أعتقد لو أنك كلفت نفسك بقراءة شرح الحديث لوجدت الإجابة
فلا تحرم نفس بركة العلم رجاء
وهذا شرح الحديث:
حدثنا زهير بن حرب حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت
دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان فكلماه بشيء لا أدري ما هو فأغضباه فلعنهما وسبهما فلما خرجا قلت يا رسول الله من أصاب من الخير شيئا ما أصابه هذان قال وما ذاك قالت قلت لعنتهما وسببتهما قال أو ما علمت ما شارطت عليه ربي قلت اللهم إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا
حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية ح و حدثناه علي بن حجر السعدي وإسحق بن إبراهيم وعلي بن خشرم جميعا عن عيسى بن يونس كلاهما عن الأعمش بهذا الإسناد نحو حديث جرير و قال في حديث عيسى فخلوا به فسبهما ولعنهما وأخرجهما
صحيح مسلم بشرح النووي
قوله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم إنما أنا بشر , فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا )
وفي رواية : ( أو جلدته فاجعلها له زكاة ورحمة ) وفي رواية : ( فأي المؤمنين آذيته شتمته لعنته جلدته اجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة ) وفي رواية : ( إنما محمد بشر يغضب كما يغضب البشر , وإني قد اتخذت عندك عهدا لن تخلفنيه , فأيما مؤمن آذيته أو سببته أو جلدته فاجعلها له كفارة وقربة ) وفي رواية : ( إني اشترطت على ربي فقلت : إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر , وأغضب كما يغضب البشر , فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن تجعلها له طهورا وزكاة وقربة ) هذه الأحاديث مبينة ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من الشفقة على أمته , والاعتناء بمصالحهم , والاحتياط لهم , والرغبة في كل ما ينفعهم . وهذه الرواية المذكورة آخرا تبين المراد بباقي الروايات المطلقة , وأنه إنما يكون دعاؤه عليه رحمة وكفارة وزكاة ونحو ذلك إذا لم يكن أهلا للدعاء عليه والسب واللعن ونحوه , وكان مسلما , وإلا فقد دعا صلى الله عليه وسلم على الكفار والمنافقين , ولم يكن ذلك لهم رحمة . فإن قيل : كيف يدعو على من ليس هو بأهل الدعاء عليه أو يسبه أو يلعنه ونحو ذلك ؟ فالجواب ما أجاب به العلماء , ومختصره وجهان : أحدهما أن المراد ليس بأهل لذلك عند الله تعالى , وفي باطن الأمر , ولكنه في الظاهر مستوجب له , فيظهر له صلى الله عليه وسلم استحقاقه لذلك بأمارة شرعية , ويكون في باطن الأمر ليس أهلا لذلك , وهو صلى الله عليه وسلم مأمور بالحكم بالظاهر , والله يتولى السرائر . والثاني أن ما وقع من سبه ودعائه ونحوه ليس بمقصود , بل هو مما جرت به عادة العرب في وصل كلامها بلا نية , كقوله : تربت يمينك , عقرى حلقى وفي هذا الحديث ( لا كبرت سنك ) وفي حديث معاوية ( لا أشبع الله بطنك ) ونحو ذلك لا يقصدون بشيء من ذلك حقيقة الدعاء , فخاف صلى الله عليه وسلم أن يصادف شيء من ذلك إجابة , فسأل ربه سبحانه وتعالى ورغب إليه في أن يجعل ذلك رحمة وكفارة , وقربة وطهورا وأجرا , وإنما كان يقع هذا منه في النادر والشاذ من الأزمان , ولم يكن صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا ولا لعانا ولا منتقما لنفسه , وقد سبق في هذا الحديث أنهم قالوا : ادع على دوس , فقال : " اللهم اهد دوسا " وقال : " اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون " والله أعلم .
نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله
قال تعالى : (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله )
إلى كل حر يضع عقيدته من وراء عقله...
ويطلق عقله من أسر إرادته ....
يفكر .... ليختار الذي يريد ...
ولا يريد ليفرض على عقله كيف يفكر ....
أهدي كلماتي
|