السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلنا يعرف ابو الانبياء ابراهيم عليه السلام وولديه اسماعيل واسحق
ويتمسك اهل الكتاب عادة بقول سارة (لإِبْراهِيمَ : اطْرُدْ هَذِهِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا، لأن ابْنَ الْجَارِيَةِ لا يَرِثَ مَعَ ابْنِي إِسْحقَ) كدليل للجزم على ان نسل اسماعيل لا يرث النبوة. وفي السطور التالية اسوق لكم بعض المقاطع من الكتاب (المقدس) منتظرا منكم الاجابة على بعض التساؤلات:
سفر التكوين:
15وَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: سَارَايُ امْرَأَتُكَ لاَ تَدْعُو اسْمَهَا سَارَايَ بَلِ اسْمُهَا سَارَةُ. 16وَأُبَارِكُهَا وَأُعْطِيكَ أَيْضاً مِنْهَا ابْناً. أُبَارِكُهَا فَتَكُونُ أُمَماً وَمُلُوكُ شُعُوبٍ مِنْهَا يَكُونُونَ». 17فَسَقَطَ إِبْرَاهِيمُ عَلَى وَجْهِهِ وَضَحِكَ وَقَالَ فِي قَلْبِهِ: «هَلْ يُولَدُ لِابْنِ مِئَةِ سَنَةٍ؟ وَهَلْ تَلِدُ سَارَةُ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِينَ سَنَةً؟». 18وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِلَّهِ: «لَيْتَ إِسْمَاعِيلَ يَعِيشُ أَمَامَكَ!» 19فَقَالَ اللهُ بَلْ سَارَةُ امْرَأَتُكَ تَلِدُ لَكَ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ إِسْحَاقَ. وَأُقِيمُ عَهْدِي مَعَهُ عَهْداً أَبَدِيّاً لِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ. 20وَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ فَقَدْ سَمِعْتُ لَكَ فِيهِ. هَا أَنَا أُبَارِكُهُ وَأُثْمِرُهُ وَأُكَثِّرُهُ كَثِيراً جِدّاً. اثْنَيْ عَشَرَ رَئِيساً يَلِدُ وَأَجْعَلُهُ أُمَّةً كَبِيرَةً. 21وَلَكِنْ عَهْدِي أُقِيمُهُ مَعَ إِسْحَاقَ الَّذِي تَلِدُهُ لَكَ سَارَةُ فِي هَذَا الْوَقْتِ فِي السَّنَةِ الْآتِيَةِ
ففي هذا الكلام نلاحظ ان ابراهيم في العدد 18 يطلب من الله ان تتركز أيضاً المواعيد في اسماعيل فهو يقول للرب : (( لَيْتَ إِسْمَاعِيلَ يَعِيشُ أَمَامَكَ! )) فهل سمع الله لطلبته ؟
لنقرأ الجواب في العدد 20 : (( وَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ فَقَدْ سَمِعْتُ لَكَ فِيهِ. هَا أَنَا أُبَارِكُهُ وَأُثْمِرُهُ وَأُكَثِّرُهُ كَثِيراً جِدّاً. اثْنَيْ عَشَرَ رَئِيساً يَلِدُ وَأَجْعَلُهُ أُمَّةً كَبِيرَةً. ))
انتبه اخي القارئ
الا ان الرب اراد ان تظهر و تبدأ البركة في اسحاق أولاً ، فقال لإبراهيم : (( وَلَكِنْ عَهْدِي أُقِيمُهُ مَعَ إِسْحَاقَ الَّذِي تَلِدُهُ لَكَ سَارَةُ فِي هَذَا الْوَقْتِ فِي السَّنَةِ الْآتِيَةِ ))
لا كما فهم البعض بأن اسماعيل سيكون محروم من الوعد والنبوة ، والدليل اننا نجد انه بعد ولادة اسحق بدأت الغيرة تدب في قلب سارة وبدأت تؤثر ابنها اسحاق على اسماعيل وبدأت تطلب من ابراهيم أن يعزل هاجر وابنها عن المشاركة في البيت
[ التكوين 21 : 9 ] : (( وَرَأَتْ سَارَةُ أَنَّ ابْنَ هَاجَرَ الْمِصْرِيَّةِ الَّذِي أَنْجَبَتْهُ لإِبْرَاهِيمَ يمزح فَقَالَتْ لإِبْراهِيمَ : اطْرُدْ هَذِهِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا، لأن ابْنَ الْجَارِيَةِ لا يَرِثَ مَعَ ابْنِي إِسْحقَ. فَقَبُحَ الكلام جداً فِي عيني إِبْرَاهِيمَ مِنْ أَجْلِ ابْنِهِ. فَقَال اللهُ لَهُ : لاَ يَسُوءُ فِي نَفْسِكَ أَمْرُ الصَّبِيِّ أَوْ أَمْرُ جَارِيَتِكَ، وَاسْمَعْ لِكَلاَمِ سَارَةَ فِي كُلِّ مَا تُشِيرُ بِهِ عَلَيْكَ لأَنَّهُ بِإِسْحقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ. وابْنِ الْجَارِيَةِ أَيْضاً سأجعله أمة لأَنَّهُ نسلك ))
نفهم نم قول سارة (( ابْنَ الْجَارِيَةِ لا يَرِثَ مَعَ ابْنِي إِسْحق )) ان اسماعيل ايضا سيرث وهذه ما يدعم نظريتي السابقة
والدليل الآخر
عندما قالت له سارة هذا الكلام فان ابراهيم قد استقبحه في نفسه لذلك فإن قول الرب لإبراهيم : (( وابْنِ الْجَارِيَةِ أَيْضاً سأجعله أمة لأَنَّهُ نسلك )) جاء كرد لما قالته سارة أي ان اسماعيل سيرث ايضا النبوة مع اسحاق .
