
(علمتني ضربة الجلاد أن أمشي على جرحي وأمشي ثم أمشي وأقاوم ) ...كثيرة هى المواقف الشعرية التى عبرت عن مبدأ محمود درويش الحياتى والكتابى فالمتابع لأعمال محمود درويش يمكنه استخلاص فلسفة بالغة العمق والاخلاص والثورية
فنادرا ما تلحف محمود درويش رداء الرمزية المنهج الذى شاع فى شعر مرحلته بل استبدلها بالتقنيات المضمونية التى نوعت فى الاحساس والفكرة والرأى
وثابر محمود درويش فى سبيل إنضاج موهبته فهو يتذكر قائلا ( فى بداياتى حاكيت المعلقات فلم احصد الا ملل القراء ) فكان هو نفس المنشد الذى قال بعد زمن ( لابد لى ..لابد للشاعر من نخب جديد .. وأناشيد جديدة )
وقد استطاع درويش ان يفوز كثيرا بالنخب الجديد وذلك من خلال انتهاز اى خبرة او تجربة ليجعل منها نقطة تحول فى مواقفه واساليبه
حسب البعض ان النكسة كانت التحول الحقيقى فى مسار درويش الشعرى وحسب البعض ان اقتحام اليهود لقريته ( البروة ) وتشويه معالمها وتعريضه للاعتقال هو ما حول مساره الشعرى
لكن يبدو ان النكسة واقتحام البروة لم تكن وحدهما اساس التحول والنضج فالتجربة الحياتية عموما وسط القهر وحياة اللاوطن هى من جعل درويش شاعر يحمل القضية والمصباح على الدوام هذا الى جانب انه مخلص صوفى لاى تجربة يمر بها سواء سياسية او عشقية او ادبية
هذا العرض اقل من ان يقترب من مسار درويش اكثر لان حياته لها ابعاد ومواقف اعقد وخاصة المواقف السياسية العرض التالى سيحاول الاقتراب من مواقف درويش الادبية وبالاخص المراحل التى اجتازها شعريا 
شُذَّ، شُذَّ بكل قواك عن القاعدة
لا تضع نجمتين على لفظة واحدة
وضع الهامشيّ إلى جانب الجوهريّ
لتكتمل النشوة الصاعدة
|