الأسطورة :
قصة تقليدية مجهولة المؤلف تقنن فيها ثقافة معينة أعرافها الاجتماعية أو تفسر أصول الظواهر الإنسانية والطبيعية على أسس فائقة للطبيعة أو مغرقة في الخيال.
وقد تغير الموقف النقدي من الأسطورة حاليا فلم تعد معتقدا زائفا يناقض الواقع، فهناك من يرون فيها نمطا حدسيا رفيعا للفهم الكوني يشتمل على حقائق عميقة، ويعبر عن مواقف جمعية من مسائل جوهرية مثل الحياة والموت والألوهية والوجود، وقد تعد تلك المواقف كلية عالمية.
وبالإضافة إلى ذلك فقد أصبحت مكانة كلمات مثل "الحقيقة والواقع" إشكالية ولم تعد توضع كنقيض للأسطورة.
ويستعمل الشعراء العرب الرموز الأسطورية كثيرا
فأدونيس يستخدم أسطورة سيزيف في قصيدة الإله الميت،
كما يكدس يوسف الخال رموز عشتروت وأدونيس وبعل
ويستخدم أحمد عبد المعطي حجازي أسطورة أوديب وأبي الهول في "شهيد لم يمت"،
كذلك الحال مع الأدب الروائي حيث يكثر التوازي الأسطوري.
والمتن الأسطوري , Mythologie Mythology هو مجموعة من الأساطير المترابطة المشتركة بين جماعة معينة أو بين أصحاب عقيدة واحدة، وقد يبدع كاتب أو شاعر نسقا خاصا من الأساطير الشخصية كما هي الحال عند أدونيس أو البياتي أو ييتسN.B.Yeats .
وهناك النقد الأسطوري وهو تفسير أدبي يعتبر الأعمال تجسيدات لطرز وبنى أسطورية أو لنماذج أصلية لا زمنية تعاود الوقوع.
ولا يكون الاهتمام في هذا النقد بالخصائص النوعية للعمل الأدبي بقدر ما يكون بسمات البنية السردية أو الرمزية التي تربطه بأساطير قديمة.
وكان كتاب الغصن الذهبي The Golden Bough لفريزر J.G. Frazer مصدرا مهما لهذا النقد، ويفترض فريزر دورة موت وإعادة ميلاد ماثلة في طقوس الخصب من زاوية أساسية في متون أسطورية متعددة.
ومن أبرز النقاد الأسطوريين نورثروب فراي Northrop Frye الذي حول هذا الغرض إلى مخطط شامل في كتابه "تشريح النقد" Anatomy of Criticism حيث يعقد الصلة بين الأنواع السردية الكبرى ودوران الفصول.
ومن النقاد الأسطوريين المعروفين المترجمين إلى العربية
جاستون باشيلار Gaston Bachelard
بالإضافة إلى ريتشارد تشيس Richard Chase
وليزلي فيدلر Leslie Fiedler.
والرافضون لهذا النقد يأخذون عليه نزعته الاختزالية التي تهمل الفروق الثقافية والتاريخية بين الأعمال كما تهمل الخصائص المفردة لها.
التراجيديا أو المأساة :
تعني الكلمة في الاستعمال العام الكارثة أو المصيبة أو الحادث الفاجع.
وتشير دلالتها السطحية في الأدب إلى أي تأليف حول موضوع معتم كئيب يدفع به إلى خاتمته المروعة.
والكلمة مستمدة من تعبير يوناني يعني أغنية الماعز (كبش الفداء).
وهي تستتبع الموت كما كانت تستتبعه التضحية بالماعز، طوطم بعض الشعوب البدائية في الطقوس القديمة.
وينطبق المصطلح في نوعيته التقليدية الأدبية على عمل درامي شعري أو نثري يتتبع مصير شخص نبيل تعاني شخصيته من نوع من أنواع القصور والخلل (مثل الكبرياء أو الغيرة أو الطموح المفرط) وتدفعه أفعاله إلى خرق قانون إلهي أو قاعدة سلوكية أخلاقية،
وينجم عن ذلك سقوط ودمار.
