عرض مشاركة واحدة
قديم 13/09/2005   #13
شب و شيخ الشباب أبو النبيل الحموي
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ أبو النبيل الحموي
أبو النبيل الحموي is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
حمـوي بس أمي حمصية من بيت الخانكان( كرماوية )
مشاركات:
149

إرسال خطاب MSN إلى أبو النبيل الحموي إرسال خطاب Yahoo إلى أبو النبيل الحموي
افتراضي


اخي المشرف العام....

شكرا لك على الموضوع الممتع .... بالفعل الاقتباس من المواقع الاسلامية فيه الكثير من المتعة و المصداقية و الأهمية....

و أضع يدي على يد اخواني.....و أشكر الأخ ديدات على لفت نظرنا إلى الشبه الكبير بين التثليث في دين المسيحية و التثليث في دين الهندوسية

و أنت ذكرتني أخي بكتاب كان قد مر علي و أحببت أن أورد مقطعا من مقاطع الكتاب و أرجو أن يتسع صدركم للقراءة فالمقطع الذي سأورده هو عن أصل التثليث...
================================================== ==
من كتاب "ما قبل آلام المسيح"



التثليث

"أكثر ما يحرج الكنيسة هو الصعوبة في إثبات أياً من هذه التصريحات العقائدية من وثائق العهد الجديد ، فأنت ببساطة لا يمكنك أن تجد عقيدة التثليث مكتوبة في أي مكان في الكتاب المقدس."
-العالم المسيحي توم هاربر (في كتابه "من أجل المسيح")

ثلاثة قرون بعد يسوع
تعتبر عقيدة التثليث أحد عقائد الدين المسيحي والمقصود بالتثليث أن الثلاثة أشخاص (الآب والابن و روح القدس) يمثلون إلهاً واحداً ، والعنصر المشوق هنا هو أنه لا توجد كلمة "تثليث" في الكتاب المقدس ، فمتى وأين ابتدع التثليث؟
بدأت هذه العقيدة فقط في القرن الرابع الميلادي ، وفي كلمات أخرى لقد ابتدعت بعد المسيح لأكثر من 350 عاماً ، لقد جاءت من اليونانيين ، ففي ذلك الوقت (أي القرن الرابع الميلادي) كانت الفلسفة الهلينية مهيمنة (المؤسسة على الصيغة الأفلاطونية).

ثلاثة صفات أم ثلاث أشخاص
في مرة من المرات قابلت ممرضة مبشرة اسمها إيلين ، وكانت تلقي علي دروساً في الكتاب المقدس ، فسألتها: كيف لنا أن نعبد يسوع؟ علينا أن نعبد الخالق فقط!" أجابت قائلة: "نعم! ولكنه ثلاثة." فقلت لها: "أفهم قولك ، أنت تعنين أن الآب هو الله و الابن هو الله وروح القدس هو الله ولكنه ليس هناك ثلاث آلهة بل إله واحد." أجابتني في سعادة: "نعم!" فأكملت قائلاً: "أنت تؤمنين بأن الآب شخص والابن شخص والروح شخص ولكنهم ليسوا ثلاثة أشخاص بل شخص واحد." قالت: "نعم!" فذكرتها: "هل شخص و شخص وشخص يعني لك شخص واحد؟" أجابت في ثقة بالغة: "إنه لشيء سهل!" قلت لها: "كيف؟" قالت: "انظر إلي! أنا إيلين الممرضة و إيلين الأم و إيلين خادمة الرب." فأجبتها: "أنت الآن أعطيتيني أعمالاً وليس أشخاصاً!!" فأصرت: "لا! إنه هكذا كما قلت لك فليس هناك فرق." قلت لها: "هل نستطيع أن نقول أن إيلين الممرضة أعظم من إيلين الأم؟" أجابت بـ"لا!" قلت: "إذن فنحن لا نستطيع أن نعمل مقارنة لأنها نفس الشخص!" فاتفقت معي ، ثم قلت: "لكن يسوع يقول ’أبي أعظم مني‘ فقالت: "أين؟" فقلبت لها صفحات الكتاب المقدس و أريتها الآية. وحينما رأت الآية تفاجأت تفاجئاً صادماً! واحمرّ وجهها بشدة وتفتّحت عيناها و كان رأسها إلى الأسفل ، فقد أدركت بأنها تعبد ثلاثة آلهة كما قال العالم المسيحي توم هاربر عن الجموع العظيمة التي تذهب إلى الكنائس باستمرار: "إنهم يزعمون بأنهم يعبدون إلهاً واحداً بينما في الحقيقة هم يعبدون ثلاثة [آلهة]."

