إن رسالة الإسلام ومنهجها الرباني المحكم شرع سبعة منطلقات لتكون الأساس لحركة الأداء البشري في مسيرة الحياة :
1- التعارف : " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله خبير عليم .
2- التدافــع : " ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض " " ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع ومساجد يذكر فيها أسم الله كثيراً ".
3- التكامـل: " إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتاً فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة فيه , فلأخذ الناس يطوفون ويقولون ما أجمله وما أحسن لولا موضع لبنة فيه , فأنا اللبنة وأنا خاتم الأنبياء "
4- التساخر: " .. أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضاً سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون ".
5- التنافس: " .. لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاج ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعاً فينبئكم فيما كنتم فيه تختلفون ".
6- التراحم: " ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ".
7- التعايش: " وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ". أجل هذه أعمدة سبعة يطرحها الإسلام منطلقاً للمشترك الحضاري البشري ,
وعلى أساس منها ولتفعيلها , طرح مبادئ عامة لتأسيس وتأصيل ثقافة ميثاق مواطنة العالمي :.
1. أيها الناس إن أباكم واحد .. تأكيداً على وحدة الأسرة البشرية .
2. أيها الناس إن ربكم واحد .. تأكيداً على وحدة مصدرية الإيمان.
3. أيها الناس إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام .. تأكيداً على قدسية حياة الإنسان وممتلكاته .
4. أيها الناس إن الله قد قضى أن لا ربا.. تأكيداً على الأمن الاقتصادي.
5. أيها الناس إن عدة الشهور عند الله اثنا عشــر شهراً منها أربعة حرم.. تأكيداً على احترام الوقت , وقدسية كرامة الإنسان وأمنه , و إشاعة ثقافة السلام , وسلامة البيئة , والتعايش الآمن بين الناس.
6. أيها الناس اســـتوصوا بالنساء خيراً فلكم عليهن حــقاً ولهن عليكم حقاً .. تأكيدا على أهمية دور المرأة شريكة متكاملة الشراكة مع الرجل في تحمل مسؤوليات الحياة .
7. أيها الناس إن الله قد حرم الظلم على نفسه وجعله بينكم محرماً فلا تظالموا .. تأكيداً على أن العدل أساس كل فضيلة وأنه الحارس الأضمن لأمن العباد والبلاد .
إن هذه الأعمدة السبعة ، التي تضمنها ميثاق المواطنة العالمية لخطبة الوداع ، وما يتفرع عنها من قيم ومبادئ ، وما يتسق معها مما تزخر به توجيهات القرآن الكريم ، ومما تفصّل فيه وترفده أقوال وأفعال السنة المطهرة ، وما استنه الخلفاء الراشدون المهديون من بعده ، لهي بجملتها تكّون الأسس الراسخة، والمعالم الجلية للميثاق العالمي الإسلامي أو( العقد الاجتماعي العالمي ) ، والإسلام وهو يقرر المواطنة الإقليمية , والمواطنة العالمية , يرتكز في ذلك على :
01.أن الأرض لله , والإنسان مستخلف فيها بأمره سبحانه. " وإذ قال ربك للملائكة إني جعل في الأرض خليفة .. الآية " .
02.وحد الأسرة البشرية. " كلكم لآدم وآدم من تراب
03.وحدة مصدرية الإيمان. " يا أيها الناس إن ربكم واحد "
04.عمارة الأرض مهمة بشرية مشتركة. " هو الذي أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها .. الآية " .
05.إقامة الحياة مقصد أساس في منهج الإسلام. " يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ".
06أن الكون وما فيه في عبادة دائمة لله تعالى. " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " , وإن من شئ إلا يسبح بحمده ,, الآية " .
07.العبادة في الإسلام نوعان: · عبادة روحية . · وعبادة عمرانية " الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق
" وختاماً نؤكد على أن رسالة الإسلام هي رسالة الحياة للناس دون تمييز( يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً .. الآية ) , وأن الآخرة هي ميدان التفاضل بينهم عند الله .. وأنه سبحانه سيفصل بين الناس فيما كانوا فيه يختلفون ( إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شئ شهيد ) , وسيبطل الباطل ويحق الحق , وسينال كل من الخلائق جزاءه حسب ما قدم .. إن خيراً فخير وإن شراً فشر, أما الحياة الدنيا فهي للجميع كل حسب جهده وعمله ومهارته , من غير بخس ولا نقص ( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها سنوفي إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون .. الآية ) , بل ويؤكد الإســــلام على الناس جميعاً ويدعوهم على اختلاف مللهم وشـــرائعهم , ليتنافسوا في عمل الخير وليدخلوا معاً ميادين التسابق في كل ما يحقق النفع والفلاح للجميع في الحياة الدنيا ( وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعاً فينبئكم فيما كنتم فيه تختلفون ) . ونحن المسلمين وعلى أساس مما تقدم , نؤمن بأن الناس جميعاً هم خلق الله وعباده , وأن أحبهم إلى الله , أحبهم إلى خلقه , وأتقاهم في تحقيق منافعهم, مثلما نؤمن بأن الله قد جعل الناس شعوباً وقبائل ليتعارفوا , على أساس من احترام تنوع أديانهم وأعراقهم وثقافاتهم , واحترام خصوصياتهم القومية وأعرفهم وثقافاتهم , وعدم انتهاك سيادة بلدانهم وممتلكاتهم واستقرارهم وأمنهم , وأن يجعلوا من هذا التنوع في الشرائع والثقافات والإمكانات والمهارات بينهم , منطلقاً للتعاون والتنافس , وحافزاً للتكامل بين حقوق الإنسان ووجباته , على مستويات المواطنة الإقليمية والمواطنة العالمية , في ظل تكامل وثيق ومتوازن بين نظام عالمي عادل , وعولمة جماعية راشدة , يتحقق بهما العدل , وكرامة الإنسان و وسلامة البيئة , والتعايش الآمن بين الناس جميعاً أفراداً ومجتمعات .
|