تعقيب
قصيدة بورخيس هي امتداد لقصصه. الفرق في الوزن والقافية. فبورخيس قبل كل شيء هو رجل ادب. وادبه ولد من الادب عينه مثل غصن زاه وشاذ. وهو تحديد يكاد يختصر كل تحديد او تأويل. وعليه، نرى ان اريوسطو والعرب بنيت على ملحمة اورلاندو او رولان الساخط
Orlando Furioso لأريوسطو. وهذا الاخير بنى ملحمته ايضا على ملحمة اورلاندو العاشق ِِِOrlando Amoraso لمواطنه ماريا ماتييو بواردو (1441- 1494). كما بنى هذا الاخير ملحمته ايضا على انشودة رولان La Chanson de Roland الملحمة الشعرية الوطنية الفرنسية في القرن الثاني عشر.
اذن لفهم قصيدة بورخيس يجب الالمام بتلك الملاحم. وهنا اضاءات تساعدنا على ذلك.
يُعد لودويكو أريوسطو (1474-1533) من كبار شعراء ايطاليا الذين برعوا في نظم الملاحم والمقطوعات الغنائية. قضى شبابه في بلاط فيرّارا، ثم في خدمة كاردينال است ودوق فيرّارا. نظم اولى ملاحمه اورلاندو الساخط عام 1532 ليمجد اسرة است مقلّدا رجيل الشاعر الروماني الذي نظم الانيادة تكريما لأسرة يوليوس. وكان لعمله هذا من الشهرة ما حجب ذكر ينبوعه.
تبدأ ملحمة اريوسطو بتنازع فارسين من اقوى واشجع فرسان شارلمان على اجتذاب قلب انجيليكا ابنة امبراطور كاتاي. وكان جاء بها اورلاندو الى فرنسا على امل ان يستميلها اليه. فكان فارسا آخر نسيبا له في معسكر شارلمان هو رينو دو مونتوبون اغرم بها ايضا. ومضى ينافسه على التقرب منها. في هذه الاثناء كان شارلمان يستعد لشن حرب ضد العراق. فأوكل امر انجيليكا التي كانت في رعايته الى دوق بايير. لكن الاميرة تمكنت من الفرار. فوقعت اسيرة في ايدي القراصنة الذين اطلقوها في احدى الجزر طعاماً للأركة (جنس دلافين كبيرة). فلمحها الفارس روجيه من على ظهر الهيوغريف (حيوان خرافي مجنح) فهبّ لنجدتها. وفي الوقت الذي كادت انجيليكا تكلف بهذا الفارس المنقذ، حصلت منه على الخاتم السحري الذي يجعل المرء غير مرئي. وكان سلمها اياه على غفلة منه. فأغرتها نفسها اذذاك بالعودة الى وطنها. وفي طريقها صادفت في ضواحي باريس الفارس العربي ميدورو، وهو يتألم من جروحه. فعنيت به، وكان حبها الكبير.
اما اورلاندو الذي كان يبحث عن انجيليكا بعد فرارها فانتهى الى الغابة التي لجأ اليها العاشقان، فشاهد اسميهما متشابكين على اغصان الاشجار والصخور، فجن جنونه وانطلق عاريا والغضب يتأكله وراح يدمّر ويتلف الحقول.
هذا في الاسطورة. اما في الحقيقة. فأورلاندو كان ضابطا في جيش شارلمان الذي توجه لغزو اسبانيا سنة 778، وقتل في معركة وقعت عند ممرّ رونسيسالس (رونسيو)، وهي بلدة في واد مشجّر من جبال اليرينيه. قتله الاسكون (أو الباسك) سكان تلك المنطقة بعد دحرهم جيش شرلمان شرّ دحور وتقطيع اوصاله. لكن الاسطورة تنقل المعركة الى ارض اخرى، وتجعل الاعداء هم العرب، وتبالغ في الأحداث وفي شجاعة البطل اورلاندو
---------------------------------------
القصيدة و التعقيب من جريدة النهار ـ بيروت
أبو مـــــــــ1984ـــــــارال
خبز,, سلم,, حرّية
- ابو شريك هاي الروابط الي
بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف
الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة
سوريا -
|