وابتداء من القرن الثامن عشر بدأ كتاب المأساة يعتبرون رجال الطبقة الوسطى ونساءها شخصيات رئيسية بدلاً من النبلاء القدامى ويعون أن المأساة تعبر عن اضمحلال طبقة اجتماعية واتجاهها إلى السقوط الحتمي وانعكاس ذلك في مصائر الأفراد وخاصة الذين يقفون ضد حركة التاريخ.
وفي مسرح اليوم تعني المأساة بالطبقات الشعبية،
وينسب السقوط الحتمي إلى الشرور الاجتماعية بدلاً من اختلال التركيب النفسي للأفراد أو تدخل القدر، ولم تعد "الهامارتيا" أو الزلة التراجيدية محتفظة بدورها القديم
الكوميديا أو الملهاة :
حدث أو سلسلة أحداث مضحكة لغرابتها أو سخفها يقصد بها أن تقدم إمتاعا وتسرية، وترسم البسمات على الشفاه أو تؤدي إلى الضحك.
وبشكل أكثر تحديدا تشير الكوميديا (المشتقة من كلمة يونانية تعني اللهو الصاخب والقصف والغناء)، إلى أي قطعة أدبية مكتوبة بأسلوب يقوم على الخفة وإسقاط الكلفة والمزاح أو السخرية.
وبمزيد من التحديد ينطبق المصطلح على تمثيلية ذات طابع خفيف مسل لها نهاية سعيدة، ونسق الكوميديا الدرامية يأتي على العكس من التراجيديا (المأساة)فالكوميديا تبدأ بإحدى المصاعب (أو تعمل على توريط شخصياتها سريعا في أوضاع صعبة طريفة مسلية) ثم تنتهي دائما نهاية سعيدة.
أما التراجيديا فقد تبدأ وهي غالبا ما تبدأ بأوضاع سعيدة ثم تنتهي دائما بكارثة.
وليست كل الكوميديات مرحة أو خالية من الهموم رغم أن معظمها كذلك.
ففي بعض الأحيان قد تكون الكوميديا جادة في اتجاهها العام ومقصدها
مثل "الكوميديا الإلهية" لدانتي
ولكن هذه الكوميديا من نوع خاص لأن الفعل فيها يبدأ في الجحيم وينتهي في الجنة.
وتختلف الكوميديا عن التحقير الفكاهي والمهزلة في أن لها حبكة أكثر تماسكا في نسيجها وأكثر معقولية كما أن حوارها أكثر ذكاء وتشخيصها أكثر قابلية للتصديق.
وعموما تصل الملهاة إلى تحقيق تأثيراتها بالتأكيد علة نوع من الغرابة أو الشذوذ في الشخصية والكلام والفعل، وحينما تكون تلك التأثيرات غليظة تسمى الملهاة الهابطة ولكنها حينما تكون مرهفة ممتلئة بالأفكار تسمى حينئذ بالملهاة الرفيعة ونذكر من بين أنماط الكوميديا الأخرى المتعددة ثلاثة:
1) كوميديا الأمزجة Comedy of Humours - Come'die des Humeurs وتتعلق بشخصيات يتحكم نوع مزاجها أو نزواتها في سلوكها مثل مسرحيات جونسون.
2) كوميديا السلوك والعادات Comedy of manners - Come'die de moeurs وتتعلق بمواضعات وأساليب المجتمعات المتأنقة المتصنعة مثل مسرحيات موليير وأوسكار وايلد.
3) كوميديا المواقف أو المكائد Comedy of intrigue of situation - Come'die d'intrigue وتعتمد على العقدةأكثر مما تعتمد على التشخيص مثل حلاق أشبيليه لبومارشيه.
وفي المسرح العربي كانت الكوميديا شكلاً مرموقاً في البداية عند يعقوب صنوع،
ثم جاء عصر الاقتباس من الكوميديات الفرنسية
وتلاه التأليف الكوميدي الرفيع عند نعمان عاشور وألفريد فرج وغيرهما،
وتجتاح الكوميديا الهابطة المسرح التجاري.
لستُ بجسدٍ تسكنه روح.
بل
ثلاثة أرواحٍ
و عقولٍ
و قلوب
جزئها المرئيُّ الصغيرُ
جسدْ.
http://evandarraji.blogspot.com/