نبذة عن السامرة:
السامرة اسم عبراني معناه " مركز الحارس " وهي:
عاصمة الأسباط العشرة أثناء أطول مدة في تاريخهم. وقد بُنيت المدينة أو أصلح بناؤها أيام عمري بن آخاب ملك إسرائيل (876 – 842 ق.م.) على تل اشتراه بوزنتين من الفضة ، وكان صاحب الأرض اسمه " شامر " الذي يعني " مراقب " أو " حارس ".
والمدينة واقعة على تل، اسماها عمري " شوميرون " بمعنى " مكان المراقبة " ( 1 مل 16: 24 ) وكانت فعلاً محصنة ببرج عظيم في الجنوب الغربي، وكان حولها سور عرضه خمسة أقدام. وقد أطلق عليها أحيانا بسبب تحصينها " جبل السامرة " ( عاموس 4: 1 و 6: 1 ) وكانت قائمة في وسط واد خصيب ( أشعياء 28: 1 ) وقد كان المكان حسناً جداً حتى أنه بقى عاصمة للمملكة الشمالية إلى وقت السبي، وكان الملوك الحاكمون يقيمون فيها، وعند موتهم يدفنون فيها ( 1 ملوك 16: 28 و 29 و 20: 43 و 22: 10 و 37 و 51 ).
وما أن بُنيت السامرة حتى قام نزاع بين بنهدد ملك آرام وعمري، فقد أقام ملك آرام أسواقا في السامرة ( 1 ملوك 20: 34 ) وفي أيام آخاب قامت حرب أيضا انكسر فيها آرام. وكانت هناك بِركة قريبة غسلوا فيها العربة التي جرح فيها آخاب في موقعة راموت جلعاد. وقد أظهرت الاستكشافات قصر الملك آخاب وما كان فيه من أواني عاجية، وفي مبنى مجاور وُجدت لوحة مكتوب عليها بالعبرانية غالباً في أيام يورام عندما هاجم آرام وفشل ( 2 ملوك 6: 8 – 7: 20). وقد قتل شيوخ السامرة أبناء آخاب رغبة في إرضاء ياهو الذي قام على آخاب بثورة.
كانت السامرة من البداءة مدينة وثنية وبني فيها آخاب هيكلا للبعل ( 1 ملوك 16: 32 ) ثم جلس أنبياء السواري أو أشيرة على مائدة الملكة ايزابل ( 1 ملوك 18: 19 ) وظل الوثن إلى أن قام ياهو بثورته ( 2ملوك 13: 6 ) فحارب هذه الوثنية، لكنها عادت فتملكت الأرض ( هوشع 8: 4 – 6 وعاموس 8: 14 ).
وفي عام 724 ق. م. هاجم شلمنأصر ملك أشور مدينة السامرة ( 2 ملوك 17 : 3 – 6 ) وتغلب عليها في عام 720 على يد خلفه سرجون الذي اخذ المدينة ، واسكن فيها الغزاة الأجانب.
وفي عام 332 ق.م. استولى على المدينة الاسكندر الكبير ونقل سكانها إلى شكيم واسكن بدلا منهم مقدونيين وسوريين.
وفي عام 120 ق.م. حاصرها يوحنا هيركانوس حصاراً طويلاً صمدت له المدينة سنة كاملة، ثم سقطت في يده بسبب الجوع. وأراد يوحنا أن يمحو ذكر المدينة ومسحها من الأرض. ولكنها عادت وعمرت بالسكان في أيام اسكندر جانيوس، وألحقها بومبي بمقاطعة سوريا، وحصنها جابينيوس من جديد. ثم عاد هيرودس الكبير بناءها وتحصينها ودعاها سيباسطة، وهو اسم مؤنث من سيباسطوس الذي هو الاسم اليوناني لأغسطس قيصر الروماني. وبني هيرودس في السامرة هيكلا رائع الجمال فوق موقع قصور الملوك الإسرائيليين القدامى، ولا زالت آثار هيكل هيرودس باقية إلى اليوم.
وقد ذهب فيلبس الشماس إلى السامرة وبشر فيها، فآمن عدد كبير بالمسيح واعتمدوا، ومن بينهم سيمون الساحر. وأرسلت الكنيسة في أورشليم بطرس ويوحنا ليتفقدا أحوال الكنيسة هناك ( أعمال 8: 5 – 25 ). وتقع مدينة سيباسطة أو السامرة على تل على مسافة خمسة أميال ونصف شمال غرب شكيم، والتل منحدر، ولكن القمة مستوية. ويبلغ طولها ميلا من الشرق إلى الغرب. والقرية الموجودة على هذا التل تسمى " سبسطية ".
