الحـــمد للــــه رب العالمين .. الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم .. وكرمه فاستخلفه في الأرض .. وحملّه أمانة النهوض بعمارتها .. وإقامة الحياة والعدل في ربوعها .. والحمـــد للـــه الذي كرّم أمتنا فبوأها مواقع الوسـطية بين الأمم .. وشرفها بمهمة الشهود الحضاري على الناس .. وأصلي وأسلم على المبــــعوث رحمـــــــة للعالـــمين .. إمامـــنا وقـــرة أعيـــننا .. الهـــادي البشـــير .. ســـــيدنا ورســـولنا محمد ابن عبد الله .. رافع لواء العالمية العادلة في الأرض .. ورائد العولمة الراشدة بين الناس .. وأصلي وأسلم على آل بيته الأطهار الأخيار .. وعلى جميع صحابته الغر الميامين الأبرار.. وأما بعد :
لا أحسب أحدًا يجادل أن العالم اليوم يعاني من أزمة حادة في أمنه واستقراره ..
ولا أحسب أحدًا يماري أن اضطراب المفاهيم واعتلال موازين الرشد .. وتدهور القيم والأخلاق .. تشكل مصدرًا أساسًا لحالة الرعب التي تنتاب المسير البشرية ..
وفي المقابل يبدو لي أن عقلاء العالم وحكماءه مجمعون على أن الظلم واختلال معايير العدل .. هي الجذر العميق لكل ما يعانيه العالم من شرور ومخاطر .. ولما يقاسيه من فساد وإفساد في أغلب أحواله الاجتماعية والثقافية والبيئية .
" ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون "
41 / الروم - 30
حقًا إن البشرية اليوم في ضنك ! لما .. ؟ والجواب من رب الناس جلّ شأنه :
" ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى "
124/ طه-20
|