الموضوع: هلوسات مبللة
عرض مشاركة واحدة
قديم 03/10/2009   #4
شب و شيخ الشباب فايق ورايق ومدايق
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ فايق ورايق ومدايق
فايق ورايق ومدايق is offline
 
نورنا ب:
Sep 2009
المطرح:
في نعشٍ في مقبرة الزمان
مشاركات:
195

إرسال خطاب MSN إلى فايق ورايق ومدايق
افتراضي هلوسات ماقبل الشتاء...


تلزمني عتمة قوية في هذا الحين حتى لا يخرج عقلي عن طوره..أو ربما أن أغيب عن الوعي شهراً لأحلم كل الأحلام فلا تنقطع أحلامي أبداً..أحلامي التي تزداد مع كل وجه جديد وتتجدد مع كل فكرة وكأن شهراً يكفيها..
أستفيق بعدها لألعق بقايا السكر عن قلبي وأتخلص من ورق الهدايا القديم الذي غلفته به يوماً ثم أضعه في واجهة البيع وأظل أردد للزبائن أنه للعرض فقط..
محال أن أهديه ثانية..وما يدريني قد يأتي من يدفع ثمناً مختلفاً بشكل أو بآخر..مرتفعاً ومغرياً ككوب من الشوكولا الساخنة عصر يوم بارد ممطر..
الوقت كاد يصبح شتاءً..ومضى هو كالنسمة وكالسيف..مضى مع سحب الصيف الخفيفة..وأنا اشتقت إليه كعادتي الخرقاء..أتساءل هل يعود...تمزقني رغبتي في أن أعرف أين هو وماذا يفعل..لكنه لم يعترف حتى بحق لي في سؤاله..وأنا لا أريده أن يجرحني أكثر فهنا تتوقف قدرتي على الاحتمال..أما حبيبات الكلام التي يذرها الآخرون هنا وهناك فلا تشفي حرقتي...
وعن ماذا أبحث بعد ذلك غير عتمة تنتزعني من فم الفوضى التي تحاول مضغي وتتركني بدل ذلك أحلم بلا انقطاع..يمكنني أن أرضى بحلول بديلة..كأن يمد أحد الكواكب يداه الطويلتان ويأخذني من سريري ويحضنني إلى صدره..ثم يجلسني على كتفه ويبقيني معه طوال رحلته حول الشمس..وأنا ألوح بساقيّ في الفضاء..أبتسم للكواكب..أحرك يدي بالتحايا لكل النجوم..وترسل لي الشمس قبلة..وفي رحلة عودتي أجمع من الغيوم قطعاً وكرات..أصل مبتلة أزين بها غرفتي وأصنع منها وسائد ومقاعد طرية..ويمتثل الغيم لأمري..كطفلة تظنه قطناً ندياً..
يبدو من التعقل أن ألحق بخيالي وأشد حباله..فكل الأماكن التي يزورها بعيدة جداً وكل الأشياء التي أريد أن أفعلها تشبه رحلتي مع كوكب..أو تتضمن أميراً حقيقياً رائعاً يمسك بيدي ويشد عليها ونظراتنا تشخص إلى جبال في الأفق..وإن لم يكن هذا أو ذاك فيريد مئزراً أبيض ورموزاً سرية أفكها والوقت ينفذ..أو أجد نفسي جاسوسة في مكان ما..لأن التعقل الآن في إغماءة..وأنا لم أستخدم عقلي في التفكير منذ فترة طويلة..
أما أن أجلس في المنزل وثلاث وسائد خلف ظهري أو أتنقل كفاقد صوابه من غرفة لأخرى..أن تنطلق "أوه" من بين شفتي و أعود أدفن رأسي تحت الغطاء بمجرد استيقاظي لأؤخر ذهابي للعمل..أو أجد نفسي خلف مكتبي أتكلم رغماً عني وأضحك ضحكات لا لزوم لها..أن يغادر من أحببت هكذا ولكل هذا الوقت بلا كلمة..أن تمطر ثانية قبل أن أمسح الدموع عن خدي الروح التي تسكنني..أن يظل أبي يلاحقني بتعليماته التي لها علامتي "إلى ما لانهاية" في طرفيها..فهذا كله هراء ولا يحتمل...
أطفئوا الأضواء وأبعدوني عن كل شيء..لكن أعيدوني قبل أن تمطر ثانية..لأنها حين تمطر هذه المرة سيأخذ المطر كل ما يكدرني ... وكل ماأدركني...

بقلمي صاحب العقد...
فايق


أنا دائماً لوحدي ,,, بعزفي ,,, ونزفي ,,, وأحتراقي ,,, وجبروتي ,,, وسعادتي..
أشياء غير قابلة للتفاوض (قـــلــبـي ,, هــــي ,, و أنـــــا)
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03729 seconds with 10 queries