السامريون:
المرة الوحيدة التي وردت فيها الكلمة في العهد القديم في سفر الملوك الثاني 17: 29 وتعني السكان المتصلون بالمملكة الشمالية.
وفي كتابات العبرانيين المتأخرة التي جائت بعد السبي كان معناها سكان إقليم السامرة، الذي يقع وسط فلسطين ( لوقا 17: 11 ).
وعندما غزا سرجون السامرة عام 722 ق.م. سبي من سكانها 27280 شخصاً. وترك بعض السكان الأصليين، وإذ وجد أنهم متمردون دبّر خطة يقتل بها وطنيتهم الثائرة، فنقل شعباً من بابل وحماة والعربية إلى السامرة ( 2 ملوك 17: 24 ) وصار هؤلاء هم السامريين، وظلوا يمارسون عباداتهم التي اعتادوها قبل المجيء إلى السامرة.
وكان بسبب الحروب المتواصلة أن قل عدد السكان، فكثرت الوحوش البرية في الأرض التي استعملها الله عصا تأديب، وقد قتلت بعض تلك الوحوش سكان الأرض الجدد، فاعتقدوا أن " اله الأرض " غاضب عليهم، فأرسلوا يستغيثون بملك أشور، الذي أرسل إليهم أحد الكهنة ليعلمهم فرائض اله الأرض، وجاء الكاهن وسكن في بيت ايل. على أن الكاهن لم يقدر أن يجعلهم يتر17:عبادات أصنامهم، فظلوا يمارسون عبادة الله كما في أسفار موسى. كما يمارسون عبادة الأصنام ( 2 ملوك 17 : 25 – 33 ) وظلوا يمارسون هذه العبادة المزدوجة حتى سقوط أورشليم عام 586 ق . م. ( 2 ملوك 17: 34 – 41 ) وظل اسرحدون ينفذ الخطة التي نفذها جده سرجون ( عزرا 4: 2 ).
وحدث أن اليهود ثاروا على عبادة الأصنام ( 2 أخبار 34: 6 و 7 ) فتناقصت تلك العبادة..
ثم ضرب يوشيا الملك الوثنية ضربة أخرى. وبعد عشرات السنين كان بعض السامريين يذهبون إلى الهيكل في أورشليم للعبادة أو الزيارة، وعندما عاد المسبيون جاء السامريون وطلبوا من زربابل أن يشتركوا معه في بناء الهيكل قائلين إننا كنا نعبد الرب اله إسرائيل منذ أيام اسرحدون ( عزرا 4: 2)، ولكن زربابل رفض الطلب، فلم يطلب أهل السامرة الاشتراك في البناء مرة أخرى، بل عملوا على محاربة اليهود في البناء، وانضموا إلى أعداء اليهود في تعطيل البناء، كما عملوا بعد ذلك على تعطيل بناء السور ( نحميا 4: 1 – 23 ). وكان قائدهم في هذه الحركة الأخيرة سنبلط الحوروني. وكان منسى الكاهن، وهو واحد من بني يوياداع بن ألياشيب الكاهن العظيم صهرا لسنبلط، فطرده نحميا من الكهنوت، فاغتاظ سنبلط من ذلك كثيرا وساعد نسيبه الذي التجأ إليه فبني هيكلا في جرزيم وكان بعض اليهود الهاربين من القانون في أورشليم يذهبون إلى هيكل جرزيم للعبادة، فكانوا يقابلونهم بترحاب كبير.
واستمر عداء السامريين لليهود، فعندما نجّس انطيوخس ابيفانيس هيكل أورشليم بتقديم خنزيرة على مذبحه، أعلن السامريون أنهم لا ينتمون إلى الأصل اليهودي أبدا، وأعلنوا ولائهم للطاغية بأن كرسوا هيكلهم على جبل جرزيم هيكلا للإله زيوس حامي الغرباء.
وفي عام 128 ق.م.استولى يوحنا هيركانيوس على شكيم و جرزيم وأخرب الهيك4:ناك بعد بنائه بمئتي سنة، ولكن السامريين ظلّوا يقدمون قرابينهم على الجبل حيث كان هيكلهم. وكانوا يفعلون هذا حتى جاء المسيح إلى أرضنا ( يوحنا 4 : 20 و 21 ). م. عام 6 ق.م. ألقى بعض السامريين عظاما نجسة في هيكل أورشليم، فصار اليهودي يستنكف من أن ينجس شفتيه بنطق كلمة " سامري "، وكان يحسب طعام السامري نجسا كلحم الخنزير.
