تقنية الكوبي بيست اللئيمة
الله والبعرة.
لنفرض عجينة من الجبس وضعت في قالب على هيئة صخرة طبيعية فأخرجت بعد أن جفت وقدأتخذت شكل الصخرة. فلنتخيل أنـّا وضعناها في طريق أحد أفراد بني البشر في فترة لم يتعامل فيها الإنسان مع الجبس بعد. ترى! هل سيقرر هذا الشخص أنها من صنع البشر؟
أن لها شكل صخري مألوف ولقد رأى من قبل صخرة حمراء وسوداءو بيضاء.. فماالذي يدعوه أن يقرر بأن لها صانع وهوالذي لم يعهد بني نوعه يصنعون مثل هذه الصنعة! بينما سيختلف الأمر في حال عثوره على بلطة من حجر الصوان بمقبض من الخشب، فإنه حينها سيجزم بأن لها صانع.
وهنا نرى أنه يجزم بوجود صانع لهذه البلطة، ولا يجزم بنفس الأمر في صخرة الجبس، مع أن كلتاهما لها صانع في حقيقة الأمر. والسبب يرجع إلى العهدية، فما عهده الإنسان مصنوع قال بصنعه، وما لم يعهده كذالك لم يقل بصنعه.
كانت هذه مقدمة لما يليها وهو كلام حول قضية ومقولة، أما القضية فهي "الأشياء تدل على صانعها"وأما المقولة فهي عبارة منسوبة لأحد الأعراب أنه قالها، والتي لا يفتئ مثبتوا الخالق يرددونها، والتي سيتضح أنها ضرب من ضروب الشغب: "البعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير، أفأرض ذات فجاج وسماء ذات أبراج ألا تدل على اللطيف الخبير" ومن منطلق هذا المنطق الذي سنه أرسطوا الأعراب فإن كل شيء يدل على صانع وللحقيقة في بدايات إطلاعي كانت هذه الفكرة تأسرني وكنت أتعجب من أناس لم يستوعبوها، وكنت أقول لنفسي كيف لهؤلا أن يؤمنوا بأن لابد لهذا القلم من صانع ولا يؤمنون بأن لهذا الكون اللا متناهي في اتساعه والمليء بعجائبه صانع وموجد! كان الأمر جد محير بالنسبة لي، أين ذهبت عقول أناس مفكرين لا يؤمنون به عن هذه الحجة؟! وكيف ذهلو عنها؟! ولعل هذا ما حداني لمراجعة القضية والشك بأن فيها خلل فعدت استذكر طريقتهم في الإيقاع بالخصم، أذكر إلى اليوم قول أحدهم وهو يجادل خصمه: " أفإن قلت لك أن هذا الشيء -أيّ شيء مصنوع- لم يصنعه أحد أفتقول به" وبديهي أن يكون الجواب لا، وعلى التو يقذفه بالعبارة التالية " كيف ترفض أن يوجد مثل هذا الشيء التافه مقارنة بالأرض والسماء من غير صانع بينما تقول به في حقهما، أنهما كذالك بغير صانع؟!!"
ثم تنبهت إلى أنهم يستندون في إستدلالهم هذا إلى قاعدة عندهم مغلوطة -التي أشرنا إليها- ألا وهي " أن الأشياء تدل على صانعها" وهي كما أسلفنا قاعدة مغلوطة. والصحيح القول " أن المصنوعات تدل على صانعها" المصنوعات لا الأشياء. وهنا مكمن الشغب!
والأمر يعود للعهد لما ألفه الإنسان، فإنا لما ألفنا أن هذه الأشياء مصنوعات- أي التي أشار إليها الطرف المثبت لوجود الخالق يسألنا عنها- قلنا عنها أنها مصنوعة، ولو لم نكن نألف نوعنا يصنعها لما قلنا عنها أنها مصنوعة كقضية صخرة الجبس الملقية. وبالنسبة للبعرة وأنها تدل على البعيرفهذا لأنا عهدنا البعرة للبعير، والأثر يدل على المسير لأنا عهدناه كذالك. ولكننا لم نعهد الأرض بفجاجها والسماء بأبراجها مصنوعه أو محدثة ولم نرى من صنعها أو أحدثها، لهذا لا يجري عليها القول " أن المصنوعات تدل على صانعها" لأنه يعد حكم إستباقي، فنحن نؤمن بوجود الإنسان قبل أن يخترع وما هذه الأدوات التي يتركها وراءه إلا آثاره المألوفه لنا منه. أفإن راينا مخلفات كائن لم نعهده علمنا من مخلفاته هيئته ونوعه وجنسه؟!! كما في حال البعرة! التي في الأصل علمنا في الأول بصاحبها وهو البعير ورأيناها تخرج منه ثم حكمنا أنها له وصرنا كلما رأيناها دلتنا على صاحبها المعروف لنا سلفا، أي عرفناه به هو برؤيته ذاته لم نتخيله قبل أن نراه ونفرض له سنام وذنب وأربع قوائم من البعرة! ولو كنا نحيا بمعزل عن الحيوانات ورؤيتنا لها وهي تتروث ماعلمنا على ماتدل هذه البعرة ولأصبحة بالنسبة لنا كالحجر والشجر
والوجود ليس بالبعرة وليس البعير بالخالق!
مبعور عليكون قصدي مبروك عليكون بعركون 
She said: Oh baby I'm yours... I laughed and said: Honey, you're not even yours how can you be mine? HAN