خذ زيارة أخرى إلى الهند!
للمرة الثانية أقول لك بأن معرفة الهندوسية علم كاف لتمييز المصدر المسيحي الوثني ، فكما لو سألت كاهناً هندوسياً عن ساتيا ساي بابا (الذي يقف مثالاً على عبادة الإنسان) ، اسأل الكاهن أيضاً عن الآلهة الهندوسية ، فلو سألته: "كم إلهاً هناك؟" فإن الكاهن سيصدمك لأنه سيجيبك قائلاً:"إله واحد فقط." وحينها لن تتمالك نفسك لتقول له: "ماذا! وكيف ذلك؟ أنتم تعبدون البقر والحية والفأر والشجر والإنسان والأصنام! فكيف لك أن تقول "هو واحد"؟" سيجيبك الكاهن بقوله: "كل هذه المعبودات ماهي إلا مظاهر وأشكالاً لذلك الإله الواحد!"
تفول موسوعة كولومبيا الأمريكية عن آلهة الهندوس تحت عنوان "الهندوسية":
"كل الآلهة وكل من له مظاهر متعددة منهم يعتبرون أشكالاً مختلفة للكائن العلي الواحد".
وهذا هو أصل مفهوم التثليث ، فمن السهل أن تقارن وأن تلاحظ ذلك ، فالهندوس يعبدون ثلاثة مائة مليون (أي 300,000,000) ومع ذلك فإنهم يزعمون بأنهم يعبدون إلهاً واحداً ، وبالمثل المسيحيون يعبدون ثلاثة (أي 3) مع إهمال ثمانية أصفار (أي 00,000,000) ومع ذلك فهم يزعمون بأنهم يعبدون إلهاً واحداً.
والهندوسية لها تثليث يسبق المسيحية بألفي عام ، هل تتخيل ذلك؟ فتثليثهم يسمى بـ"تري مورتي" أي "الثلاثة أشكال" و التي تعني "التثليث" ، ويتكون ذلك التثليث من الإله "براهما" (الخالق) و "فشنو" و"شيفا" ، وعن هذا التشابه الوثيق تقول موسوعة Man, Myth & Magic تحت عنوان "فشنو":
" فيما يُدعى بالتثليث الهندوسي (التري مورتي أو أشكال الله الثلاثة التي تتكون من براهما وفشنو وشيفا) فإن براهما ارتبط بالخلق و فشنو بالرزق و شيفا بالدمار ، كما في المسيحية تماماً فإن الآب أصبح مرتبطاً بالخلق و الابن بالتعويض و روح القدس بالقداسة."
ما الذي يقدر أن يعمله المبشرون المسيحيون في الهند؟ إلى ماذا يدعونهم؟ سيصاب المبشرون بالذهول حينما يدركون بأن الهندوسية أكثر أصالة من دينهم ، يقول السير ويليام جونز:
"أكد لي بعض السكان المحترمين جداً بأن واحداً أو اثنين من المبشرين كانا سخيفين بما فيه الكفاية في حماسهم لتحويل الوثنيين فالإثارة هي أن الهندوس كانوا إلى الآن مسيحيين تقريباً لأن آلهتهم براهما وفشنو و ماهيسا (شيفا) ماهم إلا الثالوث المسيحي"

