«تأميم» وزارة الثقافة؟
رحيل فاروق حسني من منصبه في وزارة الثقافة إلى الأمانة العامّة لـ«الأونيسكو» جاء مريحاً لكثيرين. على رأس هؤلاء المثقفون المعارضون لسياسات وزير أمضى في منصبه أكثر من 21 عاماً، ومعهم أعضاء لجنة السياسات في الحزب الحاكم الذين فشلوا في السيطرة على المنصب الوزاري لتمهيد الأرض لعملية التوريث... يضاف إليهم مثقفون مقربون من الوزير ومشتاقون إلى منصب.
أسماء عديدة تتردد داخل أروقة الثقافة المصرية عن اسم الوزير القادم. لجنة السياسات في «الحزب الوطني الحاكم» التي يرأسها جمال مبارك، تحاول الاستيلاء على المنصب، وخصوصاً بعدما وضعت يدها على وزارة الإعلام، ووزارات المجموعة الاقتصادية بأكملها. «تأميم وزارة الثقافة» يعني أنَّ اللجنة المذكورة ستضمن الوصول عبر هيئات الوزارة المختلفة إلى الشباب في أنحاء مصر. إذ تمتلك هذه الوزارة نحو 540 قصراً للثقافة في مصر. كذلك ستضمن الاقتراب من النخبة المصرية ومثقفيها. ومن أبرز الأسماء القوية المرشحة لتولي المنصب، محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية في «جامعة القاهرة»، وأمين التدريب والتثقيف المركزي ورئيس «لجنة الشباب» في «أمانة السياسات».
إلى جانب محمد كمال، أسماء أخرى عدّة مطروحة، من بينها إسماعيل سراج الدين، «رئيس مكتبة الإسكندرية» الذي رفض في الحكومة الماضية حقيبة «وزارة التخطيط»، الأمر الذي يقلّل من حظوظه. من جهته، يرى محمد سلماوي المنصب مكافأة له على دوره في وصول فاروق حسني إلى «الأونيسكو». إذ كان رئيساً للجنة التي ألّفها الوزير لهذه الإنتخابات، كذلك أدّى دوراً بارزاًَ في نقل «اتحاد الكتّاب العرب» إلى مصر بعد القطيعة العربية. وعلى لائحة المرشحين أيضاً، زاهي حواس الأمين العام «للمجلس الأعلى للآثار»، وسمير فرج «رئيس دار الأوبرا» السابق ورئيس مدينة الأقصر حالياً الذي أشرف على تطوير المدينة الدولية وإخلائها من السكان لمصلحة مشاريع أثرية أو سياحية. ولا يمكن تجاهل فوزي فهمي «رئيس أكاديمية الفنون» الذي قد تمثّل سنّه (تجاوز السبعين) عائقاً في الوصول إلى المنصب...
-------
نفس المصدر السابق
ربما كان عدم الاتفاق أقصر مسافة بين فكرين. (جبران النبي)
|