29 حزيران
لبضع سنوات خلت , قرّر عدد من الباحثين أن يدرسوا بطريقة علميّة كيفيّة التوصّل إلى السعادة . فتتبّعوا مسار أنجح ماية شخص تمكنوا من التعرّف إليهم , و أجروا المقابلات معهم و حلّلوا بكلّ دقّة ما استحصلوا عليه من معلومات , آملين أن يكتشفوا ما يجمع بين هؤلاء الأشخاص و أن يحدّدوا العامل المشترك في سعادتهم .
أتت نتائج هذا البحث , للوهلة الأولى , مخيّبة للآمال , إذ إنّ الباحثين أخفقوا في إيجاد عامل يجمع بين هؤلاء الأشخاص , لا في تربيتهم و لا في النواحي الأخرى من أنماط حياتهم . بعضهم ما تخطّى المرحلة الابتدائية بينما بعضهم الآخر استحصل على شهادة الدكتوراه . و بعضهم كان ينتمي إلى عائلات غنيّة بينما بعضهم الآخر وُلد في عائلات فقيرة جدّاً . العامل الوحيد الذي بدا و كأنه يجمع في ما بينهم هو كون سبعين بالماية منهم أتوا من بلدات عدد سكّأنها لم يبلغ الخمسة عشر ألفاً . و لكّنهم بعد أن أعادوا التدقيق في المعلومات مرّة أخرى عثروا على عامل واحد مهمّ و جامع , ألا و هو أنّ كلاًّ من هؤلاء الأشخاص كان يجتهد في كلّ ظروف الحياة باحثاً عمّا هو حسن و إيجابيّ .