التثليث الهندوسي

الشبه بين الهندوسية و المسيحية لم يتوقف عند هذا الحد ، فبعد دراسة متعمقة ستظهر لنا الكثير من التشابهات ، فكما أن الاعتقاد بأن يسوع هو تجسد للعضو الثالث من التثليث المسيحي (أي الكلمة) فإن الإله البشري كرشنا أيضاً يعتقده الهندوس بأنه تجسد للعضو الثاني من التثليث الهندوسي (أي فشنو) ، وهناك أوجه أخرى من حياة كرشنا تطابق تلك التي ليسوع مثل: موته وقيامته بعد ثلاثة أيام بل وحتى غسله لأرجل مريديه، يقول جون إ ريمسبرغ (John E. Remsberg) في الفصل الحادي عشر من كتابه "المسيح" (The Christ):
يقول روبرت جين "كل الذي يحول الهندوس إلى المسيحية هو تغيير معبودهم من كرشنا إلى المسيح" ببشارة كرشنا التي تمسى بـ"الباغفاد غيتا" ، والتي تقول فيها موسوعة أبيلينتوس بأن: "تطابقها مع العهد الجديد بالفعل صادمة" ، فالتماثل بين كريشنا والمسيح الموجودة في الكتب الهندوسية المقدسة و الأناجيل المسيحية كثيرة جداً وشديدة الدقة أكثر من كونها عرضية ، فأساطير أحدهما مسروقة من الآخر ، و إنه لمن المعتبر عند العلماء المسيحيين بأن كريشنا عاش قبل المسيح بقرون عديدة ، فالاعتراف بأسبقية أساطير كريشنا فإنه إلى هذا الحد ينكر أصالة الأناجيل ، ولكسر قوة النتيجة المنطقية يُثار ممن يجادل بأنه مع أن كريشنا نفسه يسبق المسيح فإن الأساطير المتعلقة به متأخرة قد أُخذت عن المبشرين ، وفي هذا الجدل يقول جادج وايت في تاريخه عن الدين المسيحي: "ههنا لدينا الدين الأقدم والإله الأقدم ، وهذا (مع فقدان أدلة الطرف الآخر) يوجب ترسيخ تساؤل ، فالإفتراض بدون دليل بأن الدين الأقدم حٌرّف من الدين المتأخر ، وأن خرافات البطل الأقدم جُعلت لتأكيد تاريخ شخصية متأخرة ، أسوأ من كونها لا منطقية بل هي تافهة."

