محبة:
أنا لا أنسى أنكم تقولون بأن الله سبحانه في كل مكان، بل زعمتم أن الله سبحانه وتقدس وجل شأنه في المراحض والحشوش و غيرها من أماكن النجاسات وقد أوضحت لك من قبل أن هذا الكلام لا يمكن أن تقوله لملك من ملوك الدنيا فكيف يكون لمن له الملك في السموات والأرض ولملك الملوك؟!! سبحانه وتعالى عن ذلك.
وأخبرتك ايضا أن كلامكم هذا ـ أي أن الله سبحانه في كل مكان ـ مستلزم لأحد أمرين لا ثالث لهما وكلاهما باطل وممتنع:
1ـ إما أن يكون الله سبحانه متجزء، كل جزء منه في مكان!!
2ـ وإما أن يكون متعدد، أي: إله هنا، وإله هنا، وإله هنا... إلى مالا نهاية!!
وأخبرتك أيضا أننا نحن ـ المسلمون ـ لا نحدد الله بل نقول بأنه:
فوق في السماء مستوي على عرشه استواء يليق بجلاله وعظيم سلطانه، ومع ذلك فإنه سبحانه لا يخفى عليه شيء في السموات ولا في الأرض، لأنه سبحانه أعظم من أن تتصوره عقولنا القاصرة.
ثم إن قولك: بأن المسيح لا يقصد أن الله ليس على الأرض!
فأقول:
هذا تحريف واضح، بل لا إشكال فيه بأنه تحريف ممزوج بتحريف طبيعة المسيح عليه السلام!!
وإن قلت: كيف يكون هذا تحريف؟! فأقول: أنتم تقولون بأن المسيح عليه السلام عن يمين قوة الرب ـ على زعمكم ـ، فكيف يكون هذا وأنت تقولون بأن روح الله التي هي روح المسيح في الأرض؟! وكيف يكون ذلك والمسيح عليه السلام أخبر أنه معلم فقط لا غير، وأن ربكم في السماء؟! بل نهى أن يدعى غير الله وأخبر أن الله سبحانه في السماء، فقال: " لا تدعوا لكم أبا في الأرض ـ أي لا تدعوا من في الأرض، وهذا واضح ـ ولكن أباكم في السماء وهذا إثبات بأن الله سبحانه في السماء وليس في الأرض ـ"، وإن كانت عندك مشكلة فتأمل النص ولا تحرم نفسك من التأمل لأن هذا الأمر دين ليس لعب وهوى.
وأما قولك: يوبخهم بالكلمة وهل كل حاكم يراه شعبه عندما يصدر الأمر التوبيخ لا يأتي وجها لوجه فقط إن قصور التفكير يجعلك تتوهم هذا
فأقول:
وأي كلمة هذه التي تزعمها؟! ومن الذي قالها؟! وأين هي هذا الكلمة؟!
وأما قولك:وهل كانت امة الغسلام كلها ترى خلفائها ولنقل عمر مثلا عندما كان يدعوا للخير والصلاح ويوبخ المخطئين بقوانينه الصارمة أنت ياالحق تصيد بالماء العكر وتصيد بشكل بدائي وسهل النقض معليش الله ليس شخص لتحدد ماذا يفعل وماذا يستطيع ان يفعل
فأقول:
أولا: إعلم أن عمر رضي الله عنه لم يؤلف قوانين من هواه ولكن من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ثانيا: إن القرآن الكريم والسنة النبوية بين يديك أقرأها وانظر فيهما بتمعن: هل تجد بأنهما نهيانا عن الخطايا والذنوب؟! وهل تجد تقصير في ذلك؟! وإن اشتبه الأمر عليك فاسأل علماء الإسلام ولا تخجل لأن العلماء هم ورثة الأنبياء، ووالله لو نظرت إلى الكتاب والسنة لتجد أن كل ما فيه مضرة فهو ممنوع شرعا فقد منعه الشرع، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا ضرر ولا ضرار "، وكل أمر فيه خير تجده أمرانا باتباعه والتمسك به.
وأما قولك: لقد قال لك يوحنا وامور كثير لو كتبت بكتب لا أظن ان كتب العالم تسعها
فأقول:
لا تحيد عن الموضوع! أنت قلت بأن محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن في عهد التلاميذ حتى يعلمهم، وأنا أسألك: وهل علم الروح القدس التلاميذ عندما نزل عليهم كل شيء؟ إن قلت نعم، أقول: كيف يكون ذلك وأنت تقول بعض نبواته ظهرت والباقي سيظهر؟! وهذا يدل دلالة واضحة لا انحياد فيها بأن الروح القدس لم يعلم التلاميذ كل شيء! وهذا أمر في غاية الوضوح، يعني كلامك متناقض!!!
وأما قولك:وهل موسى لم يعذب وهل ابراهيم لم يعذب بحياته وهل محمد نفسه كان الله يحميه بالمعارك الم يكن سيموت في غزوة احد على ماأظن
اما الشغلة خيار وفقوس
وغذا كانت هكذا لماذا المسيح عندكم حماه الله من كل شر ولم يعذبه كباقي الأنبياء اهو اهم منهم
فأقول:
وهل عجز الله سبحانه بأن يكون محمد صلى الله عليه وسلم من الهالكين المقتولين في غزوة أحد؟! وهل جعل دينه ينتشر في بقاع الدنيا عجزا منه أم نصرا؟! وإن قلت: هذا مثل الشيطان، فأقول: وهل الله سبحانه ينصر الشيطان؟! والله إنه لأمر عجاب!!!
