت خلال زمن الصمت القصير أسمع فحيحة على الطرف الآخر و لكنني لم امهله كثيرا حتى غيرت نغمة صوتي قائلا :
- أنت بتأمر سيدي بدنا خدمة تحرز...

طبعا سيادة وزير الخارجية لم يوفر شيئا بعدها بذور زراعية و شتول موسمية لمزارعه,و حدة المساحة الهندسية لحصر ملكيته الزراعية و تحديد "عرصاتة" التي يملكها,أساليب و أدوات الري الحديثة و قد بنيت له مسبحا في فيلته الجديدة بعد أن أوعزت الى بدر السنجري ببيع المققنات الغذائية التي تحصل الوزارة عليها مجانا من منظمة الأغذية و الزراعة و هي ذات جودة عالية و غير متوفره في الأسواق.و لكن كم وزير خارجية في البلد.

كان أبو مكنى يبتسم بمكر عنما يستمع الى قصصي مع وزير الخارجية لم يكن يشعر بالغيرة لتقربي من رجال دولة بهذا الثقل بل أحيانا كان هو يفاجئني بمعرفته لأمر أو حديث سري دار بيني و بين رئيس الوزراء , و حتى مقابلتي على أنفراد مع الرئيس لم تهز عضلة واحدة في وجهه بل لم يسألني عما دار بيني و بينه و عنما أردت أن اقول له قاطعني بحدة:
- ألم تسجل كل شيء في تقريريك المكتب..

و عندما هززت رأسي بالإيجاب عاد لمتابعة الحديث الذي كان قد بدأ به.في هذه المرحلة كان ابو مكنى يبدو غريبا جدا لدي فقد كنت أعتقد بأنه رجل ذو محدودية و كنت اعتقد أنه يكبر درجة بمجرد أن أكبر درجة و لكنني فيما يبدو مخطأ فقد كان يكبر أكثر من درجة عنما أكبر أنا درجة واحدة.أو أنه كبير بطبيعته و ليس بحاجة الى درج ليحبو فوقه كما أفعل فهو ولد على "السقف".

حتى لا تتعمق صورة " الإنكشاري" التي أختارها لي موظفي وزارتي حاولت تقديم خدمات مباشرة لبعض الموظفين كمكافآت مباشرة سخية لبعض المتميزين و أنشأت صندوقا يقدم معونات لطالبي الزواج أو لمن يعانون أمراض ما و تقصدت أن تظهر صورتي خلف كل خدمة و أصبحت صورتي موضع جدل كبير بين الجميع و لم يحسم أحد أمره بشأني فمرة يقال :
- يا عمي يا هيك الوزرا يا بلا....و بعضهم يقول.: العمى بقلبو ما بيضحك لرغيف السخن...

هذا بالضبط ما أردت أن أحصل عليه جدل و لغط في الأسفل في قاع السلم الوظيفي و رهبة و ترقب و تحالفات في أعلى السلم الوظيفي و عهد وثيق مع الأمن متمثل "بصديقي" أبو مكنى لا تنفصم عراه وزير يتمتع بهذه الميزات من الصعب أن يتدخل أحد لسلبه حقيبته.

بداية المشكلات التي واجهتها و أنا أتربع على كرسي الوزارة لم تكن مع وزير آخر و لا مع رتبة عسكرية كبيرة بل كانت مع الذبابة الصوفية البيضاء...

يتبع......

عـــــــــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــايــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة






زورو موقع الدومري :
http://aldomari.blogspot.com
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03733 seconds with 10 queries