فنجان قهوة ...
المكان: كوفي شوب راق تصدح في اجوائه موسيقى رومانسية.
رجل على مشارف الاربعين في الانتظار. تقبل امرأة، اصغر سنا منه، ترتدي فستانا داكنا.. يتصافحان، يجلسان.. يشعل سيجارته وسيجارتها.
الرجل متطلعا اليها: لا شيء يشبهك..
المرأة تنفث دخان سيجارتها وتفتر شفتيها عن ابتسامة لا تخلو من فرح بالاطراء : لا تعزف تلك المعزوفة..
الرجل.. يحس انه يتقدم الى منطقة حساسة: لماذا؟
المرأة.. تستعيد رصانتها: فقدت الكلمات طهارتها.
الرجل:.. مذ فقدتك!؟
المرأة تشيح وجهها الى الخارج.. حيث تغرق الشوارع في حضن مطر مباغت: الا تكبر..!؟
الرجل يلمس منفضة السجائر، بحركة قلقة تنم عن حيرته: اكبر.. بلى.. ولكن.
المرأة: ماذا؟
الرجل: الحب .. يعيدنا الى طفولتنا.
المرأة تضحك.. ضحكة خفيفة ثم تكتم ضحكتها.. تصير ارتباكا: ماذا تعني..؟
الرجل يشير الى النادل: تعرفين ما اعني..
النادل يقترب. الرجل يطلب فنجاني قهوة (ع الريحة).. تؤميء المرأة موافقة. ينصرف النادل.
المرأة.. تعبر عن فكرت استعرت في داخلها: لكني.. امرأة متزوجة.
الرجل يزفر هواء ثقيلا: من قال اني لا اعرف.
المرأة: اذن..
الرجل ممسكا بالمنفضة ومتطلعا في عينيها ( يا الله ما اجمل عينيها): لا شيء.. فقط، اردت ان اعترف بانني ما زلت مشبوحا على جدران ماض مضى.
شفتا المرأة تفتران عن ابتسامة مرتبكة.. وربما شامتة: اعترافك متاخر.
الرجل يطفيء سيجارته: اعرف.
المرأة تتطلع اليه بجلاء: اذن.. لماذا اعترفت..؟
الرجل: لا شيء..
المرأة: ابدا..
الرجل بتصميم: ابدا..
المرأة تنهض عن كرسيها لحظة قدوم النادل حاملا فنجاني القهوة.
الرجل: الن نشرب القهوة معا؟.
المرأة بتصميم: وداعا..
المراة تلتقط حقيبتها وعلبة سجائرها وتلتفت لتمضي.. لحظة تستدرك قائلة: بالمناسبة.. سعدت بسماع اعترافك رغم تاخره.
الرجل يزم شفتيه علامة العرفان.. فيما تمضي المرأة. يتابعها بنظره حتى تغيب.. في المطر.
... but the most important thing is.. to keep trying...
|