عرض مشاركة واحدة
قديم 08/09/2005   #43
ramrom
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ ramrom
ramrom is offline
 
نورنا ب:
Jul 2005
المطرح:
لست من هذا العالم
مشاركات:
501

افتراضي


ما أن دعت الكنيسة عريسها للنزول إليها ليأكل من جنته التى فى داخلها ، المملوءة من أغراس روحه القدوس ، والمرتوية من ينبوع المعمودية المقدس ، حتى استجاب لدعوتها فورا بغير تردد ، قائلا

1 قد دخلت جنتي يا اختي العروس.قطفت مري مع طيبي.اكلت شهدي مع عسلي.شربت خمري مع لبني.كلوا ايها الاصحاب اشربوا واسكروا ايها الاحباء

لقد أسرع بالنزول إلى جنته بغير تردد ، لأن الدعوة هنا جاءت مطابقة لمشيئته ، فوجدت استجابة سريعة فى عينى الله ، لقد دعته للنزول إلى جنته ، التى يشتهى أن ينزل إليها على الدوام ، فإن كان الرب منذ الأزل قد أعد أحداث الخلاص حتى صارت موضوع لذته وسروره بالرغم مما حملته من خزى وآلام وموت كقول الرسول بولس " من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهينا بالخزى " عب 12 : 3 ، فإن عروسه تدعوه أن ينزل إلى نفس البستان الذى دخله ليلة آلامه، وإلى ذاك الذى فيه وضع جسده فى القبر ، تدعوه أن يراها وهى تكمل نقائص شدائده فى جسمها ( كو 1 : 24 ) ، أى تشاركه آلامه وصلبه ودفنه ، لهذا لا يتردد الرب فى قوله " قطفت مرى مع أطايبى " .... وكأن أحداث الخلاص صارت حية وممتدة فى حياة أولاده !

ويرى الأب روفينوس أن الجنة هنا ليست إلا الموضع الذى صلب فيه الرب ، حيث يعلن الحكيم أن العريس يشرب الخمر ممتزجا بالمر ، الذى قدم للرب فى لحظات صلبه . فى داخلنا يأكل شهده وعسله ، وكأنه قد دخل أرض الموعد التى تفيض لبنا وعسلا ، يأكل ذات النوعين من الطعام : " الشهد والعسل " اللذين أكل منهما مع تلاميذه بعد قيامته مبرهنا بطرق كثيرة أنه حى قائم من الأموات يبقى عاملا وسط كنيسته . يجد كل ما فى قلبنا حلو وشهى كالشهد والعسل . يشرب أيضا خمره أى حبه الذى سكبه فينا بروحه القدوس ، مع لبنه غير الغاش أى النقاوة والطهارة .

ولكن من هم الأصحاب والأحباء ؟ إنهم السمائيون الذين يفرحون بخاطىء واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين بارا لا يحتاجون إلى توبة ( لو 15 : 7 ) ، هؤلاء يدخلون مع الرب القلب لا ليملكوا بل كجند للملك السماوى ، أصدقاء للعريس ، قائلين مع القديس يوحنا المعمدان : " من له العروس فهو العريس ، وأما صديق العريس الذى يقف ويسمعه فيفرح فرحا من أجل صوت العريس " يو 3 : 29

+ القلب هو قصر المسيح ، فيه يدخل الملك لكى يستريح ، ومعه الملائكة وأرواح القديسين ، هناك يقطن ويتمشى فى داخله ويقيم مملكته !
إذن افتحوا أبوابكم للمسيح كى يدخل فيكم ،
افتحوا أبواب الطهارة ، أبواب الشجاعة ، أبواب الحكمة ،
صدقوا رسالة الملائكة : أرفعوا أبوابكم الدهرية ليدخل ملك المجد ، رب الصباؤوت ( الجنود



------------------------

أدركت أننى سقطت عندما ازادت المسافة بين ركبتى و الأرض
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03336 seconds with 10 queries