حلمت حلماً
كنت سائراً في المدينة وحيداً أتذكر أيامي في الوطن و لقائاتي المتكررة مع الشباب و كم كنا نفرح على أشياء بسيطة لم يعد لها أي معنى في الزمن الراهن و فجأة لمحت لافتة مركز الإتصالات و قررت الإتصال بأعز صديق لدي للإطمئنان عليه و على الأهل و الشباب.
دخلت مركز الإتصالات و أخترت أحد الهواتف و إتصلت به و هكذا كان الحوار:
أنا: مرحبا أبو شمييييع شلونك يا زلمة؟
شمعون: هلا هلا أبو شريك شلونك يا زلمة و أيش أخبارك؟
شمعون: صدق على أحسن ما يكون يا أبو شريك يعني الحمد لله خلصتو معهد و الوظيفة كانت مئمنة و براتب محترم
أنا: ليش عندك واسطات يول؟
شمعون: له يا زلمة أيش واسطة و أيش حالة... ما بقا في هيك شي عنا... كلو على حسب الكفاءة و الخبرة.
أنا: حلوووو... و أيش مخطتاتك المستقبلية؟
شمعون: صدق هلا كل سجلتو على سيارة شام... تعرف يعني صارت من أحسن السيارات بالبلد و سعرا مناسب وي كتير كتير.
أنا: يا سلام... يا سلام حكي يشرح النفس و ينعش الفؤاد
شمعون: أي أي يا زلمة الوضع تغير كتير بعد سفرتك و هلا كمان كل سجلتو على شقة بالجمعية و إن شاء الله الإسبوع الجاي بدي أستلمها.
أنا: الإسبوع الجاي؟؟؟ ليش كم سنة صارلك مسجل عالشقة؟
شمعون: صارلي شي شهرين مسجل عليها
أنا: أووووف بهالسرعة؟ أيش هالتطور الرهيب يا زلمة؟
شمعون: أي أي ورك لكان أيش صارلي ساعة أقولك أنو الوضع تغير.
أنا: و أيش أخبار خالة أم شمعون؟
شمعون: الحمد لله تمام التمام... قاعدة و عم تاخد تقاعد المرحوم أبوي و بالإضافة للمساعدة الإجتماعية.
أنا: أيش؟ مساعدة إجتماعية؟ ليش صار في هيك شي عنا؟
شمعون: إي لكاااااااااااااان و أحلى مساعدة إجتماعية متضمنة التأمين الصحي و كل التأمينات التانية كمان.
أنا: و أيش أخبار الشركات الخاصة عنا؟
شمعون: على كيف كيفك أبو شريك يعني مرتاحين أخر رياحة على هالقرارات اللي عم تطلع و الحمد لله كل الشركات مبسوطين ني.
أنا: خيووو اذا دبرتولك كم واحد من هون من أوروبا تقدر تدبرلن فيزا لعنا للبلد بشان يشتغلو المساكين!!!
شمعون: صدق صعب يا أبو شريك... يعني فيزا لعنا صارت صعبة كتير كتير... بس أقدر أدبر فيزا للبلد اللي فوقنا و من هونيك يجو تهريب أيش رأيك؟
شمعون: أي خير إن شاء الله
أنا: خيو.. ايش أخبار الوضع السياسي بالبلد؟
و فجأة رأيت رجلاً يرتدي بنطالاً واسعاً من القماش و قد وضع القميص تحت البنطال و على خصره الأيسر مسدس و في يده سيجارة الحمرا الطويلة و يرتدي نظارات شمسية من النوع القديم... نظر لي و قال: شوووووو يا حبيب كل هالتطور هااااد و منّا عاجبينااااااك؟ شو بداك بعد؟ نطالعك عالقمر سياحة يعني؟ ما ناقصنا إلا و تقول بدي إستلملي شي مركز بالحكومة يا حبيب.
يالله مشي قدامي لشوف شو ضعك قرد هنت.
و إستيقظت و قد بُلَّ فراشي من تعرقي و ذهبت أبحث عن كوب ماءٍ لعلَ رعبتي تذهب و أستطيع النوم مرة ثانية.