تثليثات أخرى
لم يكن الهندوس وحدهم مَن لديهم تثليث ، فمفهوم التثليث كان شائعاً في الأفكار الوثنية ، ونعتقد بأنه ليس هناك ديانة وثنية متحضرة ومعقدة من دون فلسفة التثليث ، وإليك هنا بعض التثاليث المعروفة لدى مختلف الشعوب القديمة قبل المسيحية:
1) يبدو أن المؤسسين الحقيقيين لمفهوم التثليث هم أهل سومر قبل 6000 سنة ، فالتثليث السومري هو آنو و إنليل و إنكي.
2) لقد كان للبابليين تثليثاً يتكون من الآلهة آنو و إيا و بِل ، و الذين يكونون إلهاً واحداً يسمى بـ"بِل مردوخ".
3) وأما التثليث الآشوري فهو نمرود (الآب) و ابنه المولود المتجسد بأشخاص مختلفة (كالإله تموز الذي مات وقام) و سيميراميس (الأم) زوجة نمرود وأم ابنه المولود الذي يمثل نمرود نفسه.
4) في مصر . . دين الفراعنة القديم (قبل 4000 عام) فيها أيضاً تثليث والذي يتكون من أوزيريس (الآب) و إيزيس (الأم) و حورس (الابن).
5) في صعيد مصر كان هناك تثليث طِيبة: أريون و مانت و خونصو (الروح).
6) في النوبة كان التثليث عبارة عن يفتاح و أمون رع وحورس رع.
7) مع أن البوذية (المتأثرة بالفلسفة الهندوسية) أنشئت 600 سنة قبل المسيحية ، فإن لديها أيضاً مفهوم تثليثي ، فالتثليث البوذي هو بوذا و دارما وسانغا.
بوذا نفسه يتكون من ثلاثة أشخاص وهم فاجراباني و منجورسي و أفالوكتسفارا ، فأهل الصين و اليابان يعبدون بوذا ويعرفونه باسم "فو" ، ففي صلاتهم يقولون: "فو إله واحد ولكن في ثلاثة أشكال".
9) جانغوُّل هو الثالوث الإلهي عند سكان شمال أستراليا الأصليين ، فهو المتكون من أختين و أخ ، جاءوا إلى الأرض عبر بيرالكو (جزيرة الأموات) فأعطوا النظر الطبيعي شكله و نباته.
10) تثليث أهل باتاك (وهم أهل جزيرة سومطرا الإندونيسية) كان متكوناً من الإلهة مانوك باتياراج التي وضعت ثلاث بيضات رائعة و التي منها خرج ثلاث أطفال ، وهؤلاء الأطفال يشكلون الثالوث الإلهي للآلهة.
11) تثليث أهل هاواي هو كو و كين و لونغو.
12) لقد كانت أستليك إلهة الحب و الخصوبة الأرمينية ، "و مع إله الشمس فاهاغن و إلهة القمر أناهيت تكون تثليثاً نجمياً."
13) في لاتفيا كان التثليث يتكون من ديفس (كبير الآلهة) و مارا (الأم) ، و لايما (إله القدر).
14) وفي ليتوانيا كان التثليث مشكلاً من ديفاس (إله السماء) و بيركوناس (إله الطقس والجبال) و فيلنياس (الإله غير الشرعي المحتال و هو إله الموتى).
15) أحد أشهر التثليثات هو تثليث الشعوب الجرمانية (ألمانيا و هولندا و الدول الإسكندنافية) ويتكون هذا التثليث من: أودين و ثور و فراي ، تقول موسوعة ويكيبيديا:
"يقول بعض العلماء بأن الأساطير الشمالية [في أوروبا] لم تمت في الحقيقة وإنما بكل بساطة امتزجت بالمسيحية. فعلى سبيل المثال "التثليث" موجود في الأديان الهندأوروبية غالباً فمن أودين و ثور وفراي ليؤكد المسيحي الآب والابن والروح القدس."
16) أحد الآلهة اليونانية تدعى "هيكاتي" وهي تتكون من الآلهات مايدن و ماترون و كروني.
17) التثليث السلافي هو سفاروغ (كبير الآلهة) و بيرون (إله الرعد) و فيليس (إله الحكمة).
1 تثليث الكِلت (آباء الفرنسيين و الأيرلنديين) يتكون من: غوبنيو و لوختا و كريدن.
19) وهناك تثليثات أخرى كثيرة عند الكلت مثل: الآلهات أنان و بادب و ماخا و كذلك أيضاً مورّيغان و بادب و ميماين ، وفي إيرلندا هناك تثليث خاص بالحرب: بانبا و فولدا و إريو.
20) تثليث سكان المايا (وهم أصحاب حضارة في أمريكا الجنوبية القديمة) هو: تيبيو و غوكوماتز و هوراكان.
21) وللمايا في المكسيك هناك تثليث آخر يتكون من: هُو و هويزيلوبوتشتلي و تلالوك.
في اليونان القديمة وضع أفلاطون تثليثاً (وذلك في كتابه في القرن الرابع ق.م) يتكون من: أغاثون (الإله الأعلى الذي يمثل الآب) و لوغوس (أي الكلمة باليونانية) و سايك (أي الروح أو النفس أو الشبح باليونانية) ، ومن هنا أخذت المسيحية التثليث.
. . . إلخ.