ونجد ايضا في سفر التكوين[ 21 : 17 _ 21 ] : (( وَسَمِعَ اللهُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فَنَادَى مَلاَكُ اللهِ هَاجَرَ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ لَهَا: مَا الَّذِي يُزْعِجُكِ يَاهَاجَرُ؟ لاَ تَخَافِي، لأَنَّ اللهَ قَدْ سَمِعَ بُكَاءَ الصَّبِيِّ مِنْ حَيْثُ هُوَ مُلْقًى. قُومِي وَاحْمِلِي الصَّبِيَّ، وَتَشَبَّثِي بِهِ لأَنَّنِي سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً عَظِيمَةً. ثُمَّ فَتَحَ عَيْنَيْهَا فَأَبْصَرَتْ بِئْرَ مَاءٍ، فَذَهَبَتْ وَمَلأَتِ الْقِرْبَةَ وَسَقَتِ الصَّبِيَّ. وَكَانَ اللهُ مَعَ الصَّبِيِّ فَكَبُرَ، وَسَكَنَ فِي صَحْرَاءِ فَارَانَ، وَبَرَعَ فِي رَمْيِ الْقَوْسِ. وَاتَّخَذَتْ لَهُ أُمُّهُ زَوْجَةً مِنْ مِصْرَ.))
وهنا يؤكد ويقول ( قُومِي وَاحْمِلِي الصَّبِيَّ، وَتَشَبَّثِي بِهِ لأَنَّنِي
سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً عَظِيمَةً)
لذلك فاني ارى ان الله ايضا قد بارك في اسماعيل ولم لا وهو الرب العادل؟ وجعل في نسله النبوة
وتجدر الاشارة ان اسماعيل قد ختن وبهذا الختان يكون اسماعيل قد اشترك في العهد الذي قطعه الله مع إبراهيم أبيه
(( هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم وبين نسلك من بعدك : يختن منكم كل ذكر فتختنون في لحم غرلتكم ، فيكون علامة عهد بيني وبينكم )) ( تكوين 17 : 10 )
لذلك فان الله وعد وقال ان امة اسماعيل:
سيجعله أمه كبيرة [ تك 17 : 20 ] : (( وَأَجْعَلُهُ أُمَّةً كَبِيرَةً. ))
سيجعله أمة عظيمة [ تك 21 : 18 ] : (( لأَنَّنِي سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً عَظِيمَةً ))
ركز معي:
ومن المعروف ان امة اسماعيل هي امة العرب... صح ولا لا
وايضا نعرف بان العرب كانوا قبائل متناحرة فيما بينها تعبد الاوثان ومستحقرة من ابناء يعقوب واسحق وباقي الامم
اذن، متى وفّى الله بوعده؟ ام ان الله لن يفي بوعده ولن يجعل امة اسماعيل عظيمة (حاشا لله وهو الحق العادل)؟
من المعروف ان امة العرب لم تقم لها قائمة الا بظهور الاسلام ولم تظهر لها عزة الا بالاسلام، صح ولا لأ؟
ونجد ايضا من سفر التثنية [ 33 : 1 _ 2 ] إذ قال موسى: (( وتلألأ من جبل فاران )) منبهاً الى رسالة ونبوة اسماعيل عليه السلام ومحمد من بعده ومن نسله ايضا.
فارجو من النصارى ان يكون نقاشهم علميا بعيدا عن السخرية والتهكم وآسف على الاطالة
النص الكامل تجدونه على موقع
www.alhakekah.com
قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا و بينكم أن لا نعبد إلا الله و لا نشرك به شيئا و لا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنَّا مسلمون