قلت : انظرى للغيم ..كونى مهرة الملكوت وهو
يشكل اللغة الحميمة فى لسانك وامنحى لغتى المذّوب فيه
من لغة مقطرة القبائل والصهيل..
وكنت تجهش بالقصيدة وهى فى
رتق العيوم فلا تفتّق ..
ليس ينهلُّ السراب
إلا بومض زجاج عينيها ولفتتها الفقيرة لانتصاف الليل
كانت تستعيد رمادها وتعيد سيرتها إلى بدد العناصر ,
من يديك تفلَّتت :
للرمل ينسرب الكثيبان اللذان
توهجا بيديك من وعد تقدّر للرضاعة ,
لاصطخاب البحر موجتها التى انعقدت بسرتها
وحقويها على برج التفتح للولادة
للرياح ولاهتراءات الغيوم حريرُها
للهدم والشفرات كان رخامها يهوى
ومن بين الركام تهبُّ سافيةُ التذكر:
ها همو من كل حدب ينسلون
بكل مُشرعة القواضب والحراب
قد احدقوا بك
لم تكن تدرى أهذى من خواتيم القنيصة أم هو
الفتح المزلزل باكتشاف حُبالة العشق المؤقت !
فانفلت ونجمة الصبح الأخيرة وحدها فى الأفق ,
مهرتك استهلّ صهيلها فى غابر الشعر,
ارتخت فى خطفة الحلم الشكيمةُ , وانجلى من
فضة القيد الركاب