لم يكن التثليث مخصوصاً على هذه الأمم فقط فهناك أيضاً الفينيقية و سكان سيبيريا و بيرو وآخرين غيرهم وكلهم عبدوا آلهة تثليثية بين عدد كبير من الآلهة الأخرى وذلك بفترة طويلة جداً قبل وجود يسوع المسيح. فيسجل ويليام ف. ألبرايت ملاحظاته في كتابه "من العصر الحجري إلى المسيحية":
"مصادرنا العلمية المتعلقة بالوثنية القديمة هي الأساطير التقليدية للفينيقيين واليونانيين و الروم فملاحظة المؤرخين القدماء و بحوثات علماء الآثار على البقايا التذكارية للآشورية و مصر . . . إلخ ، فإنه من المهم أولاً أن نذكر ملحوظة وذلك أن كل آلهة وآلهات القدماء المختلفة من خلال معرفتها بأسماء كثيرة وشخصيات مختلفة مع إمكانية حلها في واحد من الأشخاص بتثليث مركب من أب و أم و ابن ، وهذه الحقيقة كانت معروفة لدى البدائيين ، ويجب أيضاً ملاحظة كون الأب والابن قد انصهرا في واحد وهذا هو السبب في أنه كان هناك تجسيداً أسطورياً للابن الذي بالرغم من كونه هو نفسه إلا أنه ابنه من الإلهة."

مهما يكن . . فإن تثليث الأب و الابن و الروح القدس لم ينشأ إلا على يد الكنيسة الأرذودوكسية وتبعتها في ذلك الكاثوليكية والبروتستانتية ، وهناك عقائد أخرى لفرق وكنائس مسيحية أخرى كتثليث الأب و الابن والأم (من دون الروح القدس) ، تقول موسوعة "الإنسان و الأسطورة و السحر" (Man, Myth & Magic) تحت عنوان "مريم":
"ولكن الحماس الشعبي لم يُكبح ، فعند الكثير من الأساقفة المسيحيين أخذت مريم مكان إلاهات العالم الرومي واليوناني العظيمات مثل إزيس و سيبيل ، ففي هذه البيئة قام أسقف سالامس اسمه إبيفانيوس (315-403 تقريباً) بإشارة مهمة إلى نساء معينات في ثريس و سكيثيا و العربية و اللاتي عبدن مريم بتقديم كعكة خاصة لها كما كان معهوداً عند الإلاهات الوثنية . . . لقد كانت [مريم] تُمثَّل في بعض الأحيان جالسة إلى جانب الله الآب و الله الابن لتكون ثالوثاً إلهياً من الآب و الابن و الأم العذراء."

