عرض مشاركة واحدة
قديم 19/09/2009   #5
شب و شيخ الشباب Nasserm
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ Nasserm
Nasserm is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
المطرح:
نقطة زرقاء باهتة
مشاركات:
998

افتراضي


الجولة الثانية أكّدت تفوّقه


باريس ـــ عثمان تزغارت

أكّدت الجولة الثانية من الاقتراع ليلة أمس، تفوّق فاروق حسني الذي يُحرز تقدماً كبيراً على بقية منافسيه المرشحين لمنصب الأمين العام لمنظمة «الأونيسكو». إذ نال 23 صوتاً من أصل 58، بينما لم تحصل المرشحة المدعومة من الاتحاد الأوروبي، النمساوية بينيتا فيريرو، إلا على 9 أصوات، والبلغارية إيرينا بوغوفا على 8 أصوات. وحصلت الإكوادورية ذات الأصل اللبناني، إيفون عبد الباقي التي تحظى بالتأييد الرسمي الأميركي على 8 أصوات والمرشح الروسي ألكسندر ياكوفينكو على 3 أصوات.


وفي ضوء تقدُّم المرشح المصري على منافسيه بـ 15 صوتاً، بات فوزه بالمنصب مجرد وقت. إذ ستتوالى جولات الانتخاب يومياً حتى يحرز أحد المرشحين الأغلبية المقدّرة بـ 30 صوتاً. ولعل هذه الكلمات لن تصل إلى القارئ، إلا يكون قد أُعلن رسمياً فوز حسني. والعالم العربي هو المجموعة الإقليمية الوحيدة التي لم تتولَّ إدارة الأونيسكو، رغم ثقلها الجغرافي والحضاري، ورغم أن ثلاثة دول عربية، هي مصر ولبنان والسعودية، كانت ضمن الدول المؤسسة للأونيسكو عام 1946.


ومع أنّ وصوله يمثّل مكسباً للعرب، إلا أن شوائب كثيرة عكّرت صفو هذه الفرحة. إذ إن انتقادات عدّة وُجّهت إلى حسني من خصومه، داخل مصر وخارجها، ممن رأوا أن أداءه بوصفه وزيراً للثقافة على مدى أقل من ربع قرن لا يجعل منه الشخصية الأفضل لتمثيل العرب. بينما عاب آخرون على الدبلوماسية المصرية لجوءها إلى أساليب ملتوية لإزالة العقبات التي اعترضت وصول مرشحها إلى المنصب، أوّلها عقد اتفاق لم تُكشَف بنوده التفصيلية بين الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لوقف الهجمات الإسرائيلية على فاروق حسني مقابل «مساعي سلام» مصرية لم يُكشف عن فحواها.


وقد سعت الدبلوماسية المصرية إلى إزالة أي عقبات تعترض مرشّحها. هكذا، استطاع حسني مبارك أن يقنع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بمنح التأييد الفرنسي رسمياً لفاروق حسني، رغم المعارضة العلنية لوزير الخارجية الفرنسية المتصهين برنار كوشنير. ونجحت الدبلوماسية المصرية في إقناع الولايات المتحدة بالتزام الحياد. لكن السفير الأميركي في الأونيسكو ديفيد كيليون المعروف بميوله الصهيونية، شنّ حملة في الكواليس، لقطع الطريق على فوز فاروق حسني. وتقول مصادر داخل المجلس التنفيذي للأونيسكو إنّ السفير الأميركي حرص على أن يلتقي سفراء الدول الأعضاء شخصياً لإقناعهم بعدم الاقتراع لفاروق حسني، بمن في ذلك سفراء الدول العربية.


هذه الحملة اندرجت ضمن حملة صهيونية واسعة على المرشح المصري بدأت الصيف الماضي (راجع «الأخبار» ـــــ عدد 24 حزيران/ يونيو)، عبر محاولة إلصاق تهم معاداة السامية بالوزير المصري. واستمرت الحملة حتى ساعات قليلة قبل الاقتراع. إذ تصدرت غلاف صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية صورة للوزير فاروق حسني، أرفقت بعنوان فاقع: «الرجل الذي يحلم بإحراق الكُتب»!


في خضمّ هذه الحملة، لم يشفع لفاروق حسني ما يشتهر به من «اعتدال» وموالاة للغرب، ولا انتماؤه إلى حكومة ترتبط رسمياً بـ«معاهدة سلام» مع إسرائيل. ورغم أن هذه الحملة لم يكن لها تأثير على الاقتراع في الأونيسكو، إلا أن إسرائيل استطاعت عبرها أن تنصّب نفسها قاضياً أخلاقياً يوزع شهادات حسن السلوك على المرشحين. وبهذا، تكون إسرائيل قد ضمنت أن فاروق حسني سيكون طوال فترة توليه إدارة الأونيسكو في موقع دفاعي، لأنّ تهم معاداة السامية ستظل تلاحقه. ومن الواضح أن إسرائيل تخشى وصول مرشح عربي ـــــ مهما كان «معتدلاً» ـــــ إلى رئاسة الأونيسكو التي تُعَدّ المنظمة الأبرز المكلّفة حماية التراث الإنساني العالمي، لأن الدولة العبرية ترى في ذلك تهديداً لما تقوم به من أعمال منافية للتشريعات الدولية، في ما يتعلق بمحاولات تهويد القدس المحتلة.

ربما كان عدم الاتفاق أقصر مسافة بين فكرين. (جبران النبي)
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03321 seconds with 10 queries