عرض مشاركة واحدة
قديم 08/09/2005   #49
ramrom
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ ramrom
ramrom is offline
 
نورنا ب:
Jul 2005
المطرح:
لست من هذا العالم
مشاركات:
501

افتراضي


11 رأسه ذهب أبريز ، قصبة مسترسلة ، حالكة كالغراب

إن كان الذهب يشير إلى الحياة السماوية فإن " الذهب الخالص " يشير إلى لاهوته ، إذ فيه " يحل ملء اللاهوت جسديا " ( كو 2 : 9 ) ، لقد أقامه الأب رأسا للكنيسة " الذى منه كل الجسد بمفاصل وربط " ( كو 2 : 19 ) ، إذ هو وحده كأبن الله وكلمته يقدر أن يدخل بالجسد كله إلى السماء ، إن كان الرأس سماويا ، فالجسد لا يقدر أن يعيش إلا على مستوى سماوى ما دام متحدا بالرأس ، هذا هو سر حبها لعريسها ، أنه يدخل بها إلى السموات أى إلى أحضان أبيه ، خلال اتحادها به .
أما شعره المحيط بالكنيسة المسترسل إنما هم جماعة القديسين الذين بمثابة شعر الرب لا تسقط منه واحدة بدون إذن أبيه .. هم يعيشون به . لهذا لا تظهر فيه شعرة بيضاء بل كله " أسود حالك كالغراب " ، لا يشيخ مؤمن بل يتجدد كالنسر شبابه .
هذا هو عمل الروح القدس ، الذى يهب الشركة بين الأعضاء وارأس ، فتبقى الأعضاء فى كمال قوتها خلال الرأس الذى لا يضعف مطلقا .


12عيناه كالحمام على مجاري المياه مغسولتان باللبن جالستان في وقبيهما

مع أنه الملك المرهب الذى يخيف الأعداء ، عيناه كلهيب نار ( رؤ 1 : 14 ) فاحصة لدقائق الأمور وخفياتها ، لكنه إذ يظهر لمؤمنيه يرون عينيه كالحمام البسيط الوديع المملوء يراءة عيناه كعينى الحمامة " أطهر من أن تنظرا الشر " ( حب 1 : 13 ) .
إن المياة تشير إلى الشعوب الكثيرة المتعددة التى جاءت إلى الله خلال المعمودية ، بهذا فإن الحديث عن عينيه كالحمام على مجارى المياة إنما يشير إلى تجسد الرب وإعلان بدء جيل جديد مقدس خلال عماده .
أما جلوسهما فى وقبيهما أى استقرارهما فى موضعهما إنما يشير إلى رعاية الله لكنيسته وأولاده ، يركز نظره الإلهى على كل عضو ، ولا يحول عنه عينيه حتى يدخل به شركة الأمجاد .



13خداه كخميلة الطيب واتلام رياحين ذكية.شفتاه سوسن تقطران مرا مائعا

خدا السيد المسيح اللذان يشيران إلى طلعته قد تعرضا للهزء والأحتقار كما جاء على لسان أشعياء النبى : " بذلت ظهرى للضاربين وخدى للناتفين ، وجهى لم أستر عن العار والخزى " ( أش 50 : 6 ) ..... هذا الوجه الذى لم يحوله الرب عن بصاق الأشرار ( مت 27 : 3 ) ، تراه الكنيسة يحمل دلائل الحب الباذل فتشبهه بخميلة طيب أى مجموعة من الشجيرات المتشابكة التى تفيح رائحتها طيبا ، وباقات رياحين زكية ، تشتمها النفس رائحة حياة .
شفتاه سوسن تقطران مرا مائعا

يشير السوسن إلى المجد الملوكى ، إذ يتحدث عنه الرب قائلا : " ولا سليمان فى كل مجده كان يلبس كواحدة منها " ( مت 6 : 29 ) ، فشفتا السيد المسيح تعلنان تعاليم مجيدة ، أو بمعنى آخر تقدم كلمة الحياة القادرة أن تدخل بالمؤمن إلى الحياة المجيدة الأبدية ، لهذا يقول عنه المرتل : " انسكبت النعمة على شفتيه " ( مز 45 : 2 ) .
هاتان الشفتان تحملان رائحة طيب عطرة تقطر كالمر ، وقد وصف الأنجيليون الكلمات الخارجة منهما هكذا : " لم يتكلم إنسان مثل هذا قط " ( يو 7 : 47 ) ، " كان الجميع يشهدون له ويتعجبون من كلمات النعمة الخارجة من فمه ويقولون " أليس هذا أبن يوسف ؟ " لو 4 : 22
أما وصفهما بأنهما يقطران مرا ممتزجا بالميعة إنما يعنى أن كلماته ممتزجة بالدخول إلى مرارة آلامه والدفن معه إذ كفن بالميعة ..... كل من يسمعه يشتهى الدخول معه فى شركة آلامه والموت معه ، يفيض المر من جسده ، ويملأ نفوس من قبلوه ، وهذا رمز واضح عن إماتة الجسد .


========================

أدركت أننى سقطت عندما ازادت المسافة بين ركبتى و الأرض
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.02460 seconds with 10 queries