عرض مشاركة واحدة
قديم 02/09/2005   #10
شب و شيخ الشباب vtoroj-alexei
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ vtoroj-alexei
vtoroj-alexei is offline
 
نورنا ب:
Jul 2005
مشاركات:
536

افتراضي


منقول من موقع المسيحية و الإسلام تحت المجهر

أين هي بقية الأناجيل ؟



يقول المعترض بأن هنالك أناجيل مفقودة و لقراءة الاعتراض كاملاً انقر هنا



يعتمد المعترض في اعتراضه على الاية الواردة في بشارة معلمنا لوقا 1:1

1 إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا، 2 كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّامًا لِلْكَلِمَةِ، 3 رَأَيْتُ أَنَا أَيْضًا إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيق، أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ، 4 لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ. (عدد 1-4).



لتوضيح الآية نقول و بنعمة الرد نبدأ

يقول القس تدرس ملطي في جمعه لتفاسير الآباء الأولين التالي



افتتح معلِّمنا لوقا إنجيله بالعبارات التاليّة:

"إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصّة في الأمور المتيقِّنة عندنا.

كما سلّمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخدَّامًا للكلمة.

رأيت أنا أيضًا إذ قد تتبَّعت كل شيء من الأول بتدقيق أن أكتب إليك أيها العزيز ثاوفيلس.

لتعرف صحة الكلام الذي عُلّمت به" [1-4].

في هذه المقدَّمة كتبت باليُّونانيّة في أسلوب بليغ نلاحظ الآتي:

1. ظروف الكتابة هي وجود كثيرين ممَّن كتبوا عن الأمور المتيقِّنة الخاصة بالسيِّد المسيح وأعماله الخلاصيّة. يقصد معلمنا لوقا أناسًا غير مخلِّصين حاولوا الكتابة عن شخص السيِّد المسيح بفكرٍ خاطئٍ... لكن أعمالهم لم تقبلها الكنيسة الأولى كأسفار قانونيّة. ويميز العلامة أوريجينوس بين إنجيل معلِّمنا لوقا (وأيضًا بقيّة الأناجيل) التي كُتبت بوحي الروح القدس وتسلّمتها الكنيسة، وبين المحاولات البشريّة لكتابة أناجيل، فيقول: [معني كلمة "أخذوا" أنهم حاولوا، وفي هذا إتهام موجَّه ضدَّهم ضمنيًا، إذ حاولوا كتابة الأناجيل دون إرشاد الروح القدس، أما البشيرون متَّى ومرقس ولوقا ويوحنا فلم يحاولوا التأليف إنما امتلأوا بالروح القدس فكتبوا الأناجيل... أربعة أناجيل هي القانونيّة، منها وحدها نستقي إيماننا بربِّنا ومخلِّصنا.]

يقول القدّيس البابا أثناسيوس الرسولي: [ينتهر لوقا الطوباوي ما هو من صنع الناس مسلِّمًا إيَّانا ما هو مُرْوٍٍ من القدّيسين... فكل قدّيس يتسلّم التقاليد يساهم بغير تحريف أن يثبت تعاليم الأسرار. لذلك تطالبنا الكلمة الإلهيّة بالتلمذة على أيدي هؤلاء. إذ هم معلِّمون لنا بالحق، ولهؤلاء وحدهم يلزمنا أن نصغي، لأن لهم وحدهم "صادقة هي الكلمة ومستحقَّة كل قبول" (1 تي 1: 15). هؤلاء ليسوا تلاميذ سمعوا من الآخرين بل هم شهود عيان وخدَّام للكلمة إذ سمعوا منه ما قد سلَّموه.]

ب. يكتب معلِّمنا لوقا "الأمور المتيقِّنة" والأكيدة، لذلك يشبِّه القدّيس أمبروسيوس هذا السفر بالبيت الذي يُبنى علي الصخر، المرتبط بالإيمان الكامل الثابت غير المتزعزع، هذا الإيمان يقوم على الفهم الروحي والإدراك والتمييز بين الحق والباطل، وليس على المعجزات المجرّدة.

