عرض مشاركة واحدة
قديم 14/06/2009   #8
صبيّة و ست الصبايا إبريل
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ إبريل
إبريل is offline
 
نورنا ب:
Aug 2008
المطرح:
Behind The Scenes
مشاركات:
437

سوريا لص حداثي


لص حداثي
مقالة كتبت بتاريخ 7/6/2009



حتى اللصوصية تغيّرت، فلم يعد هناك أي داعٍ أن يقوم ''الحرامي'' بالسهر الى ما بعد منتصف الليل، ليفاجئ أصحاب البيت بــ''زقمِه''، ولم يعد هناك حاجة لممارسة القفز عن ''السناسل'' و''السلبدة'' من بيوت الدرج،وإحراج الزوج واختبار شجاعته عند اصدار ''كركعة''، أو ''خربشة'' قريبة في حوش الدار، كما لم يعد بحاجة الى ترويع الأطفال او ارهابهم، او اختبار متانة شبك الحماية أو تجريب ميدالية مفاتيح كاملة مما يثير الملل في نفس السارق والمسروق معاً..على العكس، فالحرامي لم يعد يحمل أية أداة من أدوات الخلع أو الفتح اصلا.. فأصبح يدخل البيت، هكذا ''طرقي'' مكشوف الرأس صريح الملامح..

بالأمس هاتفتني زميلة / دكتورة لغة عربية ، قالت بينما كنت أقوم ''بتصليح'' أوراق امتحانات طلابي وبحدود الساعة العاشرة صباحاً ، فوجئت ''بحرامي'' يقف بمنتصف الصالون متفحصاً الجدران والمقاعد على مهل وأريحية وكأنه داخل محل مفروشات او في معرض فني..فاجأته بكل ثقة: والله ما بتشلح من رجلك!! خطوة عزيزة !!..ارتبك اللص ولم يجد مفردة يرد بها..قالت له: الأخ حرامي؟!!..فاعترف الرجل على الفور..فاستقبلته الدكتورة وزوجها أيما استقبال، أغدقوا عليه ''بالكيك'' والقهوة''الحلوة'' و''الجعابير''...وسألاه عن زيارته النهارية..فرد بوقار وحكمة : المثل بيقول صابح القوم ولا تماسيهم !!.. ثم سألاه عن ''بكم ازرق'' كان يمر كل دقيقة من أمام المنزل فقال: هذا ''المعلّم''..لقد راقبت بيتكم منذ الصباح بمعيته ، وربما أقلقه تأخري عليه..ثم ''شفط'' فنجان القهوة واستأذن..فما كان من الزوجين الا ان حملاّه :''كيس قمامة وشوال صرامي عتيقة'' ليرميهما بطريقه في اقرب حاوية، بعد أن دكّ جيوبه ''بالجعابير''..وتقول الدكتورة أن اللص قبل ان يغادر تجرأ وسألهما : صحيح ليش بيتكو ''مطرّق'' هيك؟! لا اسوارة، لا خاتم، لا موبايل عليه القيمة؟..فأجاباه: بيت مثقّفين حيشاك..فأدار ظهره وغادر مبتسماً ضاحكاً قانعاً بما قسم الله له.

لقد تطوّرت مهنة ''الحرمنة'' شأنها شأن باقي المهن، وأصبحت أكثر انفتاحاً وحداثةً وحتى ''ليبرالية''..مما يعني أن ''السرقات'' قد تتطور الى مواعيد مسبقة ،وجدول أعمال ، ومفاصلة موسّعة بين السارق والمسروق ، و''كروت زيارة'' يحملها الحرامي يذكر فيها أرقامه وساعات عمله ،وبريده'' الاليكتروني''، و''ويب سايت'' يستطيعون من خلاله أن يطّلعوا على حجم نشاطه..

***

المطمئن في موضوع الدكتورة وزوجها واللص المؤدّب.. انه لم يزل هناك في هذه الدنيا الشرسة..من يقنع'' بجعبورة'' أو ''بقـثـايه'' بحجم الكريك...

*الله يطعمنا ''حرامي'' زي حراميكو.

أنا لست ابنة للمجتمع ولا هو أبي أنا غريبة ..
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04276 seconds with 10 queries