الموضوع: وليد معماري
عرض مشاركة واحدة
قديم 10/09/2009   #17
شب و شيخ الشباب mhsen77
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ mhsen77
mhsen77 is offline
 
نورنا ب:
Nov 2008
المطرح:
بين البيت و الشغل ما عم افضى لشي تاني
مشاركات:
1,497

إرسال خطاب MSN إلى mhsen77 إرسال خطاب Yahoo إلى mhsen77
افتراضي


بقعة عتمة

-------------------------------------------------------

«صوت الشعب» العدد 211 (1705) 7 - 13 أيار 2009

وُضع قانون السير الجديد موضع التطبيق قبل فترة، وهو قانون حضاري دون شك، وجرى تطبيقه في أيامه الأولى بحماسة منقطعة النظير من قبل عناصر الضابطة، وبدت الأمور سمناً على عسل مفرودين على رغيف على شكل عروسة! (العروسة هي الكلمة التي ترجمت إلى اللغات الأجنبية باسم سندويشة).. واتضح أن السمن فيها هو ضخ أموال ترفد ميزانية الدولة.. وأما العسل فهو، ما يصيب رجال المرور من نسبة مئوية تلحق جيوبهم عن كل مخالفة.. ثم اكتشفوا أن العسل ما هو إلا دبس، بسبب مصافي (التقطير) التي تمر بها أموال تلك المخالفات.. ناهيك عن وجود (سقف) مالي واطئ، هم مجبرون على الانحناء حين يمرون تحته..

وهكذا اكتشف الشباب أن القانون القديم هو عنزة هزيلة.. وأما الجديد، فهو بقرة هولندية حلوب.. ولدي عشرات القصص المضحكة المبكية، ومنها ما جرى معي شخصياً.. ومنها ما جرى مع مهندسة زراعية، هي في الوقت ذاته، كاتبة وأديبة من مدينة جبلة، حيث لم تجد الدورية لديها أية مخالفة، وحين عاندتهم ولم (...!) كتبوا لها مخالفة (ممانعة)!...

ومن عشرات المضحكات المبكيات، سأختار (لضيق المساحة) نموذجاً من حكاية مواطن يعمل سائقاً على شاحنة حمولتها أقل من خمسة طن، ليست ملكه.. تعمل بين دمشق والساحل، وقد تعرض للابتزاز، وخاصة في بلدة البريج.. ومدينة بانياس.. وقد أوقفته إحدى الدوريات، وسألته عن المثلث العاكس، فأبرز لهم المثلث، وادعوا أنه عاكس لا يعكس!.. وأجابهم: بأنه لم يصنع المثلث، بل اشتراه من البضاعة المتوفرة في السوق... والتفوا حول السيارة، وقال الناطق الرسمي باسمهم إنهم سيجدون مخالفة ما له!!.. واكتشفوا أن لشاحنته أضواء إنارة خلفية.. واعتبروها مخالفة.. وأجابهم بأن هذه الأضواء هي جزء من التصميم الأصلي للسيارة، وهي لا تعمل إلا حين تركيب السرعة الخلفية من أجل الإنارة حين الرجوع إلى الخلف..

لكن الدورية أصرت على أنها مخالفة، قيمتها أربعة آلاف ليرة.. متضامنة مع أربعة تثقيبات في شهادة السواقة، ما يعني سحب شهادته بعد أربع أو خمس سفرات، وتحويله إلى عاطل عن العمل، وما يعني أن أجرة (سفرة) السائق طارت، ولقمة أطفاله تبخرت... ولهذا تم (التفاهم) بين الطرفين، حين تخلى الطرف الأضعف عن يباس رأسه!... وقد أدرك أن الأمر سيتكرر في كل سفرة... وللحكاية بقية يطول سردها...

ولله والتاريخ، أعرف أن أقصى ما يحصل عليه الشرطي بعد خدمة طويلة يقضيها، بمعدل ثماني ساعات عمل يومية، في الحر والقر، هو تحويل بيته الطيني في قريته، إلى بيت مبني من البلوك الاسمنتي، كي يقضي أيام تقاعده فيه، مع حاكورة صغيرة يزرع فيها البصل... فلا تلوموه.. وقد أكل قشرة البيضة... ولسان حاله يردد قول أبي نوّاس: " دع عنك لومي، فإن اللوم إغراءُ".. وبقية البيضة قد أكلها السفهاءُ!!!..
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03894 seconds with 10 queries