بنفس المعنى يقول العلامة أوريجينوس: [يعبِّر القدّيس لوقا عن مشاعره بقوله: "الأمور المتيقِّنة عندنا". لقد عرف القصّة بكل يقين الإيمان والعقل فلم يتردّد في تصديقها، وهذا حال المؤمن. لقد بلغ قمَّة الإيمان كقول النبي: "ثبِّت كلامك في قلبي" (مز 119). لذلك يقول الرسول عن المؤمنين الأقوياء الأشدَّاء أنهم متأصِّلون ومتأسِّسون في الإيمان (أف 3: 18). الإنسان المتأصِّل والمؤسّس في الإيمان لا يمكن أن ينهدم أو يسقط بُناؤه حتى إن هبَّت العاصفة وهاجت الرياح ونزلت الأمطار كالسيول عليه، لأن بِناءه مؤسّس ومتين. هذا ويليق بنا ألا نعتقد بأن قوّة إيماننا تقوم على الرؤيّة الملموسة أو هي ثمرة ذكاء أو عقل. لنترك غير المؤمنين يؤمنون خلال العلامات والمعجزات الظاهرة، أما المؤمن المحنَّك القوي فيسلك ويفكِّر بالروح مميِّزًا الحق من الباطل.]

ج. ما يسجله لنا معلِّمنا لوقا البشير إنما قبِله خلال "التسليم" أو ما نسميه "التقليد"، وهو الوديعة المُعاشة في حياة الكنيسة بالروح القدس تتسلّمها الأجيال خلال التسليم الشفوي والكتابي وخلال العبادة والسلوك... هذا ما أكَّده الإنجيلي بقوله "كما سلَّمها إلينا الذين كانوا من البدء معاينين وخدَّاما للكلمة".

علّق العلامة أوريجينوس علي العبارة السابقة مبرزًا نقطتين رئيسيَّتين في التسليم الكنسي: أولاً أن قوله "معاينين" لا يعني مجرد الرؤيا الجسديّة، إذ كثيرون رأوا السيِّد المسيح حسب الجسد ولم يدركوا شخصه ولا تمتَّعوا بعمله الخلاصي. ثانيًا أن المعاينة الروحيّة أو الإدراك الروحي تلتحم بالعمل، لذا قال "خدَّامًا للكلمة"، فلا انفصال بين الحياة الروحيّة التأمَّليّة والعمل، إذ يقول: [تأمَّل الرسل الله الكلمة لا بكونهم قد أبصروا المسيح المخلِّص المتجسّد، بل رأوا الله الكلمة (هنا لا يقصد انفصال المسيح إلى شخصين إنما يؤكِّد التزامنا إدراك حقيقة المخلِّص المتجسّد). لو كانت رؤيّة المسيح بالجسد (مجردًا) يعني رؤيّة الله الكلمة، لكان هذا يعني أن بيلاطس الذي أسلم يسوع قد رأى الكلمة، وكذا يهوذا الذي أسلمه وكل الذين صرخوا: "أصلبه أصلبه" (يو 19: 15). هذا الفكر بعيدًا عنه تمامًا، إذ لا يستطيع غير المؤمن أن يرى كلمة الله. رؤيّة الله الكلمة أوضحها المخلِّص بقوله: "الذي رآني فقد رأى الآب" (يو 14: 9).] كما يعلِّق على قوله: "كانوا منذ البدء معاينين وخدَّاما للكلمة" بقوله: [نستخلص من هذه الكلمات أن المعرفة قد تكون غاية في ذاتها، لكنه يتوِّجها العمل بمضمونها... فالاكتفاء بالمعرفة دون تطبيقها هو علم بلا نفع. وكما يرتبط العلم بالتطبيق العملي هكذا ترتبط المعرفة بخدمة الكلمة... فكلمة "معاينين" تعني المعرفة النظريّة، بينما تشير كلمة "خدَّام" للمعرفة التطبيقيّة.]

