26/11/2009
|
#273
|
عضو
-- أخ لهلوب --
نورنا ب: |
Aug 2009 |
مشاركات: |
205 |
|
26 تشرين الثاني

لقد علمتني خبرتي أهمية تلك الفسحات من الوقت التي ترتدي طابعاً حاصاً ، و حدث ذلك في السنوات الأخيرة من حياة والدتي ، إذ كنت أزورها مرة في الأسبوع و كانت طريحة الفراش . كنت أجلس إلى جانب سريرها ، و نحن في البيت لوحدنا و ما من مجال للتنقل أو من أمر يحول انتباه أحدنا عن الآخر . كنت أبدأ عادة بالكلام عن أمور تجول في نفسي كصعوبات أختبرها في طبعي ، كانتقالي السريع مثلاً من حالة نفسية إلى حالة أخرى ، أو شعوري بالخوف من الموت ، إلى ما هنالك ، و كانت والدتي تُحسن الإصغاء ... و كلنا يعرف أن في االنفتاح الصادق بعض عدوى ، فتأخذ والدتي تحدثني عما يجول في نفسها و عما تشعر به ، و كيف أنها ما كانت تخشى الموت ، بل تُرعبها فكرة الألم .
إن المخاطرة في الانفتاح أكثر حكمة من أن نتخفى وراء الأقنعة و الحواجز ،
و نعيش آلاماً تتردد أصداؤها في سلوكنا لأننا نأبى أن نُفصح عنها في كلامنا . و إذا أردنا أن نحبّ الآخرين حقاً ، علينا أن نتذكر أن المشاكل التي نكتبها ، أو نحاول أن تُسكت فينا ، إنما تشكل عوائق كبرى لمثل هذا الحب . إنها كآلام الأسنان فينا ، تُبقينا منغلقين على ذواتنا ، و تحول دون تحررنا لنعيش ذواتنا فنتمكن من الانطلاق نحو الآخرين .
|
|
|