أهلا بالجميع:
ولا زلت عند رأيي كما كتبته في الرد السابق، للأسباب التي ذكرتها، ولأن اللغة العربية الفصحى ليس لها موقع في هذا المنتدى، لأن اللغة الدارجة هي اللهجة العامية،.
يا سادة يا كرام:
بلاغة القرآن ومعجزاته اللغوية والبلاغية قد أعجزت وأبهرت علماءا كبارا تبحروا في النحو والصرف والبلاغة والنقد، ولم يسعهم إلا أن ينثنوا راكعين ساجدين لرب هذا القرآن المعجز، مقرين بأن هذا ليس كلام بشر، وليس المقام هنا يتسع لذكر ما قاله مدحا وتبجيلا شيوخ العربية مثل: الخليل بن احمد وسيبويه والفراء والكسائي وابن هشام ,,,
هذا القرآن حفظ لغة العرب من الإضمحلال والتغيرات التي أصابت اللغات الأخرى ، وكما فعل بلغة العالم اليوم الإنجليزية، فقارؤها المتمكن لا يستطيع قراءة بعض الكتابات المدونة منذ قرون قليلة...
أعود فأقول:
يرد القصص في مواضع ومناسبات، وهذه المناسبات التي يساق القصص من أجلها، هي التي تحدد مساق القصة، والحلقة التي تعرض منها، والصورة التي تأتي عليها، والطريقة التي تؤدى بها، تنسيقاً للجو الروحي والفكري والفني الذي تعرض فيه، وبذلك تؤدي دورها الموضوعي، وتحقق غايتها النفسية، وتلقي إيقاعها المطلوب· ويحسب الناس أن هناك تكراراً في القصص القرآني، لأن القصة الواحدة يتكرر عرضها في سور شتى، ولكن النظرة الفاحصة تؤكد أنه ما من قصة، أو حلقة من قصة، قد تكررت في سورة واحدة، من ناحية القدر الذي يساق، وطريقة الأداء في السياق، وأنه حيثما تكررت حلقة، كان هنالك جديد تؤديه، ينفي حقيقة التكرار...
وقصة موسى مثال لهذا القصص المبين:
أراد أن يصور لنا هذا الموقف بأساليب عدة وألفاظ مختلفة، ليعطينا صورة كاملة للموقف بجميع أبعاده، وزواياه، فالله تعالى الذي يعلم خواطر النفس وما يجول بداخلها، قد أعطانا صورة تحليلية لما كان يجول في خاطر موسى ـ عليه السلام ـ في هذا الموقف الجديد الذي فوجئ به وهو سائر في الصحراء مع أهله، فموسى قال لأهله عبارة واحدة، ولكن كان يجول بخاطره ما لم يفصح عنه، فأخبرنا الله سبحانه وتعالى بالموقف مع بيان الحالة النفسية التي كان عليها موسى في ذلك الوقت، انظر قوله تعالى في سورة طه:
(إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا اني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى) .
وقوله تعالى في سورة النمل:
(إذ قال موسى لأهله إني آنست ناراً سآتيكم منها بخبر أو آتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون ) .
وقوله تعالى في سورة القصص:
(فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور ناراً قال لأهله امكثوا إني آنست ناراً لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون) .
فموسى ـ عليه السلام ـ لما رأى النار أمر أهله أن يمكثوا في مكانهم لا يبرحون، حتى يأتيهم بخبر يسرهم، أو يأتيهم بقطعة من النار يستدفئون بها، فهذان مطلبان، لكل تارة يقدم هذا ويؤخر ذلك تبعا لحاله النفسية، وفي مثل هذا الموقف العصيب لرجل مهاجر في الصحراء، ومعه أهله، والليل ليل قر، والمكان موحش، وقد رأى على البعد نارا موقدة، ومثل هذا الموقف لا بد أن تتحرك فيه نفسه، ويدور في خلده كثير من المعاني، فتنقبض نفسه تارة، وتنبسط تارة أخرى، هذه النار التي رآها وظنها ناراً عادية، هل هي عند قوم كرام، أم عند قوم لئام، قطَّاع طرق، لا يرجى منهم خير···؟ وهل هذه القطعة من النار التي يريد إحضارها؟، هل هي جذوة أم شهاب أم قبس···؟ كل ذلك تبعا لما يدور في رأسه من احتمالات متعددة، فبيان الموقف مع بيان الحال النفسية التي كان عليها موسى ـ عليه السلام ـ يستدعي هذه العبارات الثلاث،حتى ينقل إلينا القرآن ذلك الموقف بكل لقطاته ومعانيه، فمنطوق موسى أمر واحد، ولكن ما كان يجول في خاطره أمور عدة·
------------------
لو قرأ سيبويه ردودكما وتمعن في عجائب سبك معانيها، وانتقاء مفرداتها، وخلوها من الأخطاء الإملائية والنحوية، لمات من حينه قهرا ( أمزح ..
----------------
استاذ vtoroj-alexei:
أليس هناك معان بلاغية من تكرار الوقت في النصوص التالية؟:
1 لِكُلِّ شَيْءٍ زَمَانٌ، وَلِكُلِّ أَمْرٍ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ وَقْتٌ:
2 لِلْوِلاَدَةِ وَقْتٌ وَلِلْمَوْتِ وَقْتٌ. لِلْغَرْسِ وَقْتٌ وَلِقَلْعِ الْمَغْرُوسِ وَقْتٌ.
3 لِلْقَتْلِ وَقْتٌ وَلِلشِّفَاءِ وَقْتٌ. لِلْهَدْمِ وَقْتٌ وَلِلْبِنَاءِ وَقْتٌ.
4 لِلْبُكَاءِ وَقْتٌ وَلِلضَّحْكِ وَقْتٌ. لِلنَّوْحِ وَقْتٌ وَلِلرَّقْصِ وَقْتٌ.
5 لِتَفْرِيقِ الْحِجَارَةِ وَقْتٌ وَلِجَمْعِ الْحِجَارَةِ وَقْتٌ. لِلْمُعَانَقَةِ وَقْتٌ وَلِلانْفِصَالِ عَنِ الْمُعَانَقَةِ وَقْتٌ.
6 لِلْكَسْبِ وَقْتٌ وَلِلْخَسَارَةِ وَقْتٌ. لِلصِّيَانَةِ وَقْتٌ وَلِلطَّرْحِ وَقْتٌ.
7 لِلتَّمْزِيقِ وَقْتٌ وَلِلتَّخْيِيطِ وَقْتٌ. لِلسُّكُوتِ وَقْتٌ وَلِلتَّكَلُّمِ وَقْتٌ.
8 لِلْحُبِّ وَقْتٌ وَلِلْبُغْضَةِ وَقْتٌ. لِلْحَرْبِ وَقْتٌ وَلِلصُّلْحِ وَقْتٌ.
------------------------
(سآتي ) إلى نهاية الحديث، شكرا لكما و( لعلي ) لن أعود إلى التعقيب هنا مرة أخرى،
دخلنا ضيوفا ولا نحب أن نعود متطفلين...
سلامي..
روى الطبري في تاريخه عن التعصب والعصبية أن طلحة النميري قال لمسيلمة المتنبيء:
«أشهد أنك كذاب وأن محمداً صادق، ولكن كذاب ربيعة (مسيلمة) أحب إلينا من صادق مضر (محمد)»!!
|