لماذا التثليث
لماذا تبنى المسيحيون التثليث؟ بدراسة المظاهر التاريخية لديانات مختلفة نكتشف بأن مفهوم التثليث (ومثله التثنية و التربيع) ماهي إلا وجه من وجوه الوثنية ذات الآلهة المتعددة ، فمثل هذه المعتقدات تنتج عن جمع عدداً من الآلهة مع بعضها البعض و اعتبارها واحدة ، فالفلسفة المسيحية للتثليث تأصلت من التثليث اليوناني ، فمثلاً كتب الفيلسوف الوثني اليوناني أرسطو شارحاً فلسفتها مئتي سنة قبل المسيحية:
كل وأي شيء مشمول بالعدد ثلاثة فالنهاية و الوسط والبداية لها رقم الكل وذلك هو التثليث" ومرة أخرى تذكر بأن هذا مقولة أرسطو هذه لم تكن بعد المسيحية بل قبلها ، فإذا ذهبت في المرة القادمة إلى كنيسة فمن فضلك شارك القس ما قاله أرسطو عن فلسفتهم الوثنية ، و أرجوا أن تريه إلى جانب التثليث اليوناني التثليث الهندوسي أو المصري و إلا أعطه هذا الكتاب ليقرأ ، ورجاءاً انتظر إجاباته و ملاحظاته على هذا الكتاب ، صدقني سيحاول جعلك تغلق عينيك عن هذا الموضوع ، فسيسألك ألا تشوش على نفسك ، فهو يريدك أن تكون ساذجاً و تابعاً أعمى ، ولكن صدقني لن يستطيع تفنيدها لأنه لا يعلم عنها شيئاً كما هو الحال مع غالب قادات الكنيسة الذين قابلتهم شخصياً ، فبعض المسيحيين يعطيني أجوبة عوجاء ملتوية كأن يقول بأن الشيطان هو الذي علم سر التثليث للأمم السابقة ، فأجيبهم نعم إن الشيطان هو الذي علّم هذه الفلسفة للشعوب القديمة وهو نفسه الذي مؤخراً علّم آباء الكنيسة.
ولربما سألتني كيف أقام الشيطان فكرة التثليث؟ لتجد إجابتك لن تحتاج إلى بحث شاق فإنه يكفيك النظر إلى التثليث المصري القديم ، و سوف تسألني الآن لم أحلتك للأساطير المصرية؟ والجواب هو أن الأساطير المصيرية مثال جيد لفهم كيفية ابتداع هذه الفلسفة.
فبعد أن عرض صامويل شارب قائمة من الآلهة المصرية في كتابه "الأساطير المصرية و المسيحية المصرية (Egyptian Mythology and Egyptian Christianity) أخذ يشرح:
"القائمة الطويلة من الآلهة [المصرية] . . . كانت أيضاً تزداد بطريقتين:
أن يقوم الكاهن بعض الأحيان بإضافة إلهاً جديداً عن طريق توحيد اثنين أو ثلاثة أو أربعة في واحد ، وفي أحيان أخرى بتقسيم الواحد إلى اثنين أو ثلاثة أو أكثر ، فبذلك يكون لدينا حورس و رع يشكلان [الإله] حورس_رع وهو مايسميه اليونانيون أروريس ، ومن أوزيريس و أبيس (ثور ممفيس) كوّن كهنة ممفس أوزيري_أبيس أو سيرابيس . . . ومن نيف الروح و رع الشمس كوّنوا نيفرع ، ومن سيبيك و رع كوّنوا سيبيك_رع ، فبهذه الطريقة عبد المصريون جمعاً بتوحيد.
وفي حالة التقسيم لديهم اثنين باسم أنوبيس (واحد لصعيد مصر و الآخر لأسفل مصر ) و بعد ذلك ازداد أكثر حتى أصبح ستة لذلك الاسم ، و قد قسّموا حورس إلى ثلاثة أشخاص على أساس أن كل شيء كامل يكون له ثلاثة أجزاء ، فبالإضافة إلى حورس الملك ابن إيزيس و حورس_رع الذي ذكرناه آنفاً صنعوا حورساً ثالثاً السكارابيوس أو الخنفساء ، وحينما جعلوا من الإله أوزيريس شخصاً جديداً المسمى بـ"أوريريأبيس" أو "سيرابيس" دمجوا إلهاً آخراً معه وهو يفتاح ليكونوا شخصية يفتاح_سوكار_أوزيريس.