ظهر هذان الفكران للعلامة أوريجينوس بوضوح في كتابات القدّيس كيرلس الكبير والقدّيس أمبروسيوس. يقول القدّيس كيرلس الكبير: [يصف القدّيس لوقا رسل المسيح بأنهم عاينوا الرب، وفي ذلك يتّفق لوقا مع يوحنا، فقد كتب: "والكلمة صار جسدًا وحل بيننا، ورأينا مجده مجدًا كما لوحيد من الآب مملوءًا نعمة وحقًا" (يو 1: 14). كان لابد أن يظهر المسيح بالجسد، حتى نراه ونحس به، لأنه جلّ اسمه بطبيعته لا يُرى ولا يُلمس، فإنَّ يوحنا يقول أيضًا: "الذي كان من البدء، الذي سمعناه الذي رأيناه بعيُّوننا، الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة، فإنَّ الحياة أُظهرت لنا" (1 يو 1: 1). أتسمعون كيف أن الحياة ظهرت لنا فلمسناها بأيدينا ورأيناها بعيُّوننا؟ ظهر المسيح حتى ندرك أن الابن صار جسدًا، فرأيناه بصفته إنسانًا، وقبلاً لم نره باِعتباره إلهًا.]

بنفس المعنى يقول القدّيس أمبروسيوس: [رأى التلاميذ كلمة الرب وسمعوه... هؤلاء الذين شاهدوا مجد الكلمة مع موسى وإيليَّا (مت 16: 3) رأوا الرب يسوع، إذ شاهدوه في مجده، أما الآخرون (اليهود) فلم يروه هؤلاء الذين عرفوه حسب الجسد، إذ أُعطي للبصيرة الروحيّة لا للعيُّون الجسديّة أن ترى يسوع. لم يره اليهود مع أنهم أبصروه (جسديًا). أما إبراهيم فقد رآه كما هو مكتوب: "أبوكم إبراهيم تهلَّل بأن يرى يومي، فرأى وفرح" (يو 8: 56) مع أنه بالتأكيد لم يره حسب الجسد... غير أن اليهود لم يروه، إذ "اِظلم قلبهم الغبي" (رو 1: 21)... عندما نرى الرب نرى عمانوئيل، فندرك أن الله معنا، أما من لا يبصر الله معه فإنَّه لا يعرف بعد مولود العذراء.]

إذن يكتب معلِّمنا لوقا البشير خلال التسليم الذي وُهب للذين عاينوا الرب ليس حسب الجسد فحسب، وإنما عاينوه في أعماقهم وأدركوا سّر حلوله فيهم وعمله في داخلهم. ونحن أيضًا إن أردنا أن نتفهَّم الإنجيل يلزمنا أن نتسلّم معاينة الرب فينا وتلاقينا معه، على صعيد الإيمان الحّي العملي، حتى لا نسمع كلمات التوبيخ التي وجهها السيِّد لفيلبس: "أنا معكم زمانًا هذه مدَّته ولم تعرفني يا فيلبس؟!" (يو 14: 9).

د. لم يلقِّب الإنجيلي الرسل بمعايني الكلمة فحسب، وإنما دعاهم أيضًا "خدَّامًا للكلمة" [2]. فإنَّ كان العمل الرسولي يقوم على معاينة الرب ببصيرة روحيّة فتدرك أسراره الإلهيّة، لكن دون انفصال عن العمل. وهكذا تلتحم المعرفة بالخبرة الروحيّة، والإيمان بالجهاد، والتأمَّل بالخدمة. يقول القدّيس أمبروسيوس: [نال الرسل هذه النعمة... لقد عاينوا، ويُفهم من هذا جهادهم للتعرُّف على الرب، وخدموا، ويفهم منه ظهور ثمار جهادهم.]

هـ. وُجه هذا الإنجيل للعزيز ثاوفيلس، وقد سبق لنا في المقدَّمة الحديث عن هذا الشخص. فكلمة "عزيز" هو لقب يُطلق على أصحاب المراكز الكبرى في الدولة الرومانيّة، لُقب به فيلكس (أع 23: 26؛ 24: 13)، وأيضًا فستوس (أع 26: 25). أما كلمة "ثاوفيلس" فتعني "محب الله"، لذلك يعلِّق القدّيس أمبروسيوس بقوله: [إن كنت تحب الله فهذه البشارة هي مكتوبة لك، وإن كانت قد كُتبت لأجلك، فأقبلها من الإنجيلي وديعة واحتفظ بها في أعماق نفسك: "احفظ الوديعة الصالحة بالروح القدس الساكن فينا" (2 تي 1: 14). تأمَّلها في كل حين، وتحصن فيها على الدوام... فإنَّ أولى واجباتك هي الأمانة في هذه الوديعة التي لا يبليها سوس (هرطقة) ولا يفسدها صدأ.] ويقول العلامة أوريجينوس: [ربَّما يظن البعض أن الإنجيل قد كُتب لشخص يُدعى ثاوفيلس، لكن إن كنتم أيها السامعون جميعكم محبو الرب فأنتم ثاوفيلس. ثاوفيلس هو شخص صالح جدًا وقوي... فلا يوجد ثاوفيلس ضعيف. أقول أن كل "ثاوفيلس" هو قوي، مصدر قوَّته وقدرته هو كلمة الله.]





