8 - تحليل الانتقام!
س 75: جاء في سورة البقرة 2: 194 "فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ".
ونحن نرى الأثر السيّء لمبدأ الأخذ بالثأر متفشياً بسبب هذا القول، وكم تعب رجال الشرطة من نتائجه وبُحت أصوات المعلمين في التعليم ضده! وهل الاعتداء على من اعتدى علاج للجريمة؟ إن العنف يولّد المزيد من العنف.
قال المسيح: "أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ" (متى 5: 44) وقال أيضاً "سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لا تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً" (متى 5: 38 و39). وقال الرسول بولس: "لا تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، بَلْ أَعْطُوا مَكَانا للْغَضَبِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ. فَإِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ. وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ. لأَنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ هذا تَجْمَعْ جَمْرَ نَارٍ عَلَى رَأْسِهِ. لا يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالخَيْرِ" (رومية 12: 19-21). وقال بطرس الرسول: "المَسِيحُ أَيْضاً تَأَلَّمَ لأَجْلِنَا، تَارِكا لنَا مِثَالا لكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُواتِهِ. الذِي لَمْ يَفْعَلْ خَطِيَّةً، وَلا وُجِدَ فِي فَمِهِ مَكْرٌ، الذِي إِذْ شُتِمَ لَمْ يَكُنْ يَشْتِمُ عِوَضاً وَإِذْ تَأَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ بَلْ كَانَ يُسَلِّمُ لِمَنْ يَقْضِي بِعَدْلٍ" (1بطرس 2: 21-23).
==================
هذا الأمر من الآية موجه للمسلمين وولي امرهم خاصة وليس لكل واحد على حده .
فقاعدة العين بالعين والسن بالسن ------- > من دواعي العدل والذود عن السلام بين المسلمين وفي مجتمعهم .
وهذا ليس تشجيعا للثأر فالثأر ما كان ثأرا الا لوهن ولي الأمر وتخاذله عن تنفيذ امر الله هذا مما يسبب
ملئ النفوس بالتشاحن والغضب وحب الانتقام لانعدام العدل الذي كان مرجوا من ولي الأمر .
ولذلك لا نسمع عن حدوث مثل ذلك في السعودية مثلا بل في مصر وهذا واضح كمثال .
بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ -7- أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ -8- وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ -9- } سورة الرحمن
شموس في العالم تتجلى=وأنهار التأمور تتمارى
فقلوب أصلد من حجر=وأنفاس تخنق بالمجرى
مجرى زمان يقبر في مهل=أرواح وحناجر ظمئى
وأفئدة تسامت فتجلت=كشموس تفانت وجلى
م-أحمد. م. ح. مسلم مصري
|