3 حزيران
كثيرة هي المخاطر التي تهدد الحوار . ولكن ما يجب تجنبه قبل كل شيء هو الحكم على الذات أو على الفريق الآخر في الحوار . لقد اعترفنا ان لا أحد باستطاعته أن يحدث العواطف من لاشيء وأن جل ّ ما يمكن عمله هو إيقاظ العواطف التي فينا الحكم يخرب الحوار لأنني فيه اتهمك بأنك كنت السبب وراء ما أشعر به أو أنني قد أفكر في أن بين ما عملته أنت وما به أشعر علاقة وثيقة تجعلني أظن أن ردة فعلي على عملك كانت طبيعية والاستنتاج في كلا الحالتين نتيجة حكم ولا بدّ من أن يكون في كل من الحكمين بعض خطأ .
لقد اتفقنا مثلا ً ان نلتقي في موعد محدد ومكان ما ، فوصلت أنت متأخرا ً نصف ساعة عن موعد اللقاء . وشعرت أنا بشيء من الغضب . فعلي ّ أن أقول لك إن ردة فعل غاضبة تحدث في عندما أجد نفسي مرغما ً على الانتظار . ولكن حاول أن تفكر في ما قد ينطوي عليه كلامي او نغمات صوتي أو قسمات وجهي من أحكام واتهامات .
" كان بإمكانك أن تحضر في الوقت المحدد "
" لقد قللت من احترامي في سلوكك "
" لم تعر مشاعري أي اهتمام "
" أنت في الحقيقة لا تحبني "
" إنك تحضر دائما ً إلى المواعيد متأخرا ً "
" إنك أناني جدا ً "
" لقد فعلت ذلك لتزعجني أو تنتقم مني "
" هذا هو السبب في عدم قدرتك على اكتساب صداقات الآخرين "
" انت تفتقر إلى بعد النظر "
لاحظ أن كل هذه الأحكام تضعني في موقع متفوق في الحوار . هذا هو النوع من " التمايز " المزعوم الذي لا مكان له في حوار حقيقي .قد تكون لك مشاعرك الخاصة كالارتباك والخيبة مثلا ً . ولكنني عندما اقرر أنني على حق وأنني أتمتع بموقع أرفع من موقعك ، يصبح من الواضح أنه علي الاهتمام بمشاعري لا بمشاعرك انت .
الأحكام تقتل الحوار الحقيقي ، والأحكام التي نطلقها غالبا ً ما تحتوي على انتقاد غير مباشر يحطم الثقة في النفس وقبول الذات والقدرة على التنعم بالمواهب . وعندما يحدث ذلك
يغفو الحب

|