كما يقول القس بنيامين بنكرتن في تفسيره لنفس الآية

1 إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا، 2 كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّامًا لِلْكَلِمَةِ، 3 رَأَيْتُ أَنَا أَيْضًا إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيق، أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ، 4 لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ. (عدد 1-4).

إن الروح القدس في إنجيل لوقا يُخبر عن حياة ربنا يسوع المسيح كابن الإنسان حاضرًا بنعمة لا تُوصف بين الناس ومُظهرًا قوة يهوه إسرائيل لمباركة شعبهِ والعالم أجمع أيضًا. وكان في أول خدمتهِ مُقتصرًا على دائرة نسبتهِ إلى بني إسرائيل حسب مواعيد الله القديمة لهم، وأما في أخرها كما يوضحها هذا الإنجيل فيُصرح بمبادئ وحقائق روحية تناسب الإنسان على أي حال كان. فيمتاز هذا الإنجيل بأنهُ يُقدم لنا يسوع المسيح ذاتهُ ليس باعتبار مجدهِ الرسمي كإنجيل مَتَّى ولا باعتبار خدمتهِ النبوية كإنجيل مرقس ولا بإعلان لاهوتهِ كإنجيل يوحنا مع أنهُ هو هو في جميع الأناجيل كما لا يُخفى عند القارئ المسيحي. فكل واحد من الأربعة البشيرين قد أُلهم من الله أن يدرج من أقوال السيد وأعمالهِ ما يوافق المقصد الإلهي في إنجيلهِ. فشاءَ الله أن يفيدنا فوائد جزيلة مُتنوعة بما أخبرنا بهِ عن حياة ابنهِ العزيز على الأرض وخدمتهِ المُتصفة بالحنو واللطف للبشر. فبحسب إنجيل لوقا نرى صورة حياتهِ كما كان يظهر بين الناس وقتئذٍ إذ جال بينهم من يوم إلى أخر بكمال الاتضاع واللطف نحو الجميع.