كما كانت الآلهة في مجموعات كثيرة جداً متكونة من ثلاثة فكل مدينة كانت لها ثالوثها الخاص ، ففي طِيبة كان التثليث أمون_رع و أثور و خونصو أو الأب و الأم والابن ، و أحياناً كانوا مرتَّبين بالأب و الابن والأم فيكون خونصو بين أبويه ، وفي أبو سمبل و الدير بالنوبة يكون التثليث بيفتاح و أمون_رع و حورس_رع وهؤلاء الثلاثة هم من كان رمسيس الثاني يقدم الفلسطينيين قرابيناً لهم في معابد بيروت ، وفي أبوسمبل عبد الملك أيضاً أمون-رع و حورس-رع و حورس (الخاص بمصر السفلى) ، وفي وادي صبوة يجلس في مجموعة مع يفتاح ونيف و أثور، وفي سلسيليس يعبد أمون-رع و حورس-رع و حبيمو إله النيل ، وفي فيلاي كان التثليث أوزيريس و إيزيس و حورس ، وهي المجموعة الشائعة لأكثر مناطق مصر .
وهناك مجموعات أخرى تتكون إيزيس و نيفثيس و حورس ، أو إيزيس و نيفثيس و أوزيريس ، ومن اجل حب الغموضيات والغيبيات أخذت الكهنة تعلن غالباً بأن الثلاثة بطريقة لا توصف يكونون شخصاً واحداً . . . نحن لدينا نقوشاً هيروغليفية في المتحف البريطاني ترجع إلى فترة حكم سيفيخوس (القرن الثامن قبل الميلاد) تبين أن عقيدة التثليث في توحيد كان سابقاً قد شكّل جزءاً من دينهم وتصرح بأن آلهة كل من المجموعتين التين ذكرناهما عبارة عن ثلاثة آلهة يشكّلون شخصاً واحداً (وذلك في النقش المصري Pl. 36, 4, 5) ، كما أن الشخصيات المنحوتة على غطاء التابوت الحجري لرمسيس الثالث (الموجودة الآن في كامبريدج) تبين لنا أن الملك لم يكن فقط واحداً من مجموعة ثلاثة آلهة بل كان أيضاً تثليثاً في واحد في شخصه نفسه."
إذن وكما رأينا بوضوح أن العقيدة التثليث أحد الأشكال الرئيسية لتعدد الآلهة والتي تناقض عقيدة التوحيد ، يقول جون رالستون ساول:
"ثلاثة في واحد /واحد في ثلاثة غموض الأب و الابن والروح القدس تشكل تثليث إلهي رسمي ، لحق به ما يقارب تأليهاً للعذراء مريم مما جعلها تربيعاً ، وفي النهاية إضافة عدد كبير من القديسين زاد التربيع التأليهي مما جعل المسيحية ديناً شركياً من الطراز القديم الصرف ، ففي وقت الهجمات الصليبية كانت أكثر ديانة شركية على الإطلاق بعد الهندوسية ، مع هذا التناقض المتعذر الدفاع بين تأكيد التوحيد و حقيقة الإشراك بالله كانوا يتعاملون معه باتهام الديانات الأخرى بالعيب المسيحي. فالكنيسة الكاثوليكية و بعدها البروتستانتية انقلبت ظلماً على أكثر ديانتين وضوحاً في نظرتها التوحيدية –اليهودية والإسلام- فقد اضطهدوهم ككفار أو وثنيين ، التاريخ الظاهري للمسيحية يتكون من كمية كبيرة من الاتهامات على الأديان الأخرى بأنها تعتمد على عبادة أكثر من إله وبناءاً على ذلك (فهي لم تعتمد) على الإله الحقيقي ، فهؤلاء الوثنيين (أي اليهود والمسلمون) يجب تغيير دينهم أو احتلالهم وقتلهم ، و ما ذلك فعلهم إلا من أجل مصالحهم الخاصة في الانتفاع من تفرد الثالوث المقدس زائداً ملحقاته......



فالكاتب و من خلال دراسة تاريخية وجد و كما سيجد كل عاقل أن التثليث فكرة جديدة في المسيحية ....

جاءت بعد وفاة السيد المسيح عليه السلام.....و للكلام بقية....

دعوة حوار مفتوحة للجميع


www.proud2bemuslim.com/montada
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.06923 seconds with 10 queries