وأما قولك:المقصود هو تثبيت ان ارادته وفكره متطابق مئة بالمئة مع فكر الله لأنه روح الله ولا تنسى ان اقنوم الروح القدس هو ذات كاملة غير منفصلة هذا تعريف كلمة اقنوم واظنك فهمت القصد إن لم تفهم هناك موضوع نشرح به الروح القدس اسمه سؤال وجواب تستطيع ان تقرأ
فأقول: هذا أيضا تحريف واضح وضوح الشمس في رابعة النهار!!
لأن المقصود يبعد كل البعد عما تقول، لأنه بديهيا عندما قال المسيح عليه السلام: " ولكنه مما يسمع به "، يذهب إلى الذهن أن السامع يسمع كلاما من متكلم، وهذا أمر واضح، إلا إن كانت أذهانكم منكوسه فهذا أمر شاذ عن طبيعة البشر.
ثم إن قولك بأن اقنوم الروح القدس هو ذات كاملة غير منفصلة، فأقول: إذا كانت كما تزعم: هل تحتاج إلى سماع من غيرها وهي كاملة؟! وممن سمعت إذا كانت غير منفصلة؟!
وأما قول: وهل رايت الله
فأقول:
أتمنى ألا تحيد كثيراً، لأنك تعلم من أقصد، وإن قلت لا أعلم، فأقول: أنا أقصد البشارة التي وعدها المسيح عليه السلام، والتي أخبر بأنه يوبخ العالم على الخطيئة، والتي إلا يومنا هذا لم يأتي على الناس من يوبخ العالم على الخطايا والذنوب والمعاصي والفجور والفسوق إلا محمد صلى الله عليه وسلم، بمعنى: لو كان الروح القدس هو البشارة فإنه لم يوبخني على الخطيئة! بمعنى أوضح: لو كان يوم القيامة وسألني الرب سبحانه عن خطاياي، فسوف أجاوبه بأنه لم يوبخني عن خطايا إلا محمد صلى الله عليه وسلم وهو الذي أرسلته مبشرا ونذيرا وداعيا إليك بإذنك وسراجا منيرا، وأنت لو سألك عن خطاياك فماذا ستجاوبه؟؟؟
وأما قولك:وهل نسيت ايضا أن كتابنا موجود وللأبد
فأقول: وهل الذي بشر به المسيح عليه السلام من أنه يوبخ العالم على الخطيئة، موجود في كتابكم أنه وبخكم على الخطايا من كذا وكذا وكذا؟؟؟
وأما قولك:الجسد فاني ميت اما روح الله لا تموت وأنكار روح الله هو انكار لله بد ذاته أنتبه لما تقوله
فأقول: لا تقل علي ما لم أقله، لأن هذا كذب وافتراء!
ثم إني أقر بوجود الله سبحانه قبل أن أوجد على وجه الأرض، ثم إن قصدي واضح، وهو:
أن المبشر الموعود به لا أراه! فكيف يسألني الله سبحانه عما لا أراه! ثم بهذا القول قد نسبتم الرب سبحانه وتعالى وتقدس إلى الظلم ـ تعالى الله سبحانه عن ذلك علوا كبيرا ـ، لأن مقتضى قولكم أن الله سبحانه يحاسب العباد أنهم لم يتبعوا من لم يرونه!!! وهذا لا يكون في ملك عادل! فكيف يكون في الله ملك الملوك وأحكم الحاكمين؟!!!
وأما قولك:ظهورات مريم العذراء والمسيح ورسائله التي حوتها هذه الظهورات اكبر دليل
جلبت لك معجزة مصورة من كميرا موبايل خذها لمن تريد يقول لك انها مصورة لايف ولكنك لا تريد ان ترى او تسمع وهذه ياصديقي بصراحة تكون مشكلتك وليست مشكلتنا إن اتيت لسوريا اخبرني قبل ان تأتي لأني سأعطيك عناوين ستجعلك تهتز من الداخل لأنه لن يكون عندك جواب لما تراه ابدا
فأقول: إن الشياطين يفعلون ما يخيل لأوليائهم أنهم ألهة، بل إن بعض عباد النيران كالمجوس، يزفون الرجل الذي سيلقي نفسه في النار اكثر من زفافه إلى زواجه بل يلقي نفسه في النار ليرضي إلهه المزعوم، ثم بعد ذلك يظهر لهم شيطان بصورة ذلك الرجل ويقول: اتبعوا دينكم ولا تتركوه وإنه حق... إلى آخر زعمه!! ثم تجد الجهلة والظلمة يصدقون ذلك، بل حصلت أمور أعظم من ذلك بكثير ـ نسأل الله سبحانه أن يثبتنا على الحق ـ إنه ولي ذلك والقادر عليه... آمين.
وما ذلك إلى مصداقاً لقول الله تعالى: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} (121) سورة الأنعام
|