وهكذا كان العداء مستحكما بين اليهود والسامريين، ولم يكن اليهود يسمحون بأي علاقة اجتماعية أو دينية مع السامريين.
وفي زمن المسيح لم تكن عقائدهم اللاهوتية تختلف عن عقائد اليهود وخصوصاً عقائد الصدوقيين منهم، وكانوا مثلهم ينتظرون " المسيا " على أنهم لم يقبلوا من العهد القديم إلا أسفار موسى.
وقد قبل السامريون رسالة المسيح بعد أن رأوا الآيات العظيمة على يد فيلبس، كما إن المسيحية اتسعت لقبولهم، بخلاف الديانة اليهودية الضيقة. ولكن إقبالهم كان ضعيفا.
ولا تزال هناك جماعة قليلة من السامريين تقيم في نابلس ( شكيم القديمة ) وحولها. وهم يصعدون إلى جبلهم جرزيم ثلاث مرات في السنة، في عيد الفصل وعيد الأسابيع، وعيد المظال، وهم يعيدون الأعياد الموسوية، ويذبحون ذبائح دموية في عيد الفصح.
-------
التوراة السامرية:
احتفظ السامريون بالتوراة العبرانية ( الأسفار الخمسة الأولى من العهد القديم ) وقد اقتبس من هذه التوراة السامرية جيروم ويوسابيوس وغيرهما من الآباء المسيحيين. ومعظم الأدراج السامرية التي تشمل الأسفار الخمسة كلها أو جزءاً منها لا ترجع إلى ما قبل القرن العاشر الميلادي مع انه توجد نسخة تدعى أن الأجزاء القديمة منها كتبت في عام 656 ميلادية. ولدى جماعة من السامريين في نابلس نسخة خطية يقولون إنها نسخت عام 13 بعد فتح كنعان. إلا أن جمهور العلماء يقولون إن الخط الذي كتبت به هذه النسخة يرجع إلى القرن الثالث عشر الميلادي. وهذه الأدراج مكتوبة بالخط السامري الذي يشبه الخط الموجود على النقود التي وصلتنا من عصر المكابيين. وكان العبراني يكتب بهذا الخط قبل البدء في استخدام الحروف المربعة المستعملة في الوقت الحاضر.
ويختلف المص السامري عن النص العبري فيما يقرب من ستة آلاف موضع، فمثلا أبدلت التوراة السامرية عيبال بجرزيم ( تث 27: 4 و 8 ). زيادة في إكرام جبلهم المقدس، وتعزى معظم الاختلافات إلى أخطاء في النقل وقعت من النساخ وقت الكتابة أو إلى أخطاء متعمدة قاموا بها عن قصد وإصرار.
ويتفق نص التوراة السامرية مع الترجمة السبعينية في ألف وتسعمائة موضع من هذه المواضع مما يدل على أن مترجمي السبعينية استخدموا نسخة عبرية تتفق مع النسخة السامرية إلا أن هذه الاختلافات ليست ذات بال.
وربما ترجع التوراة السامرية إلى العصر الذي طرد فيه منسى حفيد ألياشيب رئيس الكهنة وصهر سنبلط من أورشليم ( نح 13: 23 -30 آثار يوسيفوس 11: 7 و 8 ) والتجأ إلى السامريين، فبني هيكلا على جبل جرزيم لينافس هيكل أورشليم. وإذا كانت قانونية الأسفار الخمسة قد تقررت حوالي عام 400 ق.م. فلا تكون التوراة السامرية في هذه الحالة قد تأثرت بالتوراة التي كانت في حوزة اليهود بعد ذلك التاريخ. ويظهر إن الشقاق بين اليهود والسامريين وقع قبل تقرير قانونية الأنبياء.
وينبغي أن لا يختلط الأمر علينا في أن التوراة السامرية تختلف عن النسخة السامرية للتوراة التي وضعت في لهجة السامريين في أوائل العد المسيحي
وفي حوزة السامريين ترجمة عربية أيضاً ترجمت في القرن الحادي عشر أو القرن الثاني عشر. وكذلك سفر يشوع مبني على سفر يشوع القانوني وكتب في القرن الثالث عشر الميلادي وغيره.
واما انا فاقول لكم احبوا اعداءكم.باركوا لاعنيكم.احسنوا الى مبغضيكم.وصلّوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم.
فماذا نقول لهذا.ان كان الله معنا فمن علينا.
ياأبتي أغفر لهم فإنهم لا يعلمون ماذا يفعلون
|