14 حزيران
في إحدى أمسيات الصيف ، وانا جالس إلى طاولتي أدرس ، إذا بفراشة أتت لتتخبط على زجاج شباكي ، تحاول الوصول إلى الضوء الذي ينير طاولتي . ومرة بعد مرة كانت تلك الفراشة تندفع نحو الضوء ، فتصطدم بالزجاج فتسقط . ولكنها تنهض وتدور وتحاول مجددا ً . فطنت فجأة أن تلك الفراشة في خيبة فشلها ، ترمز إلى محاولتي الوصول إلى الله . فكان بيني وبين وجهه برقع عجيب وقد هجرني دفؤه وغابت عني لذة حضوره . أتراني غير امين ، ام تراه يطلب إلي ّ أن أنمي إيماني ؟ إن في كل منا ميل إلى البحث عن مؤاساة الله لا عن إله المؤاساة . وربما كان ذلك مختبر الحياة والحب الذي يطلب إلي ّ من خلاله أن أنضج .
كتب بول تيليش ، ان دورة الموت والقيامة في المسيحية هي نفسها تتمثل في نمو الإيمان أيضا ً . فالإيمان العتيق يجب أن يموت ، أن يلتهمه الشك ، ولكن ليولد مكانه إيمان جديد اعمق

|