كان كثيرون من المسيحيين قد أخذوا بتأليف قصةٍ فيما تعلق بحياة المسيح على ما سمعوهُ من أفواه الذين لازموهُ كخدام في مدة خدمتهِ ولكن تالفاتهم إنما كانت من المشروعات البشرية ولو كانت نيتهم صالحة ومُخلصة فإذ ذاك كانت حاجة إلى تأليف قصةٍ بإلهام من الله الذي قاد عبدهُ لوقا إلى هذا العمل. وكان المذكور إناءً مُناسبًا إذ كانت لهُ معرفة مُدققة بكل شيء من الأول ولكن مُجرد المعرفة وحدها لا تكفي لكي تجعل لوقا أو غيرهُ إناءً للوحي مع أنها كانت من الصفات اللازمة لهُ لأجل ذلك. ربما كانت هذه المعرفة نفسها موجودة في أُناس آخرين ولم يستحسن الله أن يستخدمهم لهذه الخدمة. رأيت أنا أيضًا إذ قد تتبَّعتُ كل شيء من الأول بتدقيق أن أكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفيلس لتعرف صحة الكلام الذي عُلِّمتَ بهِ. فكان لهُ غرض أو مُحرّك شخصي أي رغبتهُ في إفادة هذا الأخ المسيحي ولكن ذلك لا يُناقض كونهُ قد أُقتيد وسيق من الروح القدس ليكتب هكذا فإن الله استخدمهُ كما استخدم سائر كتبة العهد الجديد لإدراج حقّهِ على هيئة ثابتة بدون زيادة ولا نقص فيها حتى أن كل ما كُتب هو كلمة الله نفسها التي يجب أن نقيس عليها كل ما يتعلق بالتعليم والسلوك. يوجد فرق بين مَنْ أُستخدم كإناءِ الوحي وبين مَنْ يُستَخدَم في الخدمة المسيحية الاعتيادية لأجل إيضاح الحق وتخصيصهِ للآخرين لأجل خيرهم بحيث أن مَنْ كَتَبَ بالوحي كان مُقتادًا ومسوقًا من روح الله حتى أنهُ لم يدرج شيئًا من ذاتهِ. ربما قادهُ الله إلى ذكر بعض الأغراض والمُحرّكات التي ملأَت قلبهُ في كتاباتهِ كما عمل لوقا هنا وكما نرى في بطرس وبولس ويهوذا أيضًا (انظر بطرس الثانية 13:1؛ كورنثوس الثانية1:2-4؛ تيموثاوس الأولى14:3؛ يهوذا 3) وشهادات أخرى كثيرة ولكن ذلك لا يخلُّ بكونهم قد أُلهموا إلهامًا كاملاً فإن الله جعل فيهم هذه الرغبة الشديدة في إفادة الآخرين ثم استخدمهم لكتابة ما يُكمل هذه الحاجة، نعم، ويفيد كنيستهُ في كل الأجيال. نرى أن بولس قدَّ نصيحة لتيموثاوس من جهة صحتهِ (تيموثاوس الأولى 23:5) وأوصاهُ أن يُحضر معهُ الرداء والكُتب والرقوق عندما يأتي إلى بولس (تيموثاوس الثانية 13:4) ولكننَّا لا نقدر أن نعدَّ كلامهُ من التنوُّهات الزهيدة التي لا أهمَّية لها إلاَّ في ذلك الوقت لأن الله قَصَد أن يُظهر لنا اعتناءهُ الحلو بعبدهِ تيموثاوس ويُعطينا لمحةً من جهة حياتهِ اليومية وقد أُدرج ذلك من الوحي لإفادتنا فلا يجوز لنا أن نقول أنهُ لو لم يُدرج لما كنا قد خسرنا شيئًا. وأما من جهة خدمتنا المسيحية الاعتيادية فلا شكَّ أن الله يعيننا على البحث في كلمتهِ واستخدامها لبُنيان الآخرين ولكننَّا لسنا آنية الوحي لأننَّا إنما نستعمل الحق الذي قد أُعلن ونخدم فيهِ كل واحد منا بحسب النعمة المُعطاة لهُ ولا بدَّ أن يظهر في خدمتنا جانب من الضعف والقصورات البشرية ولا نقدر أن نقول عن أقوالنا أنها الحق المحض لا زيادة فيها ولا نقص. يجب أن نُلاحظ هذه المُلاحظة جيدًا لأن كثيرين قد أنكروا الوحي الكامل مُعترضين عليهِ اعتراضات كثيرة وأما غيرهم فيقرُّون بهِ وفي الوقت نفسهِ يُحاولون أن يُعظموا شأن الخدمة المسيحيَّة زاعمين أنها إذا كانت خالصة وروحية لا تفرق عن كلمات الوحي نفسهِ بحيث أن الروح الواحد الذي استخدم لوقا وبطرس وبولس مثلاً يستخدمنا نحن أيضًا. ولكن قولاً كهذا خطاءٌ عظيم وبالحقيقة يضع شأن الوحي مُعظمًا خدمتنا نحن التي يجب أن نقرَّ بأنها ناقصة ولا يليق بنا أن نجعلها قياسًا للتعليم والسلوك لا شكَّ بأن الروح هو واحد ولكنهُ شاءَ أن يستخدم البعض لإعلان حقائق الله على نوع خصوصي وبعد إدراجها صارت محفوظة لإيمان الكنيسة في كل الأجيال. كان ثاوفيلس قد تعلَّم التعليم المسيحي وكتب إليهِ لوقا لكي يُثبتهُ في الإيمان كقولهِ. لنعرف صحة الكلام عُلّمتَ بهِ. ليُعطينا الرب أن نستفيد أيضًا من درس مضمون هذا الإنجيل.

من له أذنان للسمع فليسمع


تحياتي

سيخرجونكم من المجامع, بل تأتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله
[url]www.christpal.com[/url]
 
 
Page generated in 0.02114 seconds with 9 queries