تعال أفليك من القمل قبل ما تروح على البحر والا راح يسحبك لجوا وتغرق/
كان وحش الطفولة اذا ضرب خيامه على رأسك وحفر أباره الارتوازية داخل فروة الرأس ومد خراطيمه وبدأ بشن حملات الشفط من دمك متسترٌ أسفل أدغال شعرك الكثيف مستمسكٌ بالعروة الوثقى من خصال شعرك وجذوره
ثبت أذرعه الست وزرع بيضه في أرض رأسك الخصبة بالدم الاحمر القاني وأشعل فيك نار الهرش والحك وهبائا تجرح رأسك بأظافرك ...
ليس سوى والدتك وأناملها الطيبة من ستقضي عليه ربما تهرع هلعاً الى حضنها وهي جالسة في شمس صدر الدار أو لعلها تلحظك أو تلحظ ذاك البريق الناتج عن انعكاس الشمس فوق أظهر "السيبان" تحملك الى حضنها ولا يخلو الامر من شتيمة لتقصيرك في تنظيف رأسك أو لجلوسك بجوار طفلٍ "ملعون أهلو ما اوسخهم ما بديرو بالهم على ولادهم, قلتلك تمشيش معاه" تُمشط شوارع رأسك بعُقل أصابعها تتحرك حركات سريعة ثم تتريث لاستدراج العدو المتخفي وهجومٌ مباغت يبدأ من منتصف الرأس نزولا الى المناطق الخصبة والاقرب للدماء وبالتالي الاكثر تجمعا لقوى القمل الماعدية وهي منطقة ما خلف الرأس / جورة الحرمية/ تنتزع القملة تلو الاخرى من مكمنها بعد أن تكشفها بأشعة الشمس لا أسرى لأمي من القمل ولا يوجد في قانون عقوباتها للغزات الا الاعدام والحكم فوري بدون محاكمة وبطريقة الكبس اسريعة الفتك تكبس على القملة بأظافر ابهامها اليمين واليسار وتنتهي عملية الاعدام بصوت قرقعة عظام القملة ..
اليوم راودني الحنين الى ذاك الوحش لكنني شعرت بالعطش الى أصابع الحنان التي كانت في الحقيقة تطرد الوباء وتزرعبدلا منه مورثات حنانها والحنين الى ذاك الحنان في العقل مباشرة , طردت أخي المصاب من حضنها وادعيت أنني سبب انتشار هذا الوباء بين اخوتي الصغار
فقط لأُقبـّـل برأسي أصابعها
*