30/09/2009
|
#214
|
عضو
-- أخ لهلوب --
نورنا ب: |
Aug 2009 |
مشاركات: |
205 |
|
30 أيلول

هذا , في نظري , ما أراد يسوع أن يوضّحه لبطرس و لتلاميذه . فطيلة حياته معهم , و لا سيّما في أثناء العشاء السرّي , في اللحظات الأخيرة من وجوده معهم , أراد أن يشدّد على الحقيقة التالية : إنّّ مملكتي مملكة حبّ ! لا مكان فيها للمنافسة و التسلّط . و لا هي مرتع للذّة و لا ملجأ لمَن يرفض مجابهة الحياة . فالشرط الوحيد لدخول الملكوت إنمّا هو اعتناق الحبّ كمبدأ للحياة . و هنالك علامة واحدة تشير إلى هويّة المسيحيّ :
" إذا أحبّ بعضكم بعضاً عرف الناس جميعاً أنّكم تلاميذي " ( يو 13 / 5 ) .
هذا ما حاول يسوع تبيانه لبطرس عندما قال له : " إذا لم أغسلك فلا نصيب لك معي " ( يو 13 / 8 ) . فالسلطة الوحيدة في ملكوتي هي سلطة الحبّ ! و على أثر الجدال السخيف بين التلاميذ في مَن هو الأهمّ بينهم , غسل يسوع أرجلهم و قال لهم : الحقّ الحقّ أقول لكم : ما كان العبد أعظم من سيدّه , و لا كان الرسول أعظم من مرسله . أمّا و قد علمتم هذا , فطوبى لكم إذا علمتم به " . ( يو 13 / 12 - 17 ) .
عليّ أن أطرح على ذاتي السؤال نفسه مرّة : أتراني أفهم حقّاً ؟ أتراني أؤمن حقّاً أنّ يسوع دعاني لأتّخذ من الحبّ , مبدئه في الحياة , مبدأ لحياتي ؟ أتراني أفهم حقّاً أنّ هذا الالتزام هو الطريق الوحيد إلى السعادة الحقيقية ؟ تلك هي الأسئلة التي تبقى الأجوبة عنها راقدة في عمق ذاتي . و عليّ أن أحاول البحث عنها حيث هي . و هذه , بالنسبة إليّ , قضيّة حياة أو موت .
|
|
|