الموضوع: هلوسات مبللة
عرض مشاركة واحدة
قديم 16/10/2009   #10
شب و شيخ الشباب فايق ورايق ومدايق
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ فايق ورايق ومدايق
فايق ورايق ومدايق is offline
 
نورنا ب:
Sep 2009
المطرح:
في نعشٍ في مقبرة الزمان
مشاركات:
195

إرسال خطاب MSN إلى فايق ورايق ومدايق
افتراضي هلوسات ماقبل الموت طحناً....


أحسّ نفسه بطاحونة، كانت أضلاعه تؤلمه حدّ الصراخ، أدرك أنّه لم ينته بعد، كان يمني نفسه بشيء ٍمن موت، أو أي شيء يجعل أضلاعه تخرس للأبد، ذلك الألم أو سمه كما شئت جعله ينسى الأبجديّة كلها ما عدا حرفي آ.. ه … نهش جسمه اعتصره بكل قوّة، سرق الضوء من عينيه فلم يعد يرى سوى موتى جاؤوا يلقون تحيّة تقرّب دون ابتسامةٍ ولا موّدة.
شعر برأسه يدق ُُّبمطرقة، بل أن المطرقة قد استخدمته كمدق ٍ لها في كل شيء ! على النوافذ الجدران وحتى الأبنية الشاهقة ، بنات عقله بل النساء في الشارع لا يعرف من، لا عرف من بالتحديد كلن يبكين ويتعالى النواح للسماء السابعة ويعود ليدق رأسه بعنف على أرض ٍ يتراكض المارّة فوقه بحثاً عن أنفسهم كما كان يفعل هو كل يوم ..
قلبه! أين قلبه، هرب خوفاً من الألم.. تسلل بعيداً، تخلى عنه كما يفعل عادةً ! بدأ يبحث، أراد أن يتلمس نفسه ليشعر بنبض ليسمع سيل حياة في شريان ٍما.. لكنه لم يستطع منذ زمن فقد الشعور هذا أو حتى الاحساس برقصات الدم والقلب معاً، لم يكن يهمه الأمر لمجرد أنه يتنفس بأمان، لكن الأنفاس حتى الأنفاس الآن فُقدت، أحجار الهموم والخوف تراكمت فوق صدره حرمته شهيقه وزفيره وحتى صوته لم يكن متأكدً انه كان يتكلم قبل ذلك أم أنه ولد أبكم.
هذه النهاية التي يريدها، دهساً بسيارة..!! كان يريد الشهادة في سبيل علمٍ أو أرض لا أكثر ولا أقل، حلمٌ اقترب حدّ الابتعاد، بدا له للحظة أن أصعب مافي الكون أن يموت طحناً أن تسبقه أضلاعه للمقبرة أن يشعر بها أمام عينيه تموت وتتفت ويصبح على يقين أن أنجح طبيب عظام في المجرّة لن يستطيع أن يعيدها لمكانها حيث يستمرا بالحياة معاً، فيضطر للحاقها إلى مراسم الدفن جلدةً رخوة لا شيء فيها سوى عينان تمزقتا من شدّة البكاء .. ويُلقى التراب على نفسه جميعاً ،جسداً وروحاً، عظاماً وقلباً.. عينان.. ولا يدركون صلة حياتهم بل صلة الموت فقط.
أراد أن ينهي ما بدأ، تناس كل ما شعر به ليصل إلى مقعد دراسة، جلس كميت .. أو يتيم، أمسك القلم ليذبح آخر ما تبقى من الحلم، ليشرب آخر قطرة ٍ في الدنيا من نجاح، ليودعها بطمأنينة رغم أنه ما زال بحاجتها، عشرون عاماً أمضاها بين الحروف، كان من السهل أن يتعامل معها ربما لأنهما تربيا معاً على صفحات دفتر وبين دفتي كتاب، كان الحرف وهو على صلةٍ يجعلهما واحد، حتى أنه رأه يبكي لألمه، وجوده معه يريحه أكثر من أي شيء وكأنّ الكتابة أو القراءة دواءٌ لم يكتشفه الأطباء بعد، كان والورق من عجينة وحده ولذلك هو وحده كفيل ٌبمعرفة ألمه ، جعله في 90 دقيقة يتذكر الماضي كأحجية يركبها دون أن يشعر،صورٌ كثيرة، أناسٌ أحبهم، عشق الحديث معهم، ذكرياتٌ لا تُحصى، أحلام ٌ لم تنته … أوشك أن يودعها إلا أن الله ما كتب له ذلك، وأيقن أن الضربة التي لا تقتله تزيده قوّة.

بقلمي...
فايق

أنا دائماً لوحدي ,,, بعزفي ,,, ونزفي ,,, وأحتراقي ,,, وجبروتي ,,, وسعادتي..
أشياء غير قابلة للتفاوض (قـــلــبـي ,, هــــي ,, و أنـــــا)
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